أخر الاخبار

السلطان الحسن الأول ودوره السياسي في المغرب 1877-1894

 

السلطان الحسن الأول ودوره السياسي في المغرب 1877-1894

استقبال السلطان الحسن الأول بفاس، المغرب، من فرنويله، نقش 1877


السلطان الحسن الأول ودوره السياسي في المغرب الأقصى 1877-1894

الباحثة.

انتصار جاسم سعد يوسف


يأتي التصدي بهذه الدراسة لأحداث تاريخ المغرب بشكل عام والحديث منه بشكل خاص عبر دراسة الشخصيات التي ادت ادواراً فكريةً وسياسيةً في تلك الاحداث في مقدمة الموضوعات التي تستحق اهتماماً كبيراً من لدن المؤرخين ، وذلك أَنّ احداث المغرب العربي بشكل عام والمغرب الاقصى بشكل خاص تشكل امتداداً للتاريخ العربي الاسلامي بل هي جزء لا يتجزأ منه .

ومن بين هذه الشخصيات المغربية التي وقع اختياري عليها شخصية السلطان الحسن الاول ودوره السياسي في المغرب الاقصى (1873-1894) وعلى الرغم من أَنّ حجم الموضوع اكبر بكثير من ان تستوعبه رسالة ماجستير الا اننا اضطررنا لعدم تجزئته من اجل الحفاظ على تكامل الموضوع .

ويكتسب موضوع الرسالة اهمية كبيرة لان الشخصية التي تناولت دورها السياسي تعتبر احدى اهم الشخصيات التاريخية ان لم تكن اهمها التي حكمت المغرب الاقصى فحسب بل مهمة في تاريخ الدول الاوربية (جيران المغرب) لعاملين مهمين :-

الاول ادراك الحسن الاول لتزايد التغلغل والنفوذ والصراع الاوربي في المغرب وما نجم عن ذلك من اضرار هذا الصراع ولاسيما اسبانيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا حيث استطاع السلطان الحسن الاول ان يحمي استقلال البلاد وان يستغل الصراع القائم بين الدول الاوربية لصالح المغرب اما العامل الثاني فهو ادراك السلطان لاهمية ادخال الاصلاحات ولاسيما في الجيش للوقوف بوجه النفوذ الاجنبي ومحاولته الاستفادة من الخلافات بين الدول الاوربية للقضاء على نظام الحماية وبذلك ان السلطان الحسن الاول اسهم وبشكل متميز في الحفاظ على استقلال المغرب ، ولقد أجمعت شهادات متعددة من الكتاب والمؤرخين العرب والاجانب على قوة شخصيته وثقافته وصلابة تعامله مع الاستعمار ، حتى أَنّ جورج هاردي وهو من غلاة الاستعماريين الفرنسيين يقول : " أَنّ الفضل يرجع إلى مولاي الحسن في حفظ استقلال المغرب إلى نهاية القرن التاسع عشر" .

وفي محاولة للإحاطة بمختلف جوانب الموضوع فقد قسمته على هذه المقدمة وتمهيد وخمسة فصول وخاتمة .

تناول التمهيد نبذةً تاريخيةً عن نشأة الدولة العلوية إلى عام 1873 إذ توج الحسن بن محمد سلطاناً على المغرب .

يحمل الفصل الاول عنوان نشأة الحسن الاول وبدايات نشاطه السياسي . وفيه تناولت

نسبه ونشأته وصفاته الشخصية وكل ما يتعلق بحياته ، ومن اهم ما ورد في هذا الفصل

حملات الحسن الاول والتي بلغت تسع عشرة حملة قادها بنفسه للتخلص من الفتن

والاضطرابات التي أثارتها القبائل ضده .

اما الفصل الثاني وعنوانه ، سياسة الحسن الاول الاصلاحية تم التطرق فيه لاعمال

السلطان الحسن الاصلاحية التي شملت على تنظيم الجهاز الحكومي والاصلاح المالي

والقضائي والاصلاحات العسكرية وتنظيم الجيش والحياة الاقتصادية والاجتماعية

والثقافية في مسعى لتقصي المحاولات الاصلاحية التي بذلها السلطان في هذه

المرحلة البالغة الاهمية محلياً .

اما الفصل الثالث وعنوانه ، مؤتمر مدريد وتدويل المسالة المغربية عام 1880 فقد

تناولت فيه دعوة السلطان الحسن ممثلي الاجانب في المغرب للاجتماع والتباحث بشكل

مؤتمر يهدف إلى تقرير وسائل الغاء الحماية أو تقليلها نتيجة لاستغلال الدول

الاوربية حق الحماية القنصلية ابشع الاستغلال ، وقد أيدت بريطانيا مخاوف

السلطان الحسن ، ودعت إلى ضرورة عقد مؤتمر دولي خارج المغرب لبحث مسألة الحماية

القنصلية ، كذلك توضيح مواقف الدول المشاركة في هذا المؤتمر الذي عقد في مدريد

في ضوء مصالحها الخاصة في المغرب كما وتناولت أعمال المؤتمر وما دارت فيه من

مناورات واعطت الدراسة في ختام الفصل صورةً مركزةً لما انتهى اليه المؤتمر وما

انبثق عنه من مقررات .

اما الفصل الرابع فهو يبحث في علاقات المغرب الخارجية .

فقد تناولت فيه تطور العلاقات بين المغرب والدول الاوربية التي كان لها دوراً

مهماً في المسألة المغربية وهي فرنسا واسبانيا وبريطانيا والمانيا وحاولت اعطاء

صورةً واضحةً لهذه العلاقات لكل دولة مع المغرب وكذلك علاقات المغرب مع الدولة

العثمانية .

اما الفصل الخامس فخصص لدراسة الاطماع الاستعمارية في المغرب من عام 1880 حتى عام 1894 تناولت فيه ازدياد الاطماع الاستعمارية في السنوات التالية لانعقاد مؤتمر مدريد من أجل التدخل في شؤون المغرب بهدف الهيمنة على امكانياته الاقتصادية ولاسيّما في صحراء المغرب ، وتصدي المغرب لهذه المحاولات ولاسيّما من جانب فرنسا وبريطانيا واسبانيا إذ ادت امكانيات المغرب الاقتصادية دوراً مهماً في جذب رجال الدبلوماسية البريطانية ورجال الاعمال اليه : وختمت الفصل بوفاة السلطان الحسن . وخلصت الخاتمة إلى مجموعة من الاستنتاجات والملاحظات التي توصلت اليها الباحثة من خلال دراستها . اعتمدت الرسالة على عدد من المصادر والكتب الوثائقية والمراجع التي لها صلة مباشرة او غير مباشرة بموضوع البحث ومن اهمها :

اولاً : المؤلفات المغربية ، واهمها كتب الناصري وعبد الرحمن بن زيدان وعبد الهادي التازي وعبد الوهاب بن منصور وابراهيم حركات ومحمد داود ومحمد المنوني وغيرهم من الكتاب والمؤرخين المغاربة ، وهذه المصادر رغم انها محكومة بالثوابت المغربية بالتأليف إلا انها اتسمت بعدم جرأة هؤلاء الكتاب في نقد تجارب سلاطينهم ، وتحاشي ابراز سلبياتهم ، ومحاولة تحميل اخفاقاتهم على القوى الاجنبية ومع هذا فأن قرب هذه المصادر ومعاصرتها للاحداث وفهمها بشكل عام لطبيعة العقلية المغربية تعطيها أهميةً خاصةً وتمنحها حق الصدارة في بحث تاريخ المغرب .

ثانياً : الكتب والمراجع العربية ، التي يتقدمها كتاب محمد خير فارس المسالة المغربية إذ يعد مصدراً مهماً لا غنى للباحث عنه لما يحتويه هذا الكتاب من وثائق فرنسية وغيرها وقد افاد الباحثة في الفصل الرابع خاصة .

كذلك كتاب جلال يحيى تاريخ المغرب الكبير يعد مصدراً مهماً إذ يقدم لنا معلومات قيمة عن تاريخ المغرب العربي عامة والمغرب الاقصى خاصة ولاسيما عهد السلطان الحسن .

وكتاب صلاح العقاد ، المغرب العربي بين التضامن الاسلامي والاستعمار الفرنسي الذي تطرق فيه للمسألة المغربية اوربياً ، كما يعد كتاب حسن صبحي ، التنافس الاستعماري مصدراً مهماً فقد اختص بدراسة مرحلة مهمة في تاريخ التغلغل الاوربي في المغرب لاعتماده على وثائق فرنسية والمانية تتعلق بتلك المرحلة . وشكلت المصادر الاجنبية مصدراً مهماً للمعلومات اغنت الرسالة في الكثير من جوانبها وعلى الرغم من تركيزها على التنافس الاوربي في المغرب ، الا انها لم تهمل الاحداث الداخلية ، ومن هذه المصادر ، كتاب روجرز تاريخ العلاقات المغربية حتى عام 1900 ترجمة وتعليق يونان لبيب رزق لاعتماده على الوثائق البريطانية وكذلك بعض المصادر المهمة التي تناولت هذه الحقبة ومنها .

Parson, F.V. The Orignis of Morocco & Questions 1880-1900.

Miege, Lemaroc et L’e Urope. 1844-1912.

وغيرها من المصادر وقد تميزت هذه المصادر بغزارة مادتها الوثائقية وجرأتها في التحليل غير ان بعضها مطبوع بطابع المدرسة الاستعمارية التي ترى بأن الحماية ضرورة لاغنى عنها للمغرب .

الباحثة

انتصار جاسم سعد يوسف

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -