جانب من القصر
قصر البديع تحفة مراكشية
يعد قصر البديع في مراكش من بين أهم القصور الأثرية في المغرب، ومن روائع الهندسة المعمارية الإسلامية بالمغرب، إذ يخلد فترة حكم ملك كبير ترك إنجازات خالدة في تاريخ منطقة المغرب الأقصى، فقصر البديع من منجزات الملك السعدي أحمد المنصور الذهبي، بناه عام 1578 احتفاء بالنصر على البرتغاليين في معركة وادي المخازن الشهيرة، وأراد هذا السلطان أن يكون قصر البديع شاهداً على عظمة فترة حكمه وما وصل إليه العمران والهندسة والتزيين خلال فترة توليه حكم المغرب، حيث استمر بناؤه دون انقطاع لمدة 16 سنة حتى انتهى عام 1594.
احتفاء بالنصر
تؤكد المصادر التاريخية أن السلطان السعدي عزم على بناء صرح كبير يخلد اسمه بعد الانتصار الساحق للجيش على البرتغاليين الذين كانوا أقوى الجيوش المحاربة في المنطقة في تلك المرحلة، واهتم السلطان بجميع مراحل بناء قصر البديع وأغدق المال على الصناع والحرفيين من أجل بناء معلمة فريدة تبقىى ذكرى السلطان في تاريخ المغرب بعد وفاته. ورغم إتقان المغاربة لفن العمارة وإبداعهم في التزيين والزخرفة، فقد آثار السلطان أحمد المنصور جلب أمهر الصناع والمهندسين الأجانب لبناء قصر البديع وللمزاوجة بين إبداع الصناع المغاربة وخبرة الأجانب. ويقع قصر البديع في الجانب الشمالي الشرقي للقصبة، التي اختارها السلطان أحمد المنصور شهوراً قليلة بعد توليه الحكم وانتصاره الباهر على البرتغاليين، مكاناً لإقامته، وكان قصر البديع مخصصاً للاستقبالات الرسمية والتشريفات الملكية والحفلات والمهرجانات التي كانت تقام في الأعياد وحفلات الولاء وحفلات انتصار الجيش.
هندسة معمارية فريدة
ويتميز قصر البديع بهندسته وزخارفه ويشكل نموذجاً حياً لعمارة القصور خلال القرن 16 بالمغرب، كما أنه يحمل عدة تأثيرات أجنبية تتجسد من خلال تصميمه الأندلسي الشكل وتأثره بالعمران في البرتغال، ويتميز قصر البديع بكثرة الزخارف وتنوع المواد المستعملة كالرخام والفسيفساء والأعمدة المكسوة بأوراق الذهب وزخارف الخشب ونقوش الجبس. ويمكن الولوج إلى القصر المحاط بسور سميك والمدعم بأبراج في زواياه الأربع، من خلال عدة أبواب ويوجد الباب الرئيسي بالجهة الجنوبية الغربية، ويطل المدخل الرئيسي للقصر على بركة مائية كبيرة تتوافر على نافورة، وينتظم قصر البديع حول ساحة مركزية كبرى تتوسطها صهاريج مائية وحدائق خضراء. وينقسم القصر إلى عدة قاعات أهمها قاعة الذهب وقاعة الخيزران وقاعة البلور والقاعة الخمسينية التي كانت تستعمل كقاعة للاستقبالات، وتذكر مصادر تاريخية أن السلطان أحمد المنصور أمر بتزيين جنبات القصر وأبوابه وقبابه بأبيات شعرية نقشت على الخزف والرخام اعتباراً لمكانة الشعر في عصر هذا السلطان.
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.