في الثالث من شتنبر عام 1939، أرسل محمد الخامس (ملك المغرب أثناء الاستعمار الفرنسي) النداء التالي إلى الشعب يطلب منه مساندة فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، وتمت تلاوته في مساجد البلاد
رسالة ملكية من السلطان محمد الخامس إلى الشعب المغربي سنة 1939
الجريدة الرسمية رقم 1403 الصادرة في 15/9/1939 |
الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله
محمد بن يوسف بن الحسن الله وليه ومولاه
(فالله خير حفظا وهو أرحم الراحمين)
خديمنا الأرضي الطالب فلان وأهل مدينة كذا أخص منهم الشرفاء والعلماء والأعيان وفقكم الله وسلام عليكم ورحمة الله وبعد فكلكم يذكر ما تركته الحرب العظمى من سوء الذكرى للناس إذ لم تنسج عليه عناكب النسيان ولم تزله من الأفكار مراسم الالتباس وكلكم يتذكر عدد الأسر المنكوبة والنواحي المغصوبة والمدن المهدمة والثروات المحطمة ومع أن النصر كان قد كلل أعلام فرنسا وأعلام محالفيها الذين كان المغرب حائزا من بينهم قصب السبق والافتخار وحصل على مخلد المجد والاعتبار فان الدولة الفخيمة لم ترد أن تستبد بكل نتائج النصر بل جعلت في الصالح العام مساعيها عالمة أن ذلك من أعظم أسباب الفخر فإنها صارت تبذل كل مافي وسعها لتعميم اطمئنان القلوب وإزالة وسائل الاضطراب والكروب حتى لا يهدد خبال الحرب القصور ولا المعاطن بل أقصى أملها أن يعم السلم كل الآفاق وسائر الأماكن إلا أن أعداءنا لم يقدروا تلك الجهود المصروفة ليشمل الهناء كل القلوب الملهوفة بل اغتنموا كل الفرص وأدنى الأسباب ليوقدوا نار العدوان وتعم أقطار الوجود زوابع الفتنة وعواصف الاضطراب وقد قال صلى الله عليه وسلم الفتنة نائمة لعن الله موقظها ولا حاجة إلى استلفات الأفكار وتنبيه أعين ذوي التمييز والاعتبار إلى مزايا السلم والهناء السائدين بالمغرب في سائر الأرجاء فقبل ذلك العهد كانت الفتنة سائدة بين أفراد القبيلة الواحدة تشب على أدنى سبب نيران العدوان بين الأقارب والجيران فلا أمن يسهل المواصلات ولا هناء ييسر للناس طرق المعاملات ولا ضمانة لاحد على ذويه ولا أقاربه ولا على ماله ولا طرق مكاسبه ان سعى الناس فبلا أمل في المستقبل وأن تحركوا فبلا رجاء في العمل.
وهذه فرنسا الصديقة التي لم تال جهدا في المحافظة على السلم قد اتخذت اليوم اهبتها للدفاع عن شرفنا وشرفها وعن مجدها ومجدنا وعن مستقبلها ومستقبلنا جميعا فيجب عليها أن نقوم بواجبات محافظة العهد المتين ولا يحافظ على العهود مثل عباد الله المؤمنين ولنقوم بشرف عنصرنا المجيد وتاريخنا الزاهر ومبادئ ديننا الزكي الطاهر فمن هذا اليوم الذي اتقدت فيه نيران الحرب والعدوان إلى اليوم الذي يرجع فيه أعداؤنا بالذل والخسران يتعين علينا أن نبذل لها الإعانة الكاملة ونعضها بكل ما لدينا من الوسائل غير محاسبين ولا باخلين فقد كنا معاهدين لفرنسا ومشاركيها في ساعة الرخاء ومن الإنصاف أن نشاركها اليوم في ساعة الشدة والبأساء حتى يكلل النصر أعمالها ويزهر سرور النجاح أيامها والله ولي النصر والتوفيق والسلام.
رجب الفرد الحرام عام 1358 الموافق 3 شتنبر 1939
المصدر: الجريدة الرسمية رقم 1403 الصادرة في 15/9/1939
المصدر: الجريدة الرسمية رقم 1403 الصادرة في 15/9/1939
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.