أخر الاخبار

الوجود المغربي التاريخي في جنوب فرنسا: كشف عن تاريخ مخفي


بلدة فرنسية قديمة اسمها “فاس”! خبايا الوجود المغربي المسلم جنوب فرنسا!


الوجود المغربي التاريخي في جنوب فرنسا: كشف عن تاريخ مخفي

في هذا المقال نستعرض معلومات تاريخية قيمة ونادرة تتعلق بالتواجد المغربي والإسلامي في جنوب فرنسا. سنتناول أربع مناطق ومدن تقع في هذه المنطقة، وهي: قوران، القديس الإفريقي، فاس رولاند، ونيم. كما نسلط الضوء على اكتشاف أثري ضخم أُعلن عنه عام 2016، والذي يعزز الرؤية التاريخية حول عمق هذا التواجد.


المنطقة الأولى: قوران

تقع منطقة قوران (Courans) جنوب فرنسا في منطقة أوسانيا. يعتقد أن اسمها مشتق من كلمة فرنسية تعني "التاج"، أو من تسمية رومانية قديمة، ولكن هناك احتمال يشير إلى ارتباطها بـ"القرآن الكريم"، حيث ربما كانت تحتوي على قاعات لتحفيظ القرآن خلال العصر الإسلامي.
من أشهر الشخصيات المرتبطة بهذه المنطقة المحارب الإسباني الشهير رودريغو ديفيان داندو (1378–1448م)، الذي استقر فيها فترة قصيرة خلال حرب المائة عام. المثير للدهشة أن شعار رودريغو الحربي كان يتضمن الهلال والصليب معًا، مما يعكس تداخلًا ثقافيًا ودينيًا فريدًا.


المنطقة الثانية: القديس الإفريقي

تقع منطقة القديس الإفريقي (Saint-Afrique) جنوب منطقة قسطانيا، على بعد 20 كيلومترًا جنوب قوران. تُذكر أقدم وثيقة تشير إلى اسم المنطقة في عام 942م، وتربطها روايات متعددة بشخصية أسقف كاثوليكي مضطهد يدعى أفريكانوس. ومع ذلك، هناك احتمال أن القديس الإفريقي كان شخصية موحدة، وربما مسلمًا من شمال إفريقيا عاش هناك خلال الحقبة الإسلامية.


المنطقة الثالثة: فاس رولاند

تقع بلدة فاس رولاند (Fes-Roland) في منطقة موساك بجنوب فرنسا، وتبعد 50 كيلومترًا شرق قوران. يُعتقد أن اسم البلدة قد يشير إلى مدينة فاس المغربية، مما يعكس روابط مغربية. وتذكر الروايات المحلية أن البلدة شهدت وفاة القائد الفرنجي الشهير رولاند عام 778م أثناء معركة بين قوات الإمبراطور شارلمان وحلفائهم المسلمين.
قصة رولاند ألهمت أعمالًا أدبية مثل نشيد رولاند في القرن الحادي عشر، وظهرت شخصيته في ملحمات عصر النهضة الإيطالية.


المنطقة الرابعة: نيم واكتشاف أثري عظيم

تقع مدينة نيم على بعد 60 كيلومترًا شرق فاس رولاند. في عام 2016، أُعلن عن اكتشاف ثلاثة مدافن إسلامية تعود إلى القرن الثامن الميلادي. أظهر التحليل الجيني أن المدفونين كانوا من شمال إفريقيا، ودُفنوا وفقًا للتعاليم الإسلامية.
هذا الكشف يُعزز الفرضية القائلة بأن الجيش الأموي عقد تحالفات مع سكان المنطقة المحليين أثناء سيطرته على جنوب فرنسا، مما يفسر وجود قبور تحمل طابعًا إسلاميًا.


هذه المناطق والمدن تحمل إرثًا غنيًا يعكس التداخل الثقافي والديني بين المغرب وجنوب فرنسا. الاكتشافات الأثرية الحديثة، مثل مدافن نيم، تضيف أدلة قوية على التواجد الإسلامي في المنطقة، مما يدعو إلى إعادة النظر في التاريخ الأوروبي من زاوية أكثر شمولية وعمقًا.
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -