أخر الاخبار

الإسلام السياسي في المغرب - الشبيبة الإسلامية

الإسلام السياسي في المغرب: الشبيبة الإسلامية

  1. نبذ السرية والحلقية والمغامرات الفاشية التي تربك وتعطل العمل الاسلامي بدل ان تخدمه ، بحيث يستفيد من هذه المحاولات الانتحارية اعداء العمل الاسلامي الجاد المتنفدين وسط السلطة او المنتشرين وسط الاحزاب .
  2. النضال في اطار العلنية والشفافية والوضوح وفي ظل المشروعية الوطنية، واحترام مقدسات الدولة، الله الوطن الملك. أي الاعتراف بالملك بوصفه اميرا للمؤمنين، الممثل الاسمى للامة، ورمز الوحدة الوطنية .
  3. ادانة كل اعمال الدس والتحريض على الفتنة وازهاق ارواح المسلمين ظلما وجورا، والهاء العمل الاسلامي في المعارك الجانبية التي لن يستفيد منها غير اعداء الامة واعداء الحركة الاسلامية بكل تشكيلاتها وتوجهاتها.
  4. العمل للتصدي للافكار وللايديولوجيات المستوردة والهدامة والمعادية للاسلام وللمسلمين، والمقصود هنا دعاة التغريب والحداثيين الذين يريدون سلخ المجتمع المغربي عن اصوله ومعتقداته، ودمجه قصرا في التحولات العالمية باسم الانفتاح والمدنية، للقضاء على الاصالة والموروث الثقافي الاصيل للشعب المغربي، وضرب الحق في الاختلاف بالانصياع
    الاعمى الى املاءات الغرب المسيحي الصهيوني. أي استهداف قواة الممانعة الوطنية والقومية، ونصرة التدجين والتمييع باسم الجديد والتجديد الذي لاعلاقة له بمفهوم الاصالة والمعاصرة التي يؤكد عليها النظام المغربي، أي الدولة العصرية التي تجمع بين الاصالة وبين المعاصرة وتجمع الجديد بالاصيل، الذي يميز المغرب والشعب المغربي
الإسلام السياسي في المغرب -  الشبيبة الإسلامية

عرف المغرب نوعين من المنظمات السياسية المتطرفة منذ سبعينات القرن والماضي والى الان :

يتكون النوع الاول من المنظمات التي انشقت عن الاحزاب الوطنية وشكلت ما كان يعرف ب (الحركة الماركسية المغربية) التي تكونت من(منظمة 23 مارس) التي انشقت عن حزب (الاتحاد الوطني للقوات الشعبية) ، (منظمة الى الامام) التي انشقت عن(حزب التحرر والاشتراكية)، (الحزب الشيوعي) الذي يعرف اليوم (بحزب التقدم والاشتراكية). لقد كانت هناك عدة عوامل ساهمت في هذا التاسيس نذكر منها، انتفاضة الشبيبة الطلابية في ماي 1968، الحرب في الهند الصينية (الفيتنام) ، الصراع الصيني السوفياتي حيث تخندقت (منظمة الى الامام) و(حركة لنخذم الشعب) الى جانب اطروحات الحزب الشيوعي الصيني ، هزيمة الجيوش العربية في حرب 1967، التي اعتبرتها الحركة الماركسية هزيمة للطبقة البرجوازية التي قادت الحرب، ومن ثم اعتبرت الاحزاب السياسية المغربية نمادج جاهزة لتك الاحزاب والانظمة التي افلست بالكامل، واستنفدت دورها خلال مرحلة النضال ضد النظام الكلونيالي . لذا فان الحركة الماركسية المغربية وبعد ان رفضت الانتخابات، بدات تنظر للعنف الثوري للاستيلاء على الحكم واقامة دولة العمال والفلاحين، معتبرين ان النظام الملكي مشدود" بخيط عنكبوث"، وان الخطر هو في كيفية التحضير لمواجهة التدخلات الخارجية خاصة الفرنسية لانقاد النظام من السقوط.

النوع الثاني من المنظمات المتطرفة كونتها وتكونها الان (حركة الشبيبة الاسلامية)، (الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة)، (منظمة الجهاد)، (الحركة الثورية الاسلامية( هذه الجماعات التي يحاول عبد القادر بلعيرج الان ان يجمعها في تنظيم واحد ، سبق للشيخ عبد الكريم مطيع ان حاول بدوره توحيدها في اطار ( لجنة التنسيق الاسلامي بالمغرب)، لكن وبسبب الحساسيات الشخصية ، بسبب الحيطة والحذر التي يتطلبها ويفرضها العمل السياسي السري ، بقيت مثل تلك الدعوات مجرد محاولات للتاسيس للحركة الاسلامية القوية لمواجهة ما يطلقون عليه ب " الطاغوت ".

اذا كانت هناك عوامل موضوعية وذاتية ، محلية ووطنية ، اقليمية ودولية قد ساهمت في تاسيس اليسار الجدري الماركسي اللينيني في سبعينات القرن الماضي ، فان تاسيس (حركة الشبيبة الاسلامية ( يعود الفضل فيه الى النظام الذي كان يراهن في استعمالها وسيلة لمحاربة المد الشيوعي والماركسي المتنامي في الحقل الثقافي وبالضبط في قطاع التعليم التي كان اليسار يسيطر فيه على المنظمة الطلابية (الاتحاد الوطني لطلبة المغرب) . لذا فان ظهور (حركة الشبيبة الاسلامية) يعود بالضبط الى سنة 1969، اما تاسيسها بصفة رسمية فيعود الى سنة 1972. وحسب مؤسسها الشيخ عبد الكريم مطيع الذي كان عضوا بحزب (الاتحاد الوطني للقوات الشعبية)، قبل ان يغادره على اثر اختلافات مذهبية وسياسية مع مصطفى القرشاوي، فان ( حركة الشبيبة الاسلامية ) هي "جمعية دينية تربوية نشاطها قانوني ومرخص به، وهي بصفتها هذه بعيدة عن الاحتراف السياسي. اما اسلوبها التربوي فهو خاضع لقاعدة وجوب الدعوة الى الله بالتي هي احسن "، اما هدفها ودائما حسب تعريف الشيخ عبد الكريم مطيع " هدف الجمعية هو المساهمة في البناء الاجتماعي، ونشر الاخلاق الكريمة وحث المواطنين على الخير والفضيلة والصلاح بواسطة تطبيق نهج الله الذي هو الاسلام ". وسيتاكد كما هو الشان بانسبة للعديد من منظمات الاسلام السياسي وعلى راسهم (الاخوان النسلمون) و(منظمات الجهاد) في الشرق العربي ، ان في الامر خطة محسوبة تسعى من خلالها الجماعة الى استغلال جميع الامكانيات والظروف لتقوية ساعدها عن طريق التغلغل وسط الجماهير والتسلل داخل القطاعات الرئيسية والاستراتيجية للدولة ، للتحضير للانتقال من "مرحلة الدعوة التربوية" الى مرحلة "الثورة الاسلامية ".

لقد لعب كل من الاستاذ عبد الكريم مطيع وابراهيم كمال والمرحوم عبد العزيز النعماني الذي اسس ( منظمة المجاهدين ) بعد انفصاله عن ) حركة الشبيبة الاسلامية ) بعد خلاف مع عبد الكريم مطيع ، حيث كان يشرف على اصدار مجلة ( السرايا ) التي كانت تدخل خلسة الى المغرب من باريس، وكانت تتضمن قذفا وسبا في شخص الحسن الثاني رحمه الله ...دورا اساسيا في خلق ( حركة الشبيبة الاسلامية (، وبفضل وظائفهم كمفتشي تعليم استطاعوا ربط عدة اتصالات مع العديد من الشخصيات الوطنية والعربية والاسلامية ، وكان الاستاذ المرحوم الامير بهاء الدين اول المتصلين به ، حيث كان استاذا بدار الحديث الحسنية وملحقا بالديوان الملكي ، و بمساعدته صدرت تعليمات خاصة مكنت عبد الكريم مطيع من وضع القانون الاساسي ل (جمعية الشبيبة الاسلامية) مباشرة لدا وزير الداخلية انذاك السيد حدو الشيكر. ان من بين الشخصيات التي تم الاتصال بها نذكر اذا لم تخننا الذاكرة. سفير المملكة العربية السعودية السيد فكري شيخ الارض، الاستاذ علال الفاسي، الاستاذ الهاشمي الفيلالي، الدكتور عبد الكريم الخطيب، الاستاذ عبد الله ابراهيم، الدكتور المهدي بنعبود ...

تم الاتصال كذلك بكل من الفقيه محمد السرغيني رئيس) جمعية انصار الاسلام)، السيد محمد بخات عن ( جمعية الدراسات الاسلامية)، السيد الحمداوي محمد رئيس (جمعية التبليغ)، السيد الشركي عبد الله رئيس (جمعية النهضة الاسلامية ) بتطوان ، الدكتور الهراس رئيس (الجمعية الاسلامية) بفاس ، السيد محمد السواف رئيس) جمعية الرابطة الاسلامية)، الفقيه الحاج محمد الدكالي رئيس (جمعية الدعوة والارشاد (اضافة الى شخصيات اخرى ذات وزن في الحقل الاسلامي والدعوي .

في سنة 1973 توصل الاستاذ عبد الكريم مطيع بدعوة من وزارة الخارجية السعودية للمشاركة في المؤتمر العالمي للشباب الاسلامي بمكة . وقد استغل الشيخ عبد الكريم مطيع هذه الفرصة قصد ربط اتصالات مع زعماء العديد من الحركات ومنظمات الاسلام السياسي العاملة في فرنسا ، المانيا ، هولندة ، اسبانيا ، ايطاليا، مصر ، سورية ، الاردن ، الكويت ، باكستان ... وبفضل هذه الاتصالات استطاع الاستاذ عبد الكريم مطيع وابراهيم كمال الحصول على دعم مالي مهم ل ( حركة الشبيبة الاسلامية (، الامر الذ ي سهل عليهما في سنة 1974 الدخول في مواجهات عنيفة مع اطر ومناضلي اليسار بشقيه التقليدي (الاتحاد الوطني للقوات الشعبية) الذي تحول في نفس السنة الى( الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية) ،(حزب التحرر والاشتراكية) الذي تحول بدوره الى( حزب التقدم والاشتراكية)، اليسار الجديد ممثلا في ( منظمة الى الامام) ، ( منظمة 23 مارس) ، (حركة لنخذم الشعب)----- للمزيد من المعلومات عن اليسار الجديد ، راجع اطروحتنا:) الحركة الماركسية اللينينية المغربية : 1965 – 1983 (السنة : 1987. 450 صفحة . الحجم الكبير.

لقد بلغت المواجهة بين (حركة الشبيبة الاسلامية (وبين اليسار المغربي ،حدتها بمقتل عمر بنجلون رحمه الله مهندس التقرير الايديولوجي مع الاستاذ عابد الجابري للمؤتمر الوطني الاستثنائي لحزب (الاتحاد الاشتراكي) لسنة 1975، الذي شكل انقلابا على ماضي الاتحاد الراديكالي الذي كانت تمثله تصريحات المهدي بن بركة، الفقيه محمد البصري وصقور الاتحاد ، ثم الاحداث البلانكية التي حصلت في سنة1963 و(حركة3مارس 1973) المعروفة باحداث خنيفرة مولاي بوعزة . وبلغت المواجهة حدتها بمحاولة تصفية الاستاذ عبد الرحيم الميناوي من) حزب التقدم والاشتراكية) بالدارالبيضاء ، كما اعدت (حركة الشبيبة الاسلامية) لائحة سوداء تضم كل العناصر اليسارية التي اتهمت بالالحاد والزندقة ، فكانت القائمة السوداء لهؤلاء اعلانا عن قمة الخطر الذي بدا ينفلت زمام مبادرته من قبل الدولة . لقد ادت عملية اغتيال المرحوم عمر بنجلون رحمه الله الى تعقيد الوضع بالنسبة ل (حركة الشبيبة الاسلامية)، اذ وجهت الضابطة القضائية تهمة الاغتيال المباشر الى الاستاذ عبد الكريم مطيع ، ابراهيم كمال ، عبد العزيز النعماني الذي اسس من فرنسا (منظمة الجهاد الاسلامي) فرع المغرب . بعد جريمة مقتل عمر بنجلون رحمه الله غادر هذا الثلاثي المغرب صوب عدة اقطار عربية المملكة العربية السعودية وفرنسا حيث استانفوا من فرنسا نشاطهم السياسي هذه المرة ليس ضد اليسار فقط بل ضد الدولة وبالاخص ضد شخص المغفور له الحسن الثاني رحمه الله . وإذا كان عبد الكريم مطيع وعبد العزيز النعماني قد ظلا في يتنقلان خارج التراب الوطني ،اذ كانا يترددان غالبا على الجزائر ، فان اللغز بالنسبة لابراهيم كمال انه عاد الى المغرب ليتم اعتقاله خمس سنوات ، بعد ذلك تمت تبرئته من طرف محكمة الجنايات بالدارالبيضاء .

كان الحكم على مطيع بالمؤبد النقطة التي افاضت الكأس . فقد غير كليا من خطته التكتيكية والاستراتيجية ، وبدا يعلن معارضته الشديدة للنظام الملكي ولشخص الملك الراحل. فكانت جريدة (المجاهد) التي كانت تفد سرا الى المغرب من فرنسا وتوزع سرا في عدة مدن بالشمال ،الرباط ، الدارالبيضاء، المحمدية و فاس... تتضمن مقالات متطرفة بحق الدولة المغربية ، وتحرض انصارها في الداخل على العنف .وهو نفس المسار سار عليه عبد العزيز النعماني الذي اسس (منظمة الجهاد) واشرف على اصدار مجلة (السرايا) التي كانت تفد سرا من باريس وتوزع سرية في المغرب .

لقد ادى تردد عبد الكريم مطيع على الجزائر ، واتخاذه موقفا مغايرا لمغربية الصحراء ومساندا للبوليساريو ، وايمانه بالعنف الاعمى كوسيلة لقلب النظام ،،، ان اصبحت (حركة الشبيبة الاسلامية) تعرف بعض التصدع في صفوفها ، فبدات المراجعات، وبدا النقد والنقد الداتي ، فكانت الانسحابات بالجملة ، التي زادت من محدودية نشاط الحركة ، وتازيم وضعها السياسي وبالاخص التنظيمي . هكذا انشقت عن (الشبيبة الاسلامية) عدة مجموعات نحددها كالاتي:
1. (المجموعة السداسية)، وهي المجموعة الاولى التي انفصلت عن (حركة الشبيبة الاسلامية) . لقد اتهمها الاستاذ عبد الكريم مطيع بالعمالة الاجهزة وزارة الداخلية والاستعلامات العامة . تتكون تلك المجموعة من الاشخاص الاتية اسمائهم : السعداوي عبد الرحيم، منار عثمان، نايت الفقيه، احمد بن الادهم، نورالدين دكير والشيخ عبد الكبير.
2. تسمى المجموعة الثانية التي انسحبت من تجربة (حركة الشبيبة الاسلامية) بمجموعة (التبيين) او (مجموعة المعلمين). تتكون تلك المجموعة من الاشخاص الاتية اسمائهم : اكوام عبد الرحيم ، العوفي محمد ، وفتاح عبد اللطيف .
3. تتكون المجموعة الثالثة التي تسمى ب (المجموعة الثلاثيةمن الاشخاص الاتية اسمائهم: عبد الرحيم ابو النعيم ، سنايبي عبد الرحيم ، بروين محمد، وعز الدين العلام.
4. تتكون المجموعة الرابعة التي انسحبت من تجربة (حركة الشبيبة الاسلامية) بعد ان ادانتها وتبرات منها ومن الاحداث التي قادتها في سنة 1985 من الاشخاص الاتية اسمائهم : عبد الإله بنكيران ، شاهين ادريس ، العمراني علال ، عبد اللطيف عدنان ، العربي عبد السلام ، عمر السامي ، والعربي حداد . هؤلاء سيلعبون دورا مهما في تاسيس (جمعية الجماعة الاسلامية )التي اتهمها عبد الكريم مطيع بالعمالة لوزارة الداخلية وللاجهزة الامنية . 

الجماعة الاسلامية: كان اهم تنظيم خرج عن (حركة الشبيبة الاسلامية) ، (الجماعة الاسلامية) في سنة1981 التي تحولت الى (حركة الاصلاح والتجديد)، بعد ان اصدر الاستاذ عبد الإله بنكيران بيانا موجها الى الراي العام والى السلطات يعلن فيه قطيعته مع تجربة (حركة الشبيبة الاسلامية) وامينها العام الاستاذ عبد الكريم مطيع . وقد صدر البيان المذكور بتاريخ 6 يناير 1982 ، أي مباشرة بعد ان اصدر عبد الكريم مطيع في المهجر جريدة (المجاهد) التي كانت مثل مجلة (السرايا) كلها قدف في حق الدولة العلوية وفي حق الحسن الثاني رحمه الله . كما اصدر الاستاذ عبد الاله بنكيران بيان اخرا الى في سنة 1985 موجها الى السلطة والى الراي العام الوطني يدين فيه محاولة (حركة الشبيبة الاسلامية )ومرشدها العام الاستاذ عبد الكريم مطيع ادخال شباب مسلحين من الجزائر لمحاولة قلب نظام الحكم بالمغرب .

في 13 يونيو 1983 وضعت مجموعة الاستاذ عبد الإله بنكيران ملف قانونها الاساسي بقسم الشؤون العامة بعمالة الرباط ، قصد التاسيس الرسمي ل )الجماعة الاسلامية)، وقد سطرت الجمعية من مهامها الاساسية بلوغ الاهداف التالية:

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -