أخر الاخبار

سبتة: مدينة مغربية تحت الإدارة الإسبانية

Ceuta: Ciudad marroquí bajo administración española

 سبتة: مدينة مغربية تحت الإدارة الإسبانية

موقع المدينة ووضعها الجغرافي سبتة هي مدينة تقع في أقصى شمال القارة الإفريقية، تحت الإدارة الإسبانية، رغم أن المغرب يعتبرها مدينة محتلة ويسعى لاسترجاعها. تقع المدينة مقابل مضيق جبل طارق، وتحدها مياه البحر الأبيض المتوسط من الشمال والجنوب والشرق، بينما يحدها المغرب من الغرب والجنوب الغربي. تبعد سبتة عن إسبانيا بحوالي 26 كيلومترًا، وتبلغ مساحتها 19 كيلومترًا مربعًا، بطول 1000 متر من الشرق إلى الغرب و1500 متر من الشمال إلى الجنوب.

السكان والتوزيع الديموغرافي يبلغ عدد سكان سبتة 82,376 نسمة وفقًا لإحصائيات عام 2011، بكثافة سكانية تصل إلى 4,240 نسمة لكل كيلومتر مربع. يضم المجتمع السكاني في سبتة خليطًا من المسيحيين والمسلمين، بالإضافة إلى أقليات يهودية وهندوسية. منذ عام 1995، تتمتع المدينة بوضع الحكم الذاتي ضمن إسبانيا، بقرار من البرلمان الإسباني.

أصل التسمية يرجع اسم "سبتة" إلى العهد الروماني، حيث أطلق عليها الرومان اسم "Septem Fratres" والذي يعني "الإخوة السبعة"، في إشارة إلى الجبال المحيطة بها. ومع تطور اللغة، تحول الاسم تدريجيًا إلى "Ceuta" باللغة الإسبانية.

النزاع الحدودي بين المغرب وإسبانيا منذ استقلاله، يعتبر المغرب مدينة سبتة جزءًا لا يتجزأ من أراضيه ويرفض الاعتراف بالسيادة الإسبانية عليها، كما هو الحال مع مدينة مليلية وجزر إشفارن. يطالب المغرب بإجراء مفاوضات مباشرة مع إسبانيا لاستعادة هذه المناطق، إذ يرى أنها من بقايا الاستعمار في إفريقيا. ومع ذلك، لم تصنف الأمم المتحدة سبتة ضمن المناطق المحتلة التي تستوجب التحرير.

التاريخ العريق لمدينة سبتة تمتلك سبتة تاريخًا طويلاً يمتد لآلاف السنين، فقد شهدت المدينة تعاقب العديد من الحضارات:

  • العصور القديمة: تعود أقدم آثار الاستيطان البشري في سبتة إلى حوالي 250,000 سنة قبل الميلاد. سيطر عليها الفينيقيون في القرن السابع قبل الميلاد وأطلقوا عليها اسم "Abyla"، ثم احتلها الإغريق وأطلقوا عليها اسم "Hepta Adelphoi".

  • القرن الثالث قبل الميلاد: وقعت المدينة تحت حكم قرطاج، ثم ضمتها مملكة موريطنية بعد الحرب البونيقية الثانية.

  • العهد الروماني: في عام 40 ميلادي، ضمها الإمبراطور الروماني كاليغولا إلى الإمبراطورية الرومانية، واستمرت تحت سيطرة الرومان حتى سقوطها بيد الوندال عام 429 ميلادي.

  • العهد الإسلامي: دخلها المسلمون عام 709، ثم ضمها الخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر إلى الدولة الأموية في الأندلس عام 931.

  • العصور الوسطى: خضعت المدينة لعدة ممالك إسلامية، مثل المرابطين والموحدين والحفصيين. وفي عام 1415، سقطت سبتة تحت سيطرة البرتغال.

  • السيطرة الإسبانية: بعد توحيد إسبانيا والبرتغال عام 1580، أصبحت المدينة جزءًا من الأراضي الإسبانية. وفي 1668، اعترفت البرتغال رسميًا بسيادة إسبانيا على سبتة.

  • الحروب المغربية لاستعادة سبتة: شهدت المدينة عدة محاولات مغربية لاستعادتها، أبرزها حصار السلطان مولاي إسماعيل بين عامي 1694 و1724، إلا أن هذه المحاولات لم تنجح.

  • التطور الحديث: حصلت سبتة على وضع الحكم الذاتي داخل إسبانيا عام 1995.

الأهمية الاستراتيجية والسياسية تعد سبتة نقطة استراتيجية مهمة نظرًا لموقعها على البحر الأبيض المتوسط، حيث توفر لإسبانيا سيطرة على حركة الملاحة في المنطقة. كما أنها مركز هام لمراقبة الهجرة غير الشرعية بين إفريقيا وأوروبا. في عام 2007، قام الملك الإسباني خوان كارلوس بزيارة المدينة لتأكيد سيادتها الإسبانية، رغم الاحتجاجات المغربية.

تاريخ سبتة

  • 250.000 قبل الميلاد: البدايات الأولى لظهور الإنسان في سبتة.
  • القرن السابع قبل الميلاد: احتلال الفينيقيون للمدينة، وقاموا بتأسيس المدينة وأطلقوا عليها اسم "Abyla"، بعد ذلك تم احتلالها من جديد من قبل اليونان فوقيون (Phocaea) وأطلقوا عليها اسم "Hepta Adelphoi".
  • 319 قبل الميلاد: وقعت المدينة تحت نظام حكم قرطاج.
  • 201 قبل الميلاد: استسلام قرطاج نتيجة لاندلاع الحرب البونيقية الثانية بين قرطاج والجمهورية الرومانية (وهي حرب استمرت من سنة 218 قبل الميلاد حتى سنة 201 قبل الميلاد). قامت مملكة موريطنية بضم المدينة إلى إراضيها
  • 40 بعد الميلاد: قام الإمبراطور كاليغولا بضم المدينة إلى الإمبراطورية الرومانية، وفي عام 429 بعد الميلاد سقطت المدينة تحت هيمنة قبائل الوندال.
  • 534 بعد الميلاد: فلافيوس بيليساريوس، جنرال تابع للإمبراطور جستنيان الأول البيزنطي، يقضي على الوندال، ويلحق المدينة بالإمبراطورية الرومانية الشرقية. وبعد ذلك سقطت المدينة في أيدي القوط الغربيين.
  • 709: دخول المسلمين إلى سبتة.
  • 931: الخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر يضم المدينة إلى الدولة الأموية في الأندلس. وبعد سنوات عدة من الصراعات، سقطت الدولة الأموية وتفككت إلى عدد من الممالك بعد حرب أهلية بين الأمراء الأمويين الذين تنازعوا الخلافة فيما بينهم، مما أدى بعد سنوات من الاقتتال، إلى تفكك الخلافة إلى عدد من الممالك المستقلة (ملوك الطوائف).
  • 1024: سقطت المدينة تحت سيطرة طائفة مالقا.
  • 1061: قام البورغواطيون بضم المدينة إلى إمارة بورغواطة (إمارة أمازيغية).
  • 1084: دخول يوسف بن تاشفين (ثاني ملوك المرابطين) إلى المدينة.
  • 1147: دخول الموحدون إلى المدينة.
  • 1232: سبتة تخضع لطائفة مورسيا.
  • 1233: سبتة تعلن استقلالها، وفي عام 1236 سقطت المدينة تحت هيمنة مملكة فاس. في عام 1242 تخضع لنفوذ الحفصيين (الحَفْصِيُّون أو بنو حَفْص سلالة بربرية، ينتمي إلى قبيلة مصمودة البربرية).
  • 1249: قام الأثافيون بالسيطرة على المدينة.
  • 1295: تصبح المدينة جزءاً من مملكة قشتالة، وفقا لمعاهدة لمونتياغوادو دي لاس فيكارياس (المؤرخ عام 1291، بين قشتالة وأراغون). في عام 1305 ضمت مملكة غرناطة المدينة لها.
  • 1309: قامت مملكة فاس، بمساعدة مملكة أراغون، باسترجاع المدينة. وفي 1310 قام الأثافيون باستعادة السيطرة عليها، في 1314 استرجعت مملكة فاس المدينة من جديد، في 1315 استرد الأثافيون المدينة. في 1327 سقطت المدينة تحت هيمنة مملكة فاس. في 1384 قامت مملكة غرناطة بضم المدينة إلى أراضيها، وفي 1387 استرجعت مملكة فاس المدينة مرة أخرى.
  • 21 أغسطس 1415: سقوط سبتة تحت سيطرة البرتغال، على يد الملك جواو الأول. في عام 1580 قامت إسبانيا بضم البرتغال إلى مملكتها، وذلك بعد وفاة ملك البرتغال سيباستيان الأول.
  • 1640: البرتغال تعلن استقلالها عن إسبانيا، ولكن سكان سبتة تفضل البقاء تحت السيادة الإسبانية.
  • 1668: البرتغال تعترف بالسيادة الإسبانية على سبتة، وفقاً لمعاهدة لشبونة (المؤرخ 13 فبراير 1668، بين إسبانيا والبرتغال).
  • 1694 إلى 1724: حصار السلطان مولاي إسماعيل للمدينة.
  • 1704: حصار القوات البحرية الملكية البريطانية لمدينة، مع محاولة الدخول إلى المدينة.
  • 1812: الحكومة الجهوية للمدينة تتحول إلى مجلس دستوري.
  • 1925: سبتة تستقل من مقاطعة قادس بموجب المرسوم الملكي المؤرخ 4 أغسطس.
  • 1995: إصدار النظام الأساسي للحكم الذاتي في المدينة، وبالتالي تتمتع مدينة سبتة بالحكم الذاتي.

 تظل سبتة مدينة ذات أهمية تاريخية وجيوسياسية كبرى، حيث تمثل نقطة نزاع بين المغرب وإسبانيا. وبينما تسعى إسبانيا للحفاظ على سيطرتها عليها، لا يزال المغرب يطالب بإعادتها إلى سيادته، معتبرًا إياها جزءًا لا يتجزأ من أراضيه.


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -