أخر الاخبار

مفاجأة في قرار مجلس الأمن حول الصحراء المغربية ونظام العسكر الجزائري يجر تونس نحو الهلاك

مفاجأة في قرار مجلس الأمن حول الصحراء المغربية ..كينيا تصنع الحدث ونظام العسكر الجزائري الغارق يجر تونس نحو الهلاك

صوت اليوم مجلس الأمن على نص القرار الخاص بالصحراء المغربية  وتمديد مدة مهام بعثة المينورسو، وبتعيين ستافان دي ميستورا مبعوثًا، ودعا إلى استئناف العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة بهدف إيجاد حل سياسي متوافق بشأنه ومقبول من جميع أطراف 
النزاع.وذلك ب 13 صوتا.

مفاجأة في قرار مجلس الأمن حول الصحراء المغربية ..كينيا تصنع الحدث ونظام العسكر الجزائري الغارق يجر تونس نحو الهلاك

القرار 2602 حظي بموافقة 13 عضوا وامتناع كل من روسيا وتونس، ولم يكن مفاجئا أن تمتنع روسيا عن التصويت، غير أن تونس، أثارت ضجة كبيرة من خلال الامتناع عن التصويت، وبالتالي انحازت إلى النظام الجزائري الذي يضعه مجلس الأمن بهذا القرار على مأزق.

وهكذا صوتت 13 دولة من أصل 15 دولة لصالح نص القرار، وصوت أربعة من أصل خمسة أعضاء دائمين في مجلس الأمن (الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والصين وفرنسا) لصالح القرار.

وصوتت دولتان من أصل ثلاث دول إفريقية، النيجر وكينيا، لصالح القرار، بينما فشلت الجزائر في جر نيامي ونيروبي إلى صفها، على الرغم من الضغط المستمر. من ناحية أخرى، وهذه مفاجأة، اختارت تونس معسكر جارتها الغربية.

اليوم بامتناع تونس إلى جانب روسيا التصويت على قرار مجلس الأمن رقم 2602 أبانت عن عدم حيادها بشكل واضح في ملف القضية الوطنية، حيث أصبح من اللازم أن تعتبر السلطات المغربية هذا الموقف محددا أساسيا لا ثانويا في التعامل معها بالشكل المطلوب.

ويرى متتبعون أن الموقف التونسي اليوم هو دليل قاطع على التحول المنحاز للموقف الجزائري ضد الوحدة الترابية للمملكة، وهو مؤشر على أن تونس قد تكون بصدد قطع بعض الخطوات نحو استبدال سياسة الحياد التقليدي في ملف الصحراء بنوع من التطابق والتقارب النسبي مع وجهة النظر الجزائرية فيه. متسائلين ما الفائدة من ذلك؟ وأي ضرر قد يلحق بعلاقتها مع المغرب جراء هذا الموقف الجديد؟.

ولعل التونسيون يتذكرون الزيارة التاريخية للملك محمد السادس لبلادهم في عز انهيار السياحة بعد العمليات الإرهابية سنة 2014، وهو يتجول  على الأقدام في شوارع العاصمة تونس، بدون حراسة أمنية مشددة كرسالة على أن الأمن مستقر في تونس.

ومن المؤكد أن التونسيون يتذكرون جيدا أن المغرب رغم أزمة كورونا قام الملك محمد السادس بإرسال مساعدة طبية عاجلة لتونس إثر تدهور الوضع الوبائي بها جرّاء ارتفاع حالات العدوى والوفيات المرتبطة بفيروس كورونا، بالإضافة إلى إرسال مساعدات ومستشفيات ميدانية في كل أزمة تمر بها تونس.

ربما لن يدرك التونسيون تداعيات موقفها هذا، لكن من المؤكد أنهم سيدركون عاجلا أم آجلا من أن كلفة النظر بعين واحدة في الملف الصحراء المغربية ستكون أرفع بكثير.

المفاجأة الثانية التي وقعت في مجلس الأمن الدولي، الذي صوت فيه أغلبية أعضائه على مشروع قرار جديد حول الصحراء، بحيث لأول مرة منذ عشرات السنين صوتت كينيا لصالح المغرب.

كينيا التي كانت تحسب مع الجزائر وفيها سفارة البوليساريو، خلقت الحدث ف مجلس الأمن وقررت دعم المغرب.



التوجه الجديد لكينيا لم يأت من فراغ بل هو ثمرة مجهودات كثيرة على المستوى الدبلوماسي، خصوصا التحركات المكثفة التي قام بها السفير المغربي المختار غامبو، ف الإعلام ومع مراكز الدراسات ومجموعات الضغط.



كينيا بلد ديمقراطي ومقبل على انتخابات مهمة، والرهان على دولة كينيا كذلك كبير بالنسبة للمغرب.

كينيا من الحلفاء الاستراتيجيين لأمريكا (قواعد عسكرية، مصالح كبرى..)، لذلك تصويتها لصالح المغرب هو الحدث الرئيسي اليوم.



مناورات النظام الجزائري الغارق هذه الأيام تشبه إلى حد بعيد رقصة الديك المذبوح، فالتصريحات المفرطة والخرجات الإعلامية الغريبة والتهديدات الموجهة إلى المجتمع الدولي لم تغير ذرة واحدة من مضمون نص القرار المتعلق بالصحراء، الذي صاغته الولايات المتحدة الأمريكية.


النسخة الأولية من القرار هي نفس النص النهائي الذي تم التصويت عليه يوم الجمعة 29 أكتوبر في مجلس الأمن بأغلبية 13 صوتا وامتناع عضوين عن التصويت: روسيا وتونس.

وقال ناصر بوريطة في الندوة الصحافية التي أعقبت الإعلان عن قرار مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء المغربية، وتمديد مدة مهام بعثة المينورسو، أن الجزائر اليوم في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي، الذي يعي تماما أنها معنية بصناعة نزاع الصحراء المغربية، وعليها أن تتحمل مسؤوليتها كاملة في إيجاد حل لهذه القضية والانخراط بدون شروط في المسلسل السياسي والموائد المستديرة التي  تشارك فيها الأطراف المعنية بما فيها الجزائر.

وأضاف وزير الخارجية والتعاون ناصر بوريطة مساء اليوم بالرباط، أن القرار لم يتطرق إلى قضية الكركرات بمعنى أن الوضع القائم تحصيل حاصل بعدما تدخل المغرب لتامين هذا المعبر، وتطهيره من مرتزقة البوليساريو في 13 نونبر2020.

ومن اليوم فصاعدا، ستسلط الأضواء على الجزائر التي ستكون الطرف المعطل لأي حل لنزاع الصحراء في حالة استمرارها في إصرارها على عدم المشاركة في الموائد المستديرة. وإذا أعادت النظر في موقفها، فسيكون ذلك إذلالا آخر لهذا النظام الذي يراكم الانتكاسات..
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -