تارودانت هي مدينة مغربية وعاصمة إقليم تارودانت بجهة سوس ماسة في جنوب المغرب، وهي واحدة من أقدم وأعرق المدن المغربية، ولعبت أدوارا تاريخية هامة في تاريخ سوس والمغرب.
وهي تضم 149 80 نسمة، حسب الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014.
التاريخ
رغم وجود الاختلاف بين الباحثين في تاريخ تأسيس تارودانت، فإن نوعا من الإجماع حاصل حول كون المدينة من تأسيس أمراء قبائل شتوكة وجزولة، وهي الرواية التي أوردها أبو القاسم الزياني، ولاقت إستحساناً وقبولاً من طرف الباحثين المتخصصين في تاريخ المدينة نظراً لما يدعمها من قرائن تاريخية، وهكذا ظلت تارودانت لقرون عديدة قبل وصول كتائب الفتح الإسلامي، عاصمة لأمراء شتوكة وجزولة، ومحورا يستقطب النشاط السياسي والتجاري للقبائل السوسية. يوجد في سياق حديث المؤرخين ما يفيد أن تارودانت كانت مركزاً لقيادات محلية تتزعم قبائل سوس، ولذلك فإن دخول قادة الفتح إلى المدينة كان يعني إخضاع قبائل سوس والسيطرة على بلادهم، ولكن هذا الغموض يبدأ في الزوال نسبيا مع وصول طلائع الفتح الإسلامي، حيث أن الإسلام وصل إلى تارودانت على يد عقبة بن نافع الفهري أثناء ولايته الثانية سنة 62هـ، حيث انتهى إلى تارودانت، ثم دخلها بعده موسى بن نصير أثناء ولايته (86-89هـ). وعندما تولى عبيد الله بن الحبحاب أمر المغرب (114هـ) عين ابنه إسماعيل على سوس وأنزله في تارودانت واتخذها دار إقامته، ومن خلال أخبار الفتح الإسلامي لسوس تتأكد مكانة تارودانت كعاصمة للإقليم ومتجمعا لقبائله، ومستقرا لولاته، وبذلك تستمر في لعب دورها كمركز إداري وكمحور مستقطب لمختلف الأنشطة بهذا الإقليم. لكن من كل تلك الأخبار يتأكد كذلك سوء معاملة قادة الفتح وولاتهم للقبائل الأمازيغية، حيث أمعنوا في سبي النساء، وفرض المغارم، والجور في الأموال. وكان ذلك سببا في انضمام تارودانت إلى ثورة الخوارج التي تزعمها ميسرة المطغري سنة (121هـ/739م). وفي أخبار هذه الثورة تتأكد من جديد المكانة الإستراتيجية لمدينة تارودانت، وأهميتها في السيطرة على سوس والتحكم في قبائله. حيث بمجرد أن نجح الثوار في السيطرة على طنجة والقضاء على عامل الأمويين بها عمر بن عبيد الله المرادي، تمت مبايعة عبد الأعلى بن جريح، الذي سارع إلى الزحف على سوس بجيوش الثوار الخوارج فدخل تارودانت، وقتل عامل سوس إسماعيل بن عبيد الله بن الحبحاب. وقد إنحسر نفوذ الخلافة الإسلامية بالمشرق عن سوس وعن عاصمته تارودانت منذ هذا التاريخ بصفة نهائية. مع هذه الأحداث ستدخل أخبار تارودانت في دوامة من الغموض والاضطراب، وبصفة خاصة بعد أن دخلت تحت نفوذ البرغواطيين على يد أميرهم إلياس بن صالح (128-176هـ). فقد جرت عادة المؤرخين الرسميين على النفور من الحديث عن أهل المذاهب الثورية، والمعارضة للدولة التي يعيشون في كنفها، فلا تدخل عندهم حيز التاريخ إلا اضطراراً مع ما يلحق أخبارها عندهم من بتر وتشويه.
أحداث وحوادث
- 7 ماي 2013: احتراق الجامع الكبير بتارودانت الذي يعود تاريخه إلى العصر السعدي والذي يعد من أكبر المساجد التاريخية بالمغرب، يعزى سبب الاحتراق إلى تماس كهربائي، وقد حاولت السلطات المحلية اخماد الحريق لكن طبيعة بناء المسجد وسقفه الخشبي حالت دون تدخل ناجع لاخماد الحريق، وقد تدخل الملك محمد السادس وقرر إعادة إصلاح هذا المسجد من ماله الخاص وقد تم إعادة ترميم المسجد وفتحه من جديد سنة 2016.
- 7 يوليوز 2017: تم تحديد وإحصاء جميع أشجار النخيل التي تعرقل حركة السير في مدينة تارودانت، حيث تم إحصاء 32 نخلة، وتم الاتفاق على إقتلاعها وتحويلها إلى واحة النخيل الموجودة قرب باب بيزمارن، لكن بعد بداية العملية تعرضت للتوقف بسبب إحتجاج بعض المواطنين الذين اعتبروا بأن هذه الأشجار تشكل جزءاً من تاريخ المدينة، بينما اعتبر مواطنون أخرون بأنه يجب الاستمرار في عملية تحويل هذه الأشجار بسبب تواجدها في شوارع رئيسية مهمة وتتسبب في حوادث السير. وبعد أخد ورد قرر المجلس الجماعي لتارودانت إلغاء وتوقيف هذه العملية إلى إشعار آخر.
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.