عيساوة أو الطائفة العيساوية (أحيانا أيضا توضيح ل عيساوي أو جذبة عيساوية) هي فرقة صوفية مغربية أسسها الشيخ الكامل محمد الهادي بن عيسى المغربي (ولد في مدينة فاس في 872 للهجرة وتوفي في 1524م ودفن في مكناس). وأصل هذه الفرقة الصوفية تعود بدورها إلى محمد بن سليمان الجازولي. تشتهر الطريقة العيساوية باستعمالها للأمداح بصوت عال واستخدام الموسيقى.
تنتسب الطريقة العيساوية إلى محمد بنعيسى، الذي عاش بمدينة مكناس وبها كان يبث تربية صوفية إلى أن توفي سنة 1526، احتفظت الذاكرة الشعبية بصورة عن هذه الشخصية كرجل صالح وأستاذ روحي. والتصق به لقب «الشيخ الكامل» إلى اليوم، لما كان يربي عليه المريدين من عمق روحي عن طريق العناية الخاصة بالذكر وتلاوة القرآن وسرد الأمداح والصلوات على رسول الله تؤدى الأناشيد والألحان عند عيساوة بالاعتماد على الدقات بواسطة آلات التعريجة، الطاسة، البندير، الطبلة، الدف، وأبواق النفير، وعبر أداء جماعي ولحن انفرادي. ويشتهر شعبيا عن هذا النسيج الموسيقي أن له وقعا خاصا على المستمعين، الذين قد يحدث عند بعضهم انفعال خاص، وأن له مؤهلات استشفائية لبعض الأحوال النفسانية تتم إقامة حفلة عيساوة في المناسبات الدينية كالمواسم وعيد المولد النبوي وعشية الجمعة بعد صلاة العصر أو في مناسبات اجتماعية كالعقيقة وحفل الزواج أو الختان وتبقى أعظم مناسبة لطائفة عيساوة هي مناسبة الاحتفال بذكرى الشيخ المؤسس، بموازاة مع احتفالات عيد المولد النبوي الشريف، حيث تتجمع كافة الفرق العيساوية ومريدوهم من مختلف أقاليم المغرب في أيام بهيجة مملوءة بالتسبيح وبالأناشيد والعزف والرقص.
ويتخلل ذلك الموسم بعض من تقاليد الطريقة العيساوية، التي تعود إلى تقاليد صوفية أو إلى بعض الممارسات الشعبية المتجذرة يختلط فيها الإيمان مع الطموح إلى إظهار صفات الشجاعة وقهر الطبيعة، والطموح إلى التعامل مع أرواح العالم غير المرئي. وإذ كان كل هذا لا يعتبر شيئا أصيلا في عالم الروح والتصوف فإنه مع ذلك أكسب شهرة شعبية واسعة لفرق الطائفة العيساوية، وجعل بعضها يبحث في سبيل تنقية الممارسة للتقاليد وتحسين الأداء لها بتطعيمها مثلا بموسيقى الآلة الأندلسية والملحون أو بالتأكيد على المعنى الديني فيها، كما هو الشأن بالنسبة لفرقتي فاس ومكناس.
الطقوس العيساوية تعتمد على الجدبة كمكون اساسي وهي تشبه الشطحات الصوفية ويتم فيها المنادات على الاولياء وشيوخ الطائفة المتوفين وفي اغلب الاحيان تكون اغماءات من طرف النساء ويتوجب احضار معزة تقدم كقربان للجواد أو صحاب المكان والجواد في الثقافة الشعبية المغربية هم الجن تاخذ المعزة خلال مراحلة من الطقوس لتقدف في السماء من طرف عيساوة ويتم تفريق اطرافها وهي طائرة واراقت دمائها دون سكين فقط عن طريق الجر والشد ويشرب البعض من دماءها خلال الحضرة اغلب المغاربة لايؤمنون بهذه الطقوس ويلجؤ اليها البعض.
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.