الإبراهيمي: تحركات مشبوهة لتشويه تراث “فن الحضرة” والأندلسي
حذر فنانون ومختصون في الموسيقى، من تحركات مشبوهة لكتائب «كابرانات» الجزائر، هدفها السطو على التراث المغربي، خاصة الفنون المنتمية إلى الجهة الشرقية.
وقال الموسيقي الغوتي الإبراهيمي، إن هناك تهديدا حقيقيا يستهدف فنونا مغربية، إذ تسعى جهات جزائرية إلى تشويهها، في أفق نسبتها إلى بلادها، ثم مراسلة «يونسكو» لضمها إلى تراثها، مشيرا، إلى أنه توصل بمعلومات من جزائريين حول خطط مدروسة للسطو على أنواع جديدة من الفنون، ومنها فن «الحضرة»، أو ما يعرف باسم «المداحات أو الطبالات أو الفقيهات».
وكشف الإبراهيمي تفاصيل كثيرة عن جذور فن «الحضرة» التي تعود إلى منطقة وجدة، واشتهرت منذ القديم بأنها مغربية خالصة، إذ كانت النساء يتوجهن إلى إحدى الزوايا المعروفة باسم «سوق الغزل»، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أسماء رائدات في هذا الفن وشيوخ يقرون بأن أصل «المداحات» مغربي خالص، عكس ما تدعيه الجزائر.
ويجمع مهتمون بالتراث أن فن «الحضرة» تراث مغربي يقتصر على النساء، حيث يلتقين في العديد من المناسبات داخل البيوت والزوايا لإقامة طقوس الأذكار والمديح والتبرّك بالله، عبر ابتهالات يغلب عليها الطابع الصوفي، مشيرين، إلى أن عدة «شيوخ»، يعترفون أنه فن مغربي، ومنهم من يؤكد أنه تطور مع ظهور موجة الصوفية والطرقية بشمال إفريقيا، بالمقابل تدعي «كتائب الكابرانات» أنه جزائري وانتشر في بلادهم في القرن 12، علما أن أبحاثا محايدة تؤكد أن بدايات ظهور فنون السماع بالمغرب تعود إلى منتصف القرن السابع للهجرة، وتطورت في عهد الدولة المرينية، ثم الوطاسية والسعدية، وصولا إلى الدولة العلوية، كما ارتبطت بترسيخ تقليد الاحتفال بذكرى عيد المولد النبوي، التي دأب ملوك المغرب على رعاية إحياء أمسياتها بحضور مجموعات للمنشدين، ليتسع نطاقها في ما بعد إلى الفضاءات العائلية والزوايا. كما أن الفن الصوفي المعروف بالمغرب بفن «الحضرة» ساهم في حفظ الطبوع والإيقاعات التي عبرت من الأندلس إلى جنوب الضفة المتوسطية، وساهم في الحفاظ على الموسيقى الأندلسية بالمغرب.
ودعا الإبراهيمي المسؤولين المغاربة إلى الدفاع عن الفن المغربي، ف»الكابرانات يسعون إلى السطو على الثقافة والتراث المغربيين»، كما هو الشأن بالنسبة إلى الطرب الأندلسي المغربي والطرب الغرناطي، وفن «الحضرة»، موضحا أن هذا الفن من الفنون العريقة في المغرب، وهو فن متفرد بطقوسه ورموزه وأمكنته ومناسباته الدينية والاحتفالية والاجتماعية، ويستوحي روحه من الصوفية، وتنشد أناشيده في الزوايا، كما أنه يوجد في المواسم التي تقام حول أضرحة الأولياء كل سنة في المدن التاريخية المغربية، مثل فاس ومكناس وشفشاون والصويرة، مشيرا إلى أن كلمـة «الحضرة» متأتية من الإنشاد والذكر أو الإنشاد بلسان الحال، لما له علاقة بالدين الإسلامي وكلام شيوخ التصوف، مثل التراث «الكناوي» والتراث «لحمدوشي» و»العيساوي».
خالد العطاوي
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.