عندما تقول سطات العام زين، يقول المغرب العام زين
تُعد مدينة سطات واحدة من أبرز المناطق الفلاحية في المغرب، سطات عاصمة الشاوية، تُلقب بـ "قفة خبز المغرب" نظرًا لدورها الكبير في توفير المواد الغذائية الأساسية، وخاصة الحبوب كالقمح والشعير. فمنذ قرون، ظلت سطات القلب النابض للفلاحة المغربية، إذ يعتمد اقتصادها بشكل رئيسي على الزراعة بفضل أراضيها الخصبة ومناخها المناسب.
سطات عبر التاريخ: عاصمة فلاحية بامتياز
لطالما كانت سطات مركزًا فلاحيًا بارزًا في المغرب، حيث لعبت دورًا محوريًا في تأمين الغذاء اليومي للسكان. بفضل سهولها الشاسعة، وموقعها وسط سهل الشاوية الذي يُعد من أخصب الأراضي الفلاحية في البلاد، شهدت المنطقة تطورًا ملحوظًا في الإنتاج الزراعي، مما جعلها واحدة من أهم المزودين للحبوب والخضروات على المستوى الوطني. كما تشتهر سطات بتنوع منتجاتها الفلاحية المتميزة، مثل نعناع البروج، وأجبان الماعز بني مسكين، وخروف السردي، ورمان تماسين، والثوم الأحمر أولاد شبانة، بالإضافة إلى منتجات الحبوب كالكسكس والزميتة والبندق، والعسل والنباتات العطرية والطبية، والبذور والزيوت النباتية، والزيتون الأسود المجعد، وخليع لحم الجمل.
إلى جانب الزراعة، تُعَد سطات مركزًا مهمًا لتربية المواشي، خاصة الأغنام، مما يجعلها مساهمًا رئيسيًا في إنتاج اللحوم ومشتقات الحليب. وبفضل هذا التنوع والإنتاجية العالية، فإن أي موسم فلاحي ناجح في سطات ينعكس إيجابًا على استقرار الأسعار والتوازن الغذائي في المغرب بأكمله، مما يؤكد دورها الحيوي في الاقتصاد الوطني.
"العام زين" في سطات يعني "العام زين" في المغرب
عندما يكون الموسم الفلاحي جيدًا في سطات، فهذا يعني أن الإنتاج وفير، وأن أسعار المواد الغذائية ستكون مستقرة، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني. وعلى العكس، إذا واجهت سطات موسمًا جافًا أو ضعيفًا، فإن المغرب بأكمله قد يشعر بتأثير ذلك من خلال ارتفاع الأسعار أو نقص بعض المواد الغذائية الأساسية.
ولهذا السبب، يُقال: "عندما تقول سطات العام زين، يقول المغرب العام زين"، تأكيدًا على أهمية هذه المنطقة كقاطرة أساسية للفلاحة الوطنية.
سطات ورهان التنمية الفلاحية
مع تطور التكنولوجيا الزراعية، أصبحت سطات أيضًا مركزًا لتجارب فلاحية حديثة، حيث يتم العمل على تطوير أساليب الري والتسميد، وتعزيز الإنتاج الفلاحي عبر استعمال تقنيات حديثة. كما أن الاستثمارات في هذا القطاع تعزز من قدرة المنطقة على الحفاظ على مكانتها الريادية في الفلاحة المغربية.
تبقى سطات رمزًا للفلاحة المغربية، ودورها الحيوي يجعلها منطقة لا غنى عنها في تأمين الغذاء للمغاربة. فإذا كان العام زين في سطات، فإن المغرب بأكمله يستفيد، لأن قوت الشعب يعتمد في جزء كبير منه على ما تنتجه هذه الأرض المعطاءة.
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.