عندما حرَّر الرئيس الأمريكي عام 1828 أشهر عبدٍ في أمريكا بطلب من سلطان المغرب!
عبد الرحمن إبراهيم بن سوري (1762-1829) كان أميرًا مسلمًا من غرب إفريقيا، وتحديدًا من قبائل الفولاني في منطقة فوتا جالون، التي تقع حاليًا في غينيا. تلقى تعليمًا إسلاميًا تقليديًا في تمبكتو، مالي، وانضم إلى الجيش الذي كان والده أميرًا عليه، حيث ترقى ليصبح قائد كتيبة تضم 2000 مقاتل.
في عام 1788، وأثناء عودته من معركة، تم أسره وبيعه لتجار الرقيق، حيث نُقل عبر المحيط الأطلسي إلى الولايات المتحدة. هناك، بيع لمزارع القطن توماس فوستر في ولاية ميسيسيبي. بفضل خبرته الزراعية، أصبح مشرفًا على زراعة القطن لدى سيده، وتزوج من إيزابيلا، وهي مستعبدة أخرى لدى فوستر، وأنجبا خمسة أبناء وأربع بنات.
في إحدى المرات، التقى عبد الرحمن بجون كوكس، جراح إيرلندي كان قد التقى به سابقًا في إفريقيا، حيث قدمت له عائلة عبد الرحمن الرعاية عندما كان مريضًا. حاول كوكس شراء حرية عبد الرحمن، لكن فوستر رفض. لاحقًا، كتب عبد الرحمن رسالة باللغة العربية وصلت إلى سلطان المغرب، الذي طلب من الرئيس الأمريكي جون كوينسي آدامز ووزير الخارجية هنري كلاي تحريره. في عام 1828، وبعد 40 عامًا من العبودية، تم تحريره بشرط أن يعود إلى إفريقيا دون البقاء في الولايات المتحدة كرجل حر.
قبل مغادرته، سعى عبد الرحمن وزوجته لجمع التبرعات لتحرير أبنائهما، لكنهما تمكنا فقط من تحرير اثنين منهم. في عام 1829، سافر الزوجان إلى مونروفيا، ليبيريا، حيث توفي عبد الرحمن بعد أربعة أشهر من وصوله، دون أن يرى بقية أبنائه أو يعود إلى مسقط رأسه.
تُعد قصة عبد الرحمن إبراهيم بن سوري مثالًا على التحديات التي واجهها العديد من الأفارقة المستعبدين في أمريكا، وتُظهر قوة الإرادة والسعي المستمر للحرية والكرامة الإنسانية.
المصادر
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.