أخر الاخبار

كيف حرر المغرب اقليم وادي الذهب؟


قرر الملك الراحل الحسن الثاني استرجاع الأقاليم الصحراوية المغربية من قبضة الاحتلال الاسباني ، لكنه اصطدم بجلمود صخر عنيد اسمه فرانكو الذي سبق لهتلر ان قال عنه(( الذهاب الى طبيب الاسنان أرحم من مفاوضة فرانكو)).

كيف حرر المغرب اقليم وادي الذهب؟


ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل دخل الرئيس الجزائري بومدين على الخط من أجل عرقلة المساعي المغربية لاستكمال الوحدة الترابية .

ورفع بومدين شعار( حق تقرير المصير) ، واستعمل كل الوسائل من أجل منع المملكة من استعادة أراضيها جنوبا.

وما زاد الطين بلة هو أن موريطانيا التي كان المغرب مازال يعتبرها جزء من أراضيه بدأت تطالب بالساقية الحمراء ووادي الذهب معتبرة انها أراضي موريطانية.

اعتقد الملك الراحل أن مطالبة الرئيس الموريطاني (المختار ولد داده) بالأقاليم الصحراوية المغربية هي وسيلة ابتزاز وضغط فقط من أجل الحصول على اعتراف مغربي بموريطانيا كدولة.

لكن ما كان يتمنى الملك الحسن الثاني لم يتحقق ، حيث أن الرئيس الموريطاني وبالرغم من اعتراف الرباط بموريطانيا لم يتنازل عن عن مطالب بلاده في الصحراء المغربية التي كانت تحتلها اسبانيا.

يقول المختار ولد داده في مذكراته عن لقاء جمعه بالعاهل المغربي:(( قال الملك في مستهل حديثه انه كان يعتقد أن مطالبتنا بهذه الأراضي لم تكن بالنسبة لنا سوى وسيلة ضغط على المغرب لحمله على الاعتراف باستقلالنا ...والآن ، وقد تحقق هذا الاعتراف .. أعتقد أنكم لن تتخلوا عن مطالبكم فحسب ، بل انكم كذلك ستساعدوننا في طرد المستعمرين الاسبان من أراضنا)) . غير أن جواب ولد داده أثار حفيظة الملك ، حيث أكد على أن الصحراء التي تستعمرها اسبانيا هي جزء من موريطانيا ، ويجب ضمها الى (الدولة الموريطانية) ، دون أن يتحدث عن كيفية تحريرها من الاستعمار الاسباني.

أصبح موقف المغرب صعبا ، بعد أن اأصبحت الجهود المغربية لتحرير الصحراء المغربية تصطدم بتعنت اسباني وبمؤامرات جزائرية وبموقف موريطاني استغلته اسبانيا لاضعاف الموقف المغربي.

قرر الملك الحسن الثاني عقد اتفاقية مع موريطانيا في 1974م تعطي لموريطانيا منطقة وادي الذهب بينما يأخذ المغرب منطقة الساقية الحمراء ، حتى يتمكن من توحيد الموقف المغربي والموريطاني في جبهة واحدة ضد الاسبان ، ثم كشف الملك لولد داده عن نيته في تنظيم المسيرة الخضراء ، وطلب منه المشاركة فيها ، لكن الرئيس الموريطاني رفض ذلك.

وتحمل المغرب وحده مسؤولية تحرير الصحراء من خلال تنظيم المسيرة الخضراء التي أرغمت الاسبان على الخروج من الساقية الحمراء ووادي الذهب ، والتزم المغرب بما تم الاتفاق عليه مع موريطانيا ، فأصبح اقليم وادي الذهب ضمن النفوذ الموريطاني.

غضب الرئيس بومدين غضبا شديدا وأطلق جبهة البوليساريو على المغرب وموريطانيا ، فاندلعت حرب الصحراء ، وتعرضت موريطانيا لضربات عسكرية قوية وجهتها لها ميليشيات البوليساريو ، وأرسل المغرب 10 آلاف جندي للدفاع عن موريطانيا ، لكن انقلابا عسكريا قاده ولد هيدالة سيقلب معادلة الصراع رأسا على عقب ، حيث قرر حاكم موريطانيا الجديد الاعتراف بجمهورية الوهم والسراب ، وأشرفت الجزائر على توقيع اتفاق بين نواكشوط والبوليساريو يتم بموجبه تسليم وادي الذهب للجبهة . وقبل أن يجف حبر الاتفاقية كان الجيش المغربي يدخل وادي الذهب و كان ممثلو ساكنة الاقليم يقدمون بيعتهم لملك المغرب في الرباط.

ثار سعار البوليساريو وأسيادها في الجزائر ، وتعرضت القوات المسلحة الملكية لأعنف الهجومات العسكرية ، خاصة وأن موريطانيا أصبحت خارج دائرة الحرب مما مكن جبهة البوليساريو من القاء كل ثقلها في اتجاه الجيش المغربي.

لم يغير الضغط العسكري شيئا من الموقف المغربي ، وعلق الملك الراحل على الاتفاقية الموقعة بين نواكشوط والبوليساريو بأنها اتفاقية باطلة لأنها موقعة مع طرف لا وجود له ( اي جمهورية الوهم والسراب).

يقول رئيس تحرير أسبوعية الايام ((نعم ، لقد سبق أن اقتسمنا صحراءنا مع موريطانيا ، وموريطانيا نفسها سبق أن سلخناها من المغرب الكبير الذي يمتد الى نهر السنغال .وكانت هذه مرحلة انتقالية ... وعندما تراجعت موريطانيا عما نملك ، عدنا الى الصحراء تماما كما يمكن ان نعود الى تندوف المغربية اذا تراجعت عنها الجزائر...)).

نعم ، اذا كان تكالب الأعداء والخونة والعملاء وورثة الاستعمار والكيانات المصطنعة قد أرغمنا على التخلي عن جزء من حقوقنا في مرحلة معينة ، فان التاريخ يشهد بالدلائل القاطعة على أن الساقية الحمراء ووادي الذهب هما جزء فقط من صحراء مغربية شاسعة عبث الاستعمار فيها وقسم أطرافها ، وما استرجعناه بالكثير من التضحيات هو جزء فقط من حقوقنا ، ولن نفرط فيه مهما كان الثمن ، بل نطمح لاسترجاع الباقي بعون الله تعالى ، وما ضاع حق من ورائه طالب.
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -