أخر الاخبار

القصر الملكي المغربى: أحداث و خبايا، مشاهد ومواقف







في العالم بأسره يهتم الناس كثيرا بحياة الملوك والأمراء والأميرات. وقد ظلت حياة القصر بالمغرب تحيط بها قدسية من نوع خاص، لكن اليوم، مع العهد الجديد تغير الوضع وتم اعتماد مسار نحو التفتح عبر التخفيف من البروتوكولات وظهور أفراد العائلة الملكية في وسائل الإعلام أكثر مما كان سائدا في السابق.

بالأمس القريب، كانت حياة الملك والأسرة الملكية يحجبها جدار سميك من السرية ولم يكن أحد يتجرأ على التفكير في تناولها كموضوع إعلامي رغم أن كافة المغاربة ظلوا شغوفين بمعرفة كل شيء عن ملوكهم وأمرائهم وأميراتهم وكانوا يفتخرون فيما بينهم بما يملكونه من أخبار ومعلومات عن الملك والقصر والأسرة الملكية، في حين أن العقلية المسكونة بالهاجس الأمني ظلت تعتبر هذا المجال من المحرمات على الشعب، آنذاك كان المغاربة "يتقززون" من تصرفات رجال السلطة الذين كانوا يفرضون عليهم أساليب معينة للتعبير عن وطنيتهم وحبهم للملك ويحرمونهم من التعبير عنها بتلقائية وصدق وأصحاب هذه العقلية هم الذين يرون حاليا أن تناول الصحافة المستقلة، لجوانب من الحياة الخاصة للملك وأفراد الأسرة الملكية، بمثابة تطاول وجب مواجهته بالردع الشديد، متناسين أن اهتمام المغاربة بهذا الخصوص هو نابع أصلا من حبهم للملك ومن وطنيتهم الصادقة النقية وليس من الوطنية "المفبركة" التي تألق أصحاب هذه العقلية تلقينها للمغاربة رغما عنهم.

إن التطرق إلى مثل هذه المواضيع لا يضر البلاد كما يعتقد هؤلاء، بل على العكس من ذلك، يؤكد على أن المغرب من أفضل البلدان العربية من حيث احترام حرية الصحافة وتعددية الأحزاب السياسية من مختلف التوجهات الفكرية والسياسية ومن حيث شعور المواطن بالأمن والأمان.

وفي هذا الملف، نعرض على القارئ ثلة من الأوراق عن مراحل تاريخية تعكس خبايا ومواقف ومشاهد وأحداث وطرائف مرتبطة بشكل أو بآخر ببعض خبايا القصر والحياة خلف أسواره.


من الطقوس القديمة

25079691_mإن عادة تقبيل يد الملك ظلت من الطقوس القديمة الساري بها المفعول إلى حد الآن، علما أن الرعايا كانوا يسجدون للملوك العلويين ويقبلون أحذيتهم. وعادة تقبيل يد الملك يعتبر الكثيرون من قبيل واجب الاحترام لشخص الملك، في حين يرى البعض أنها أضحت لا تتلاءم مع مفهوم المواطنة ومبادئ حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا.

ففي عهد الملك الراحل الحسن الثاني، على كل مغربي مسلم كان أم يهودي أن يقبل يده ما عدا "العلماء"، الفئة الوحيدة المعفاة من هذا التقليد، إذ عوض تقبيل يد الملك كانوا يكتفون بتقبيل كتفه. وقد عرف عن الملك الراحل الحسن الثاني أنه لم يكن ليتنازل عن هذه العادة، لكن مع عهد الملك محمد السادس لم تعد هذه المسألة إجبارية وملزمة، بل أضحت أمرا اختياريا يتعلق بكل شخص. وفي هذا الصدد، فقد سبق لإحدى البرلمانيات أن صرحت أنها كانت تحمل هما ثقيلا قبل لقائها مع الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية قبل بضع سنين، وقالت إن مبادئها لا تسمح لها بالانحناء لتقبيل يد الملك، لكن البرلمانية اجتازت هذا الامتحان بسلام إذ لم تكن الوحيدة التي صافحت الملك دون الانحناء لتقبيل يده وقد تأكد لها آنذاك أن تقبيل يد الملك أضحى أمرا اختياريا وليس إجباريا كما كان الحال في عهد الملك الحسن الثاني. وعندما استقبل الملك محمد السادس وفد المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لم يقبل بعض أعضائه يد الملك، فقام عبد الحق المريني (حارس التقاليد المخزنية) بتنبيههم بشدة آمرا إياهم بضرورة وإلزامية تقبيل يد الملك.

وللإشارة فإن ملك السعودية قد أعلن رسميا عن التخلي عن تقبيل اليد بمملكته وأن هذه العادة قد تم إلغاؤها من البروتوكول الملكي السعودي وتمنى العديد من المغاربة أن يكون المغرب سباقا لمثل هذه التغييرات بفعل الخطوات التي حققتها البلاد.

إحياء تقليد القرن السادس عشر

n837314941_884164_3983من التقاليد التي أثارت الكثير من التساؤلات في السر، تقليد تقبيل الظهائر الشريفة أو الرسائل الملكية قبل تلاوتها، إذ كان المكلف بتلاوة الرسالة الملكية أو أحد الظهائر الخاصة بالتعيينات السامية، ملزما بتقبيل الأوراق المحتوية للنص ثلاث مرات قبل الشروع في قراءتها وأحيانا كانت تحضر فرقة من "مخازنية" القصر لترديد عبارة "الله يبارك في عمر سيدي".

وأكد جملة من المؤرخين أن هذا التقليد كان معمولا به في القرن السادس عشر كرمز لحضور الملك رغم غيابه عن المكان وقد عمل الملك الراحل الحسن الثاني على إعادة إحياء هذا التقليد، في كل مناسبة أتليت فيها رسالة أو كتاب ملكي أو بمناسبة تعيين القضاة أو شخصيات وازنة في مواقع سامية.

الملوك الثلاثة

20081118_P_mohammed_Vيرى الكثير من المحللين أن صورة الملك محمد السادس في مخيلة العديد من المغاربة هي أقرب إلى جده الملك الراحل محمد الخامس منها إلى والده الملك الراحل الحسن الثاني، فإذا كان هذا الأخير يلقب بـ "ملك المغرب" أكثر من أي لقب آخر، فإن أول لقب نعت به الملك محمد السادس بعد اعتلائه عرش البلاد (بعد لقب M6) هو لقب "ملك الفقراء" وهو لقب قريب جدا من اللقب الذي أطلقه الفرنسيين على جده الملك الراحل محمد الخامس "ملك كاريان سانطرال" وهما اشتركا معا في ميزة لاحظها الجميع، وهي توحيد المغاربة ولفهم حول الأمل في الغد. علما أن الملك الراحل الحسن الثاني دأب على الاستشهاد بجده السلطان الحسن الأول أكثر من أي سلطان آخر وفي هذا الصدد قال الصحفي "إينياس دال" : "إن الحسن الثاني، مثل محمد السادس تشنجت العلاقة بينه وبين والده في أواخر حياته".

زفاف الأمراء والأميرات

0000299416_010من العادات التي ظلت سارية بالقصر الملكي، جملة من ضوابط وقواعد إحياء حفلات زفاف الأمراء والأميرات.

ففي السابق، كان زفاف الملوك المغاربة غالبا ما يقترن بزواج الأمراء والأميرات والأعيان وخدام الأعتاب الشريفة والمقربين من دار المخزن وكان يتم إشراك أبناء الشعب في هذه الاحتفالات إذ يعقد قرانهم بموازاة مع زواج الملوك والأمراء.

وقد عمل الملك الراحل الحسن الثاني على إعادة إحياء هذا التقليد بمناسبة زواج بناته الأميرات للا مريم وللا حسناء وللا أسماء، كما كان والده الملك الراحل محمد الخامس حريص على نفس الشيء بمناسبة عقد قران الأمير الراحل مولاي عبد الله وشقيقاته، الأميرات للا مليكة وللا نزهة وللا عائشة.

وطبعا كان الملك يتكلف بجميع مصاريف تلك الزيجات


طفولة الأميرات

CN00000656عاشت الأميرات طفولتهن في عالم سحري، في إقامات كبيرة وسط آلاف اللعب وكانت تحت تصرفها قاعات سينما وحدائق تحتضن المئات من أنواع الزهور وحديقة للحيونات ومدرسة ومعهد ومربيات ومدرسين خاصين، من أحسن رجال التعليم بالمملكة.

في هذا الفضاء، كانت الأميرات يخضعن لتربية خاصة بتربية الأميرات. وعاش أبناء الحسن الثاني في إقامات خاصة بهم تحت إمرة مربيات أجانبيات وفي جو من البروتوكولات الواجب احترامها بالحرف. ولإخراجهم من الوحدة، عمل الملك على إحاطتهم بعدد من أقرانهم وهكذا كان الحال بالنسبة للأمراء والأميرات، أبناء الملك محمد الخامس.

وفي مرحلة الشباب، استقر الأمراء في إقامات خاصة، محاطين بأناس يسهرون على تلبية حاجياتهم في أحسن الظروف وكانوا يستقبلون أصدقاءهم ويشاركونهم في اهتماماتهم وهوايتهم وهم أصدقاء الدراسة الذين ظلت تربطهم علاقة بالأمراء والأميرات بعد نهاية المشوار الدراسي.

حياة الأميرات اليومية
a24إن البرنامج اليومي للأميرات يختلف حسب وجودهن بالمغرب أو خارجه. علما أن بعضهن يسافرن بكثرة إلى الخارج وتبقى الأميرة للا مريم أكثرهن سفرا إلى الخارج، لاسيما لأوروبا وفرنسا بالتحديد.

ويتوزع يومهن عموما بين إلتزامتهن العائلية والاجتماعية والرسمية. وغالبا ما يخصصن بعد الزوال للبيت والتفرغ للأبناء. وقد أكدت إحدى الأميرات أن كل واحد من أبناء الملك الراحل الحسن الثاني يتميز عن الآخر وقد يختلفون في هذا الأمر أو ذاك، لكنهم متلاحمون على الدوام.

لكل أميرة من الأميرات ذوقها وأسلوبها في اللباس، لكن يوحدهن إعجابهن بالقفطان واللباس التقليدي المغربي، لاسيما اللباس المخزني المتميز بطوله وأكمامه الواسعة، وهو اللباس الذي كان الملك الراحل الحسن الثاني يفرضه على الأميرات في كل المناسبات المقامة بالقصر الملكي. وبخصوص مفهوم السعادة، فإن الأميرات اللواتي يملكن كل شيء يعتبرن أن السعادة بالنسبة إليهن ترتبط بالتمتع بالصحة والعافية والاستمتاع بالجو العائلي أكثر من أي شيء آخر


الجزء الاول من المقال / الجزء الثاني/ الجزء الثالت /الجزء الاخير

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -