طباعة النقود: بين الجدل الاقتصادي والتحذير من التبعات الخطيرة
أعرب عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، عن استغرابه من دعوات البعض في المملكة لطباعة المزيد من الأوراق النقدية كحل لمواجهة تداعيات جائحة كورونا. وفي ندوة صحافية افتراضية بالرباط، شدد الجواهري على أن هذه الدعوات تتجاهل الأزمات الاقتصادية السابقة التي عاشها المغرب والتبعات السلبية لطباعة النقود بدون قيود.
وأوضح الجواهري أن طباعة النقود بشكل غير مدروس تؤدي إلى تضخم مفرط، وتؤثر سلباً على ميزان الأداءات والمدخرات الخارجية والعملة الصعبة. وأشار إلى عجز الميزان التجاري الوطني بما يناهز 200 مليار درهم، ما يعكس الفجوة بين الواردات والصادرات.
واستعرض والي بنك المغرب تجربة المغرب خلال أزمة الثمانينيات، التي نجمت عن نقص العملة الصعبة، واضطرت البلاد إلى الاعتماد على برنامج التقويم الهيكلي بإشراف صندوق النقد الدولي للخروج من الأزمة.
وانتقد الجواهري بشدة بعض الأصوات التي وصفها بغير المسؤولة، والتي تطالب بطباعة النقود دون إدراك العواقب الاقتصادية الوخيمة. وأشار ساخرًا: "يمكننا طبع النقود بسهولة، ولكن هل ندرك ما الذي سيحدث للاقتصاد والمدخرات وتمويل المشاريع؟".
وفي إشارة غير مباشرة إلى التجربة الجزائرية، حذر الجواهري من اتباع سياسات مماثلة، قائلاً إن مدخرات الجزائر تهاوت من 240 مليار دولار إلى 50 مليار دولار بسبب سياسات غير محسوبة.
وأكد والي بنك المغرب أهمية التعلم من دروس التاريخ وتجنب الحلول السطحية، مشدداً على أن المسؤولية الوطنية تتطلب اتخاذ قرارات مدروسة تراعي المصلحة العامة بعيداً عن المزايدات السياسية.
وختم الجواهري حديثه بدعوة أصحاب هذه الطروحات إلى تقديم حجج منطقية ومقنعة بدل الاقتصار على تصريحات غير مسؤولة، قائلاً: "نعيش أزمة مركبة صحية واقتصادية ومالية، ولا مجال للتجارب التي قد تؤدي إلى كارثة".
وتابع والي بنك المغرب غاضباً من هذه الدعوات: "لكان لي كيدوي حمق لي كيتنصت خصو يكون عاقل"، مشيرا إلى أن توقيع اتفاقية لطباعة النقود قد تستغرق ربع ساعة؛ لكن هذا الأمر غير معقول.
وكان لحسن الداودي، القيادي في حزب العدالة والتنمية وزير الشؤون العامة والحكامة السابق، قال إن الحل الكفيل بتجاوز إشكال شحّ العملة الصعبة هو طبع النقود.
الأستاذ الجامعي المتخصص في الاقتصاد قال، في ندوة من تنظيم الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بتيزنيت، إن الموارد المالية لكل الدول، بما فيها المغرب، لا يمكن أن تستمر في دعم الاقتصاد، في الظرفية الحالية، وأنها، جميعها، مضطرة إلى إنتاج النقود.
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.