أخر الاخبار

نظام الحماية بالمغرب والاستغلال الاستعماري

 فرضت فرنسا الحماية على المغرب سنة 1912. فما الحماية؟ وما ظروف فرضها على المغرب؟ وما مراحل الاحتلال 
العسكري. وما مظاهر الاستغلال الاستعماري وانعكاساته؟

نظام الحماية بالمغرب والاستغلال الاستعماري
نظام الحماية بالمغرب والاستغلال الاستعماري

نظام الحماية

الفصل الأول: اتفقت حكومة الجمهورية الفرنسية مع جلالة السلطان على إنشاء نظام جديد في المغرب يسمح بالإصلاحات الإدارية والقضائية والتعليمية والاقتصادية والمالية والعسكرية، التي ترى الحكومة الفرنسية فائدة في إدخالها للمغرب.
وهذا النظام الجديد سيحافظ على الوضعية الدينية وحرمة السلطان ومكانته المعتادة وتطبيق الدين الإسلامي وسيصون المؤسسات الإسلامية خصوصا مؤسسات الأوقاف كما أنه سيضمن تنظيم حكومة شريفة (...)
وحكومة الجمهورية ستتفاوض مع الحكومة الإسبانية في موضوع المصالح التي لها بالمغرب، كما أن مدينة طنجة ستحفظ الطابع الخاص الذي اعترف لها به والذي سيحدد نظامها البلدي.
الفصل الخامس: ستمثل الحكومة الفرنسية عند جلالة السلطان بواسطة (...) مقيم عام (...) ساهر على تنفيذ هذا الاتفاق الحاضر.
وسيكون المقيم العام هو الوسيط الوحيد بين السلطان وبين الممثلين الأجانب وبينهم وبين الحكومة المغربية في العلاقات التي لهم، وسيكلف خصوصا بكل القضايا التي تهم الأجانب في المملكة الشريفة.
وباسم الحكومة الفرنسية سيصادق على كل الأوامر الصادرة من جلالته ويأذن بنشرها.
وقع بفاس 30 مارس 1912م. توقيع: رينيو وعبد الحفيظ

هذه الوثيقة عبارة عن مقتطفات من معاهدة بين المغرب وفرنسا تم توقيعها بمدينة فاس في 30 مارس 1912 من طرف أوجين رينيو عن فرنسا والسلطان المولى عبد الحفيظ عن المغرب.

ورد فيها مجموعة من المفاهيم هي:
-السلطان: هو اللقب الذي كان يطلق على ملك المغرب في تلك الفترة.
-الحماية: شكل من أشكال الاستعمار يعتمد من الناحية القانونية على الإدارة غير المباشرة. أي إنه نظام يقوم على أساس احتفاظ البلد المستعمر بسيادته ونظام حكمه، إلى جانب إدارة استعمارية مراقبة يتراسها المقيم العام أو المفوض السامي. إلا أن الإدارة الاستعمارية غالبا ما تنتزع السلطات الأساسية من يد الإدارة المحلية، فيصبح حكم صوريا مثل نظام الحماية بالمغرب الذي فرض عليه في مارس 1912 حيث قسم إلى ثلاث مناطق نفوذ: النفوذ الإسباني في الشمال والصحراء، والنفوذ الفرنسي في الوسط، ومنطقة النفوذ الدولي بطنجة.
-مقيم عام: ممثل فرنسا في المغرب في عهد الحماية.
-أوجين رينيو: ديبلوماسي فرنسي مثل فرنسا في توقيع معاهدة الحماية.
-عبد الحفيظ: سلطان علوي ابن المولى الحسن تولى الحكم بعد إزاحة أخيه عبد العزيز من سنة 1908 إلى .1912
نصت معاهدة الحماية على:
-أن تقوم فرنسا بالإشراف على إصلاح المجالات الإدارية والقضائية والتعليمية والاقتصادية والمالية والعسكرية.
- عدم المس بالوضعية الدينية وحرمة السلطان ومؤسسة الأوقاف.
- تقسيم المغرب إلى ثلاث مناطق نفوذ هي منطقة الحماية الفرنسية ومنطقة الحماية الاسبانية ومنطقة الحماية الدولية في طنجة.
-تعيين فرنسا لمقيم عام يتمتع بعدة صلاحيات منها: الإشراف على السياسة الخارجية للمغرب وعلى كل ما يهم الأجانب في المغرب، واقتراح القوانين التي تصبح سارية المفعول بعد توقيعها من طرف السلطان ونشرها في الجريدة الرسمية.

ظروف فرض الحماية الفرنسية على المغرب

أ-الظروف الداخلية التي أدت إلى فرض الحماية الفرنسية على المغرب
تجلت في تدهور الوضعية الداخلية بسبب التمردات (تمرد بوحمارة وتمرد الريسوني) وفراغ الخزينة من المال، وفشل الإصلاح الضريبي والصراع على الحكم بين السلطان عبد العزيز وأخيه عبدالحفيظ.
ب-الظروف الخارجية التي أدت إلى فرض الحماية الفرنسية على المغرب
تجلت في وضع حد للتنافس الاستعماري حول المغرب لصالح فرنسا بعد توقيع عدة اتفاقيات منها على الخصوص: الاتفاق الفرنسي الإيطالي حول المغرب وليبيا سنة 1912، والاتفاق الودي بين فرنسا وإنجلترا سنة 1904 الذي تنازلت فيه إنجلترا عن المغرب مقابل تنازل فرنسا عن مصر، والتسوية الفرنسية الألمانية التي تخلت بمقتضاها ألمانيا لفرنسا على المغرب سنة 1911 مقابل منح فرنسا لألمانيا جزءا من الكونغو.
الظروف الخارجية لفرض الحماية الفرنسية على المغرب

ولعل أهم تطور أدى إلى فسح المجال أمام فرنسا لغزو المغرب هو التسوية الألمانية الفرنسية سنة 1911، التي ورد فيها الآتي:
الفصل الأول: قد صرحت الدولة الألمانية، حيث لم يكن لها بالمغرب ما عدا مصالح اقتصادية، بأنها لا تعارض عمل فرنسة عند إعطائها إعانتها للدولة المغربية لإدخال جميع الإصلاحات الإدارية والعدلية والاقتصادية والمالية والعسكرية التي يتوقف عليها حسن تدبير الملك...
الفصل الثاني: وعلى هذا القبيل، وقع الوفق بأن دولة ألمانيا لا تعارض فرنسة إذا توافقت مع الدولة المغربية، وشرعت في الاحتلال العسكري بالإيالة المغربية، الذي يظهر لها أنه واجب في بقاء الأمن وسدل السكينة للمعاملة التجارية، كما أنها تكون تباشر عمل البوليس التام برا وبحرا بالمياه المغربية.
مباشرة بعد الاتفاق الفرنسي الألماني شرعت فرنسا في الاحتلال العسكري للمغرب

مراحل الاحتلال العسكري الفرنسي والإسباني للمغرب

مر الاحتلال العسكري للمغرب عبر مراحل:
-المرحلة الأولى (1907-1912): الشاوية، والمنطقة الشرقية.
-المرحلة الثانية (1912-1914): دكالة، والرحامنة والحوز...
-المرحلة الثالثة (1914-1921): احتلال الأطلس المتوسط، بعد القضاء على مقاومة موحا أوحموا لزياني بعد استشهاده في إحدى المعارك سنة 1921.
-المرحلة الرابعة (1921-1926): احتلال إسبانيا لمنطقة الريف بعد استسلام محمد بن عبد الكريم الخطابي سنة 1926.
-المرحلة الخامسة (1931-1934): احتلال فرنسا للأطلس الصغير بعد انهزام عسو أوبسلام في معركة بوغافر سن 1933، واحتلال إسبانيا لمنطقة الجنوب.
إضافة إلى منطقة سيدي إفني التي احتلت منذ 1860، ومدينتي سبتة ومليلية المحتلتين منذ القرنين 15 و16م.
خريطة مراحل الاحتلال العسكري للمغرب

مظاهر الاستغلال الاستعماري الفرنسي للمغرب وانعكاساته

أ-مظاهر الاستغلال الاستعماري الفرنسي للمغرب
-في الفلاحة: استولت المعمرون على الأراضي الزراعية بنزع ملكيتها من المغاربة؛ إذ وصلت مساحة الأراضي التي يملكها المعمرون إلى 480000 هكتار سنة 1935، و1.017000 هكتار سنة 1953.
-في استغلال المناجم: احتكرت الشركات الفرنسية عملية التنقيب على المعادن واستخراجها؛ وهكذا تمكنت من استخراج الفوسفاط من خريبكة سنة 1933، و شرعت في تحويله إلى الخارج. كما قامت باستغلال باقي الثروات المعدنية المغربية.
انعكاسات الاستغلال الاستعماري للمغرب: استخراج المعادن الفوسفاط خريبكة
ب-انعكاسات الاستغلال الاستعماري الفرنسي على المغرب
-تضرر الصناعة التقليدية: بسبب غزو المنتجات الصناعة الأجنبية للسوق المغربية مما أدى إلى إفلاس عدد كثير منها.
انعكاسات الاستغلال الاستعماري للمغرب: إفلاس الحرفيين، والصناعة التقليدية
-تضرر الفلاحين المغاربة بسبب نزع ملكيتهم للأراضي، مما يؤدي بهم إلى الانتقال إلى المدن والاستقرار بأحيائها الصفيحية، فيتحولون بذلك من ملاك للأراضي إلى عمال لحساب المستعمر.
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -