أخر الاخبار

مدينة مراكش


مراكش، المدينة الحمراء، عاصمة البهجة

 صومعة جامع الكتبية توأم الخيرالدا باشبيلية وحسّان بالرباط

مُرَاكُش (بالأمازيغية:اموراكوش، "أرض الله") تسمى أيضًا بالمدينة الحمراء وعاصمة النخيل، هي ثالث أكبر مدن المملكة المغربية من ناحية الكثافة السكانية وتقع في جنوب الوسط. بلغ عدد سكان المدينة أكثر من مليون نسمة عام 2016. المدينة أسسها يوسف بن تاشفين، والذي سُميت له مدرسة ابن يوسف أشهر مدارسها، عام 1062 م لتكون عاصمة الدولة المرابطية.

يرجع اسم مراكش إلى الكلمة الأمازيغية أمور ن اكوش -تنطق بالأمازيغية أمور اكش-وتعني بلاد الله، حيث يستعمل الأمازيغ كلمة تامورت أو أمور التي تعني البلاد أو الأرض. كان اسم مراكش يطلق على المغرب قديما منذ أن كانت مدينة مراكش عاصمة للمرابطين إلى عهد الحماية الفرنسية في العصر الحديث، ولا زالت هذه التسمية متداولة لحد الان في كل اللغات كالفارسية (مراكش) والأسبانية (مارويكوس) والإنجليزية (موروكو).

تاريخ مراكش

مدينة مراكش


يعود تاريخ تأسيس مدينة مراكش لزمن المُرابطين في عام 1070م، والمُرابطين هم مجموعةٌ من القَبائل الأمازيغيّة قدِمت من الصحراء، وكان أوّل المُرابطين الذين نزلوا في المدينة هو يوسف بن تاشفين، المُلقّب بأمير المؤمنين، وجاء اختيار موقع المدينة هروباً من قُطّاع الطرق والقوافل واللصوص، الذين كانوا يُرددون "مراكش" عند مرورهم بها، وهي كلمة أمازيغية تعني امشي بسرعة. كانت مراكش عند بداية وصول المُرابطين مدينةً خاليةً تماماً من البنايات، ومن بعدها أسّس يوسف بن تاشفين المدينة، وأخذت بالتوسّع في المنطقة الجغرافيّة ومُحيطها، وشهدت المدينة تطوّراً عمرانيّاً كبيراً، وتحوّلت لعاصمة المُرابطين، ومركز المغرب العربي والإسلامي كاملاً. بعد وفاة يوسف بن تاشفين، تتابع أولاده على الحكم، ووقع نزاع فيما بينهم على توارث الحُكم، ممّا أشعل الأزمات في المدينة، وفي ظلّ هذه الظروف ظهر في مدينة مراكش في عام 1121م داعية مُسلم يُدعى محمد ابن تومرت، وبدأ باتّباع نهج الدعوة إلى توحيد الله سبحانه وتعالى، وشَرَع في انتقاد السياسات والحُكام في ذلك الوقت. لم تتقبّل دولة المُرابطين أفعاله، وطردوه من مَراكش، فاتّخذ من مدينة تينمل مركَزاً له، وبدأ بحشد أتباعه، وفي عام 1146م تمكّن أحد أتباع الموحّدين ويُدعى عبد المؤمن بن علي من فتح مدينة مراكش بعد صراع دام 10 أعوام، وأسّس فيها دولة الموحدين. بعد سلسلة من الأحداث السياسيّة، ضَعفت دولة الموحّدين، وانقسمت إلى قسمين: واحدة في المغرب، وواحدة في الأندلس، وتوزّع الحُكم بين أبناء عائلة واحدة، حُكم يحيى بن محمد الناصر الحُكم في مراكش، ولكن عمّه أبو العلاء إدريس المَنصور رفض الاعتراف بحُكمه، ودخل مراكش مُستعيناً بجيشٍ من الإسبان وقتل ابن أخيه، مُنهياً بذلك دولة الموحّدين. قامت بعد دولة الموحدين دولة بنو مرين في مراكش في عام 668هـ (1270م)، وجاء من بعدهم السعديين الذين واجهوا الاستعمار البرتغالي والإسباني ببسالة، وفي عام 916هـ (1510م)، قامت في مراكش دولة العلويين. في فترة حكم العلويين، لاقت مراكش اهتماماً خاصاً من قِبَل المولى رشيد والسلطان سيدي محمد، اللذين عملا على ترميم معالم المدينة، وبنَيا فيها العديد من المعالم الجديدة، التي ما زالت قائمةً حتى اليوم، وتَحمل تاريخاً حافلاً.

الجغرافيا

تقع مراكش على بعد 327 كلم جنوب غرب الرباط، 580 كلم جنوبي غربي طنجة، 239 كلم جنوب غرب الدار البيضاء، 196 كلم جنوبي غربي بني ملال، 177 كلم شرقي الصويرة و153 كلم شمالي شرقي أكادير. كما أنها تقع وسط المملكة المغربية.

يقع نهرأوريكة على بعد 30 كلم جنوبي مراكش ويمكن رؤية جبل ياغور المكلل بالثلوج جنوب المدينة. وكان المغامر الأميركي دافيد بريسكوت بارووز قد وصف مراكش بلقب «المدينة الأغرب» عندما كان يشرح عن طبيعتها حيث قال:

  تقع المدينة حوالي الـ 15 أو 20 ميلاً بعيداً عن حافة جبال الأطلس التي تبدو من هنا بأكبر ارتفاع لها وحيث مشهد الجبال رائع. عبر هواء الصحراء الصافي يمكن للعين أن تتلمس الملامح الوعرة للسلسلة من الشمال والشرق، حيث ثلج الشتاء يغطيها بالبياض والسماء الفيروزية تشكل إطاراً للصخور الرمادية والقمم اللامعة صاحبة الجمال الذي لا مثيل له  

المناخ

تتمتّع مراكش بمُناخٍ حار وجاف، وتَشهد المدينة قلّة التساقط المطري خلال أشهر السنة؛ حيث يتميّز صيف مراكش بالحرارة والجفاف، وأكثر الأشهر ارتِفاعاً في درجة الحرارة هو شهر يوليو؛ حيث يَصل متوسّط درجة الحرارة فيه إلى 28.6 درجة سيليزية. يتميّز شتاء المَدينة بأجواء مُعتدلة ولطيفة، وأكثر الشهور انخفاضاً في الحرارة هو شهر يناير؛ حيثُ يصل متوسّط درجة الحرارة فيه إلى 11.3 درجة سيليزية، أمّا أكثر مُعدّل لتساقط الأمطار فيشهده شهر فبراير، ويصل معدل الهطول المطري فيه إلى 35 مم.

معالم مراكش

تَحتضن مراكش العديد من المَعالم التاريخيّة الغنيّة والعريقة، التي تختزن في داخلها التاريخ العريق الذي مرّ في المدينة، ولأهميّتها أُدرِجت مدينة مراكش في قائمة اليونيسكو للتراث والآثار العالمية في عام 1985م، ومن أبرز المعالم التي توجد في المدينة:

قصر البديع:

من أبرز القصور المغربية، ويتميّز بكثرة الزخارف والنقوش، إلى جانب التُحف الفنيّة الموجودة فيه، وتعرّض هذا القصر للخراب، لكنه ما زال قائماً، وما زالت النقوش الزخرفيّة موجودة فيه.



 قصر الباهية:

يمتلك هذا القصر قيمةً سياحيّةً كبيرةً نظراً لأهميّة ما يحتويه من فنون النقش على الخشب، وبُنيَ القصر في عهد الدولة العلوية، ويحتوي على أجنحة ملكية، وقاعات، وحدائق.



القبة المرابطية:

تعدّ من الشواهد التي تُبرز جمال وفن العمار المرابطي في مراكش، وبُنيت القبّة في القرن الحادي عشر الميلادي، وما زال بناؤها المتين قائماً ليَعكس الأهميّة الثقافية للزمن الذي شُيّدت فيه. تمتلك القبّة نظام إيصال مياه تحت الأرض، وتُصَب المياه في أنابيب برونزية.



جامع الكُتيبة:

من أهمّ جوامع المغرب العربي، ويتميّز بمأذنة مُزخرفة ومنبر آلي الحركة، كما يحتوي على 11 قبة، و17 جناحاً داخلياً، ويحتلّ الجامع مساحةً كبيرةً تمتدّ لـ 5,300 متر مربع، وسُمّي الجامع نسبةً إلى "الكتبيين"، وهو اسم سوق لبيع الكتب يُعتقد أنّه كان قرب الجامع.



أسوار مراكش:

هي الأسوار التي تُحيط المدينة لحمايتها، وتحتوي في داخلها على مقر الحكم قديماً. بُنيت الأسوار عام 1126م من التراب المدكوك، وتمتد لمسافة 9 كم.



 مسجد القصبة:

من أكبر مساجد منطقة المغرب العربي، ويتميز بمساحته الكبيرة التي توسع عليها عبر الزمن. تُقام في المسجد صلاة الجمعة، ويُعتبر منبره من أشهر المنابر التي أُقيمت عليها الصلاة وفقاً للمذهب الحنفي.


حديقة اوسيريا المائية Oasiria Water Park:

وتُسمى بالموجة المائية، وهي مكان ترفيهي يضم فعاليات وأنشطة مائية متنوعة، ومكان يضُم جميع أفراد العائلة، ويتميز بهدوئه.


ضريح السَعديين:

من أشهَر معالم المدينة، ويضُمّ الضريح قبور أغلب السلاطين السعيديين، وتَحوّل إلى مزار شعبي يَقصده الزوّار من جميع أنحاء العالم.



الاقتصاد

تعتمد مراكش في اقتصادها بشكلٍ أساسي على السياحة، وفي الآونة الأخيرة أصبح هناك الكثير من الأجانب الذي يمتلكون عقاراتٍ ومشاريع فيها وذلك بسبب برامج التنمية المستمرّة التي تقوم بها الحكومة المغربية فيها وبسبب ثقافة مرّاكش المتنوّعة وكذلك بسبب أسعار المساكن والعقارات الرخيصة فيها والتي تجذب السياح إليها، ومن أهمّ المشاهير الذين امتلكوا عقاراتٍ فيها مصمم الأزياء الفرنسي الشهير إيف سان لوران، كما أنّ التحسينات المستمرّة على الطريق السريعة بين الدار البيضاء وأغادير ومطار مراكش المنارة ساهمت في ازدياد أعداد السياح الوافدين إليها وتنشيط السياحة فيها.

مراكش.. مدينة فتنت الشرق والغرب



تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -