بقلم عبد المجيد مومر الرحالي
رئيس حركة لكل المثقفين
قد خَرَجْتُ مِنَ الأَرْضِ الثّامِنَةِ وَ الأَرْبَعِينَ، تَجَاوَزْتُ حُدُودَ السَّابِعَة وَ السِتِّين، فوَجَدْتُ خَيَالَ عَرَفَات فِي أُوسْلُو عِنْدَ أوَائِلَ التِّسْعِينَ. و بَعْدَ الألْفَيْنِ، تَدَاعَتِ السُّلْطَةُ إلَى النِصْفَيْنِ. شَطْرٌ مُشَرَّح وَ شَطْرٌ مُجَرَّح، كَأَنَّهَا حَرْبُ الصَّفَّيْنِ. أَيْ لَنَا فِي الكَلِمِ فِراسَةُ الإغْتِرَابِ، أو إسْألُوا زَرْقاءَ اليَمامَة!.
وَيْحَك أَ نَاقِصَ الفَخَامَة؛ أنَا المُلا مُومِيرُوسْ شَاعِرُ القِيَّامَة. و السَّلامُ عَلَى السَّابقِينَ؛ لَهُمْ مَا لَيْسَ فِيكُمْ. نَاضَلُوا وَ رَبِحُوا، ثُمَّ خَسِرْتُمْ فَبِئْسَ النَّدَامَة!.
و كُلٌّ منْ عِنْدِ اللهِ .. مَادَّة الطهَارَةِ رَمَادِيَّةٌ. أَنَا السّارِدُ و الإسْتِعَاضَةُ تِقْنٍيّة، إِعَادَةُ تَكرِيرِ مَفاهِيمِ الشَّهَامَة. إذْ نَحْنُ اللاَّحِقُون، آمَنَّا بِرَبّ المُرسَلِينَ فاسْمَعونْ. هَا الغَدرُ ظَاهِرٌ عَلَيكُمْ، قِيلَ : يَا لَيْتَ الشَّبَابَ يَعْلَمُونْ. فلَيْسَ عَلَى الدَّهْرِ مِنَّا سُخطٌ أوْ مَلامَة.
صِرَاطُ القُدُسِ مُتَوَازِنٌ أَيَا نَاقِصَ الفَخامَة. و جَامعُ المَقْدسِ عَظيمٌ، الصَّلاة عِندَهُ مُبْتَغَى الإسْتِقامَة. فَارْحَلُوا بَعِيدًا .. هُنَا أَوْ هُنَالِكَ لَكُمْ مَا لَيْسَ يُرضِيكُمْ. و عَلَيْنَا نَحْنُ تَجديدُ النيَّةِ، كَيْ نَمْضي مَعَ البُراقِ إِلَى قُدسِ الأَنْبِيَاءِ. إيْ وَرَبِّي: عَاشَت هِبَة الإسْراءِ. هَدَفُ الشَّرفِ بِالمَرْمَى، كَذي رِيمُونْتَادَا سَرْدِيَّاتِ الكَرَامَة!.
يَا فَخَامَة الزَّعْلاَنِ .. إِنَّكُم الرّاكِبونَ فَوْقَ المآسِي الحَاضِرَةِ. لَكُمْ هَزَائِمُكُمْ، وَ لَنَا الأَقْصَى هِبَة اللهِ السَّلامِ. فأقُولُ لَكُمْ سَلاَمًا، كَيْ أَعْرِضَ عَنْ زُرَّاع الأوْهَامِ. أَنَا كَالذِي صَلَّى فيهِ، هَا هِيَ الصّخرةُ تَنْزِفُ شوْقًا لِطَلَّةِ مُحمّد خَيْرِ الأَنَامِ. أنْتُم الذينَ سَرَقتُم كُلَّ أَلوَانِ الصُّوَرِ، هَا قَدْ حَرَّفْتُم وَحْيَ الأَحلاَمِ. و الآنَ صِرْتُم عِبْئا عَلَى الأقصَى، أقْداحُكُم فاضَتْ بِالدَمِ المُدامِ. هَيّا اشْرَبوا نَخْبَ شاعِر القِيامَة!.
يَا فَخامَة الزَّعْلانِ ... قد ذَهَبَ الذينَ نُحِبُّهُمْ، فَكُلُّ فَصِيلَيْنِ ضَالَّيْنِ بِمَا لَدَيْهِمَا المُتَبَارِزَانِ. هيَّا .. هَرْوِلُوا، تَعشَقُونَ المَزيدَ مِنْ حِصَّةِ الخِذْلانِ. هَيَّا .. صَهٍ وَ إنْصَرِفُوا. إن المَسْجد المُبَارَكُ، يَخافُ أنْ تَخْتلِفُوا. ذي كَنِيسَةُ المَهْدِ، إِليْهَا فلنْ تَزْدَلِفُوا. إنْ أَنْتُمْ تؤْمِنُون بِاللهِ وَ اليَوْمِ الآخِر، الآنَ من وطني .. آنَ لَكُم أَنْ تنْصَرِفُوا. لَكُمْ أَهْوَاءَكُمْ، لَكُمْ هَزَائِمُكُمْ. و لنَا سجدة الدُّخُولِ و قد حَقّ عَلَيْنَا تَحْييدُ تَطبيقاتِكُم. هَيَّا بَكِّرُوا بالرحيل، و الصّلاةُ عَلَى النَّبِي : بَايْ دُونَ السَّلامَة!.
وَيْحَك أ نَاقِص الفَخَامَة، أبرهة الرخيص و رِفاقِيّةُ البَلِيّة بِمَعِيَّة هنِيَّة. ذا هَزِيمُ اللوَّاحَةِ بلِاَ جَوَازَاتٍ، سَتَكْفِيكُمُ تَذْكِرَة الرَّحيلِ. فَقَطْ إِرحَلُوا، يَسْلَمُ قُدُسُ الأَنْبِياءِ. أما أَنَا سَأَعيدُ ضَبْطَ عَقارِبِ السّاعَاتِ، عَلَى هَذِهِ الأَثْنَاءِ. إِيْ وَ رَبِّي .. قد خُلِقَ الإِنْسَانُ فِي أحْسَنِ تَقْوِيمٍ، و قد رُدَّ إلَى أَسْفَلِ السَّافِلِينَ، فَصَلُّوا عَلَى الحَبيبِ أبِي الزَّهْراءِ. وَيْ لَكُمْ أَقُولُ : إِسْتَنْفَذْتُم مَصَّتَكُمْ مِنْ رَصِيدِ الشُّهَدَاءِ. ذِي الكَنائِسُ لَهَا رَبٌّ يَحْمِيهَا، ثُمَّ التَّسبيحُ عِنْدَ قُدَّاسِ الوَفَاءِ. نَعَم، قد مَرَّ مُحَمّدٌ مِنْ هُنَا بَعْدَ المَسَاءِ، إلْتَقَى رُوحَ عِيسَى فَوْقَ المَدينَة بِالعَلْيَاءِ. طُوبَى لإبنِ مَريَمَ .. طُوبَى للعَذْرَاءِ. هَذَا المَسْرَى دَبِيبٌ عَلَى إيقَاعِ الحَيَاة. رَوا مُوسَى كَلِيمُ اللهِ وَ طَورِ سِيناءِ. صَلاَةُ الصحراء الرَّخِيمَة، يَاقُوتَة الأَحجَارُ الكَريمَة، لَبِنَاتُ جِسْرٍ مِعْراجُنَا في السَّمَاءِ. إِنَّكُم الصَّالِحُونَ للنِّسْيانِ، إذْ لاَ نَوْمَ قَبْلَ صَلاةِ العشَاءِ. تَباشِيرُ العُقُولِ السَّدِيدَة، هَا قَدْ ظَهَرَتْ العَلاَمَة!.
وَيْحَكَ يَا نَاقِصَ الفَخَامَة؛ عَنْكُمْ لَنْ يَذْهَبَ الحَزَنُ، عَليْكُمْ دَائِرَةُ المَسْكَنَة وَ الرِّياءِ. وَ لَنَا مِفْتَاحُ القُبَّةِ، لنَا بَابُ المَغَارِبَةِ، لنا الصحراء لِمَنْ شَهِدَ مِنَ الأَحْيَاءِ. هِبَة مِنَ القُدّوسِ لَنْ يَبِيدَ وطني بِالأهْوَاءِ. فَلَكُم مَا جَنيْتُم، جَرَّبتْم وَ سَقَطْتُم. هَا .. أَنَا .. ذَا بِبَيانِ السَّرد الأَضْخَمِ، و فَوْرًا أُسْرِجُ لَفِيفة الصحراء بِالزَّيْتِ الأَفْخَمِ. إرحلوا من فؤاد وطني.. هكذا الآنَ: كُورَالُ المَقامَة.
لِمَ لاَ؟!، وَ كيفَ لاَ يا نَاقِص الفَخامَة؟!. ضَاعَت غَلّةُ المُساعَداتِ وَ الزَّيتُونِ، ضَيَّعتُم القُدُسَ وَ الأَرْضَ. فسَكرْتُمْ حَتَّى الثمَالَةِ مِنْ آنِيَّةِ الدَّمِ المَرْهُونِ. هَنِيئًا .. مَرِيئًا، هَرِّبُوا أمْوَالَكُم أَنَّى شِئْتُمْ، فلَسْتُ عَلَيْكُمْ بِالمَحْزُونِ. أَغْلِقُوا أَفْواهَكُم، أَغْلِقُوا هَوَاتِفَكُمْ مِثْلَمَا شِئْتُمْ. إِنَّمَا أُخْرُجُوا مِنْ تِيمَةِ النِّضَالِ المَسْنُونِ. هِيَ عَلَيْكُمْ مُحَرَّمَةٌ أرْبَعِينَ لَفَّة، هَيَّا تِيهُوا وَسَطَ المُرادِية الدَّوّامَة!.
أنا أَمْشي عِنْدَ أمُّ النِّهَايَاتِ، كذلك بَعْدَ أمُّ البِدَايَاتِ. و أَنَا أمْشي يَا نَاقِص الفَخَامَة، وَ مَعِيَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ المُؤْمِنينَ. بِالتَّخَلّي وَ التَّحَلِّي، نَتَّحِدُ عِنْدَ وجْدِ التَّجَلِّي. العَرَبِيَّةُ لِسَانُ مُحَمَّدٍ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ المُرسَلِين. نَعَمْ ..نَحنُ نَحْوَ النُّورِ نَتَقَدَّمُ كَوْكَبَةَ الرَّاجِعِينَ. رَبَّاهُ .. مَا أَقْوَاهُ، نُورٌ عَلَى نُورٍ. و إنْ لَمْ تَتَرَجَّلُوا لنْ تأْمَنُوا، يَا مَعْشَرَ الفَاشِلِينَ، هَا نَحْنُ اليَومَ مِنَ المُبْعَثِينَ. وَطَنِي لَنْ يَسَعَكُم، فإرْحَلُوا لَسْتُ بَاخِعًا نَفْسِي أَسَفًا عَلَى الصَّاغِرينَ. أنَا وَ القُدُسُ لِبَعْضِنَا، عَلَى هَذِه الأَرْضِ حَفْرِيَّاتٌ و مَكْرُمَاتُ الأَوَّلِينَ. وَ لَسَوفَ نَقبِضُ عَلَى الهبة الجَميلَة بالنَّواجِد، كَيْ نَصنَعَ أمِّ المُعْجِزَاتِ. هَا.. أنَا .. ذَا طَلَّقْتُ إنْقِسَامَكُمْ بِالثَّلاثِ، فإجْتَنَبْتُ لَغْوَ الطَّائِفية الهَدَّامَة.
يَا نَاقِص الفَخامَة .. يَقولُ لَكُمْ الربُّ: وَ مَا يُدْرِيكَ؟!، لَعَلَّ السَّاعَةَ قَريبٌ!. هَكَذَا - إِذَنْ- بَعِيدًا عَنْ دَسَائِسِ الدَّهَاءِ، وَعدُ الصحراء مَفْطٌورٌ بِالصِّدْقِ عنْدَ الدُّعَاءِ. و يَا أَهْلَ القُدُس ِيَقُولُ لَكُمُ الرَبُّ أصْلِحُوا ذَاتَ البينِ يا لَفِيفَ الأَحِبَّاءِ، لِيَرفَع الرَّافِعُ عنْكُمْ شَرَّ البَلاءِ وَ الإِبْتِلاءِ. هَا هُمُ المُتَأَخِّرُونَ بِالضّفَّة و القِطاعِ أدْرَكُوا أَنَّ اللهَ فَوْقَ الجَمِيعِ، أَنَّ العَزِيزَ الفَتَّاحَ مَعَ الأوْفِياء. رَبَّاهُ يَا رَبَّاهُ صِدْقُ النِّفَاقِ هَزيلٌ لَيسَ كَهَدِيلِ الحَمَامَة!.
هَيَّا .. وَدَاعًا يَا نَاقِص الفَخَامَة، وَدَاع مُومِيرُوسْ شَاعِرُ القيَّامَة.
عبد المجيد مومر الرحالي
رئيس حركة لكل المثقفين
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.