أخر الاخبار

هل تقوم الدبلوماسية المغربية بدور الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟


مع استمرار الحرب الدائرة في غزة، وما يرافقها من “قلق أممي” حيال الحصار الذي يقيمه الجيش الإسرائيلي، مما يمنع دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، بدأت تظهر في الأفق أهمية وساطات الدول لحل النزاع، من بينها الوساطة المغربية.

وسلط مجلس النواب، الاثنين، في بيانه الضوء على “الاتصالات التي تقوم بها الدبلوماسية المغربية في إطار التوجيهات الملكية، بهدف وقف الحرب في قطاع غزة ومحيطه، وإنهاء معاناة المدنيين برفع الحصار المفروض، ووقف عملية التهجير، مع تمكينهم من المساعدات اللازمة”.

ورافقت بيان النواب تقارير متطابقة كشفت عن وجود “زيارات مكوكية يقوم بها رئيس الدبلوماسية المغربية، ناصر بوريطة، إلى السعودية والإمارات العربية المتحدة ومختلف دول المنطقة من أجل بحث سبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وفتح المعابر الإنسانية لإغاثة المدنيين”.

ومع وجود علاقات ديبلوماسية للمملكة مع إسرائيل والفرقاء الفلسطينيين، وباعتبارها رئيسة لجنة القدس، تتضاعف أسهم الرباط في لعب دور الوساطة لحل الصراع القائم.

وقد كان المغرب حاسما في موضوع الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إذ نجح في التوسط لحل معبر اللنبي الحدودي في وجه المدنيين الفلسطينيين خلال العام الماضي.

وبجانب دور الوساطة المغربية، تسارع دول عالمية وأخرى إقليمية للعب الدور ذاته، أولاها الولايات المتحدة الأمريكية..

لحسن أقرطيط، الخبير في العلاقات الدولية، يرى أن “المملكة المغربية يمكنها أن تلعب دورا بناء من أجل وقف الحرب في غزة، بحكم العلاقات المقربة للرباط مع طرفي النزاع”.

وقال أقرطيط لهسبريس إن “فتح معبر اللنبي في السنة الماضية كان دليلا على قوة الديبلوماسية المغربية في لعب الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.

وأضاف أن “المغرب كان سباقا لوضع كل جهوده الديبلوماسية من أجل حل القضية الفلسطينية، إذ كانت جل الاتفاقات بين الطرفين في الأراضي المغربية”.

“المملكة المغربية هي المرشح الأكبر للعب هذا الدور الصعب، خاصة أن جل الفلسطينيين وكذا الإسرائيليين يعلمون أن الرباط لا تتاجر بالقضية، ولها هدف واحد هو حل النزاع إلى الأبد”، يضيف أقرطيط.

وخلص إلى أن “نجاح الوساطة المغربية في العديد من النزاعات الدولية يكسبها، إلى جانب ثقة أطراف الصراع، مكانة مهمة لإيجاد اتفاق سلام لحرب استمرت عقودا طويلة”.

من جانبه أفاد المحلل السياسي محمد ظريف أن “تل أبيب وحتى الفرقاء الفلسطينيين لن يقبلوا وساطة من دول معادية لهم بالكامل، والمملكة المغربية لها الحظوظ الكاملة لكسب ثقة الطرفين”.

وقال ظريف لهسبريس إن “المغرب منذ عقود كان لاعبا لدور الوساطة في القضية الفلسطينية، حيث كان يهدف إلى تقريب وجهات النظر والحد من تصاعد التوتر”.

وأشار إلى أن “المغرب يعلم أن إحقاق شروط الوساطة يكون بكسب ثقة الطرفين، إذ عمد منذ إعادة العلاقات مع تل أبيب إلى مواصلة التزاماته تجاه القضية الفلسطينية، فيما سمح بتطوير الشراكة مع إسرائيل”.

ولفت إلى أن “الإشكال لا يوجد في السلطة الفلسطينية، لكن الخلافات حادة بين الحركات الأخرى (فتح وحماس)، وهذا الأمر يضعف الصوت الموحد”، مؤكدا أن “الخلاف الفلسطيني لن يكون عائقا أمام نجاح الوساطة المغربية”.

هسبريس - حمزة فاوزي

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -