سبق و أكدت يوم حادثة الگرگرات إعتقادي الراسخ بإستحالة الحرب المفتوحة في هذه الظروف، و اليوم رغم كل ما يقال و حماسة البعض و جهالة البعض الآخر المبنيتين على الإنفعالات و دغدغة العواطف لا زلت متيقنا من تقديري، بل أشد إقتناعا بسلامة إستنتاجاتي.
جيش جبهة البوليساريو، و مهما بلغ به الضعف و الهوان المتراكمين و المتصاعدين منذ أحداث 1988 و مهما كان نزيفه في الأطر و العتاد و حتى المعنويات لا يزال دون أدنى شك قادرا على القيام بأعمال حربية جدية لو كان هناك قرارا واضحا بذلك.
فنقطة قوته الرئيسية كان يستمدها من وجود قواعده الخلفية و خطوط إمداده خارج مرمى نيران خصمه.
هذه الميزة الممنوحة له شيكا على بياض من قبل الجزائر مكنته فيما مضى من إحتكار زمام المبادرة و أعفته نسبيا من مخاطر مطاردة قد تحسم الموقف ضده.
و السؤال الوارد هنا هو:
* لماذا إذا إقتصر الآن على المناوشات المحتشمة العديمة الجدوى و "الحرب الإعلامية" دون المخاطرة بعمل جدّي يثبت به إرادته في التصعيد خارج التصريحات و البيانات؟
لا أجد من جواب على هذا السؤال سوى إعتقادي بوجود توجس حقيقي شرق الجدار من ردة فعل مغربية محتملة مبنية على تقدير جديد للموقف يختلف عما كان سائدا في الحرب الأولى و حتى مطلع التسعينيات.
فلا الجزائر تسمح بمغامرة مجهولة النتائج و الإنعكاسات و لا الجبهة تشعر بأمان قواعدها الخلفية.
هذا ما نسميه نحن معشر العسكريين بحالة "ردع" و الردع أم السلام و حافظه.
الخبير العسكري باهي العربي للجزائر تايمز
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.