أخر الاخبار

قيام الدولة السعدية وعهد الاستقرار والازدهار (فترة أحمد المنصور الذهبي)

قيام الدولة السعدية وعهد الاستقرار والازدهار:(فترة احمد المنصور الذهبي)

قيام الدولة السعدية وعهد الاستقرار والازدهار (فترة أحمد المنصور الذهبي)

شهد المغرب في بداية القرن 16 أوضاعًا مضطربة، تميزت بضعف السلطة المركزية، التي كانت غير قادرة على توحيد البلاد أو التصدي للغزو البرتغالي المتزايد. في المقابل، برز دور الزوايا التي أخذت على عاتقها تأطير حركة الجهاد ضد المحتلين. وتدريجيًا، ظهرت الظروف في جنوب المغرب لتمكين السعديين من قيادة البلاد، حيث نجحوا في تنظيم المقاومة ضد البرتغاليين واستعادة وحدة البلاد، وكذلك في مواجهة الأطماع الأجنبية.

عهد أحمد المنصور الذهبي: ازدهار الدولة السعدية

عرفت الدولة السعدية أزهى فتراتها خلال حكم أحمد المنصور الذهبي. فقد اكتمل تنظيم الدولة خلال هذه الفترة، وتعزز نفوذها ليشمل جميع مناطق المغرب وأجزاء من إفريقيا الغربية. كما ازدادت هيبة الدولة السعدية على الصعيد الدولي بفضل السياسة الخارجية الذكية التي اتبعها المنصور. ساهمت هذه السياسة في استقرار الأوضاع الاجتماعية في المدن والبوادي المغربية، وانفتاح البلاد على تيارات حضارية متنوعة، مما أدى إلى ازدهار اقتصادي وفكري كبير في النصف الثاني من القرن 16.

ما بعد المنصور: الاضطرابات وسقوط الدولة السعدية

لكن بعد وفاة المنصور، دخل المغرب في مرحلة اضطرابات سياسية خطيرة بسبب الصراع على الحكم. هذا الصراع رافقه تدهور في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مما أدى إلى ضعف سلطة السعديين وظهور قوى سياسية جديدة أسهمت في عودة التجزئة وتفكك وحدة المغرب.

التساؤلات المطروحة:

  1. ما هي الأوضاع العامة بالمغرب قبيل قيام الدولة السعدية؟
  2. كيف تمكن السعديون من تحقيق الاستقرار والازدهار؟
  3. ما هي أسباب تدهور الدولة السعدية والنتائج المترتبة على ذلك؟

المحور الأول: الأوضاع العامة بالمغرب وقيام الدولة السعدية

1. أوضاع المغرب في بداية القرن 16

1.1 ضعف حكم الوطاسيين

كانت فترة حكم الوطاسيين تتسم بالتجزئة والتدهور، إذ لم تكن لديهم القوة العسكرية اللازمة لبسط نفوذهم على كامل التراب المغربي. فشلوا في إعادة توحيد البلاد، واقتصر نفوذهم على المناطق الشمالية لنهر أم الربيع. حتى في تلك المناطق، ظهرت كيانات مستقلة، مثل إمارة بني المنظري في تطوان وأسرة بني راشد في شفشاون، وكلتاهما من أصول أندلسية. كما استمرت القبائل في التمرد على السلطة، خصوصًا أثناء جباية الضرائب، مما زاد من ضعف الدولة.

هذا الوضع أدى إلى عزلة الدولة الوطاسية، وزادت الكوارث الطبيعية من تفاقم الأزمات والمعاناة للسكان. ما زاد الطين بلة هو عدم قدرة الوطاسيين على التصدي للاحتلال البرتغالي، الذي استولى على عدد من الثغور المغربية، مما جعل الوطاسيين يواجهون عدة جبهات في آن واحد. أمام فشلهم في تحقيق الأمن والاستقرار، برز دور الزوايا التي تولت تعبئة السكان ودعوتهم للجهاد، مما أكسبها ثقة واحترام السكان ونفوذًا قويًا.

1.2 أوضاع منطقة سوس

أدى ضعف السلطة المركزية إلى استقلال منطقة سوس عن السلطة المركزية منذ أواسط القرن 15، حيث أدارت القبائل شؤونها مستغلة الموارد الفلاحية والتجارة الصحراوية التي ظلت نشطة رغم تحول الطرق التجارية نحو الغرب لصالح الأوروبيين. إلا أن استيلاء البرتغاليين على سواحل الإقليم وإغلاق المنافذ البحرية قلل من الموارد التجارية للمنطقة، التي تضررت أيضًا من هجمات البرتغاليين.

أمام هذا التهديد، تجمعت قبائل سوس حول فروع الزاوية الشاذلية بهدف طرد المحتلين المسيحيين تحت راية الجهاد. لكن ضعف هذه المقاومة أمام الخطر البرتغالي دفع المجاهدين والزوايا إلى إدراك ضرورة إنشاء كيان سياسي يوحد القبائل ويوفر الموارد وينظم المقاومة. واستقر الرأي على اختيار أسرة الأشراف السعديين التي كانت تتمتع بحظوة كبيرة لدى السكان.


2- قيام الدولة السعدية:

2.1- أصل السعديين:

الأشراف السعديون ينتسبون لآل البيت النبوي، واستقروا في درعة الأوسط منذ القرن 14م (الثامن الهجري). في القرن 15م، انتقلوا شمالًا نحو قرية تيدسي جنوب غرب تارودانت، إحدى مراكز التجارة الصحراوية. بفضل نسبهم الشريف ومساهمتهم في الجهاد ضد البرتغاليين، اكتسبوا حظوة لدى السكان. وقد انطلقت الحركة السعدية مع المولى محمد القائم بأمر الله بمساعدة ابنيه أحمد الأعرج ومحمد الشيخ، حيث عملوا على تنظيم الجهاد بتوفير الموارد المالية والأسلحة، فجمعوا الزكاة والأعشار من القبائل، وسعوا للحصول على الأسلحة من الأوروبيين مقابل منحهم امتيازات تجارية مثل تصدير السكر، مما ساعد في تركيز السلطة وتوسيع النفوذ.

2.3- الأسس التي قامت عليها الدولة السعدية:

قامت الدولة السعدية على أسس دينية وسياسية، حيث اعتبر السعديون أنفسهم أحق بالحكم من بني وطاس، وذلك لشرف نسبهم، مما منحهم شرعية دينية وقبولاً شعبيًا. ساهمت مكانتهم في توحيد صفوف المقاومة الشعبية بقيادة الصلحاء والمتصوفة، فكان السعديون الخيار الأفضل في نظر المغاربة لتولي الحكم. ومع تزايد الخطر الأجنبي، أصبحت الحاجة ملحة لوجود دولة قوية تتبنى تنظيم المقاومة وتنسيقها.

3- تحرير السعديين للثغور المحتلة وتوحيدهم للبلاد:

  • بدأت المواجهة العسكرية مع البرتغاليين في الجنوب عام 1511م. استقطبت الدعوة السعدية سكان المناطق الجنوبية من تافيلالت إلى سوس، بهدف فك الحصار عن التجارة الصحراوية، مما جعلها في مواجهة مع البرتغاليين. استهدفت الحملات السعدية عزل الثغور المحتلة جنوبًا تمهيدًا لتحريرها.
  • نظم محمد القائم هجومات على مناطق حاحا والشياضمة، ثم انتقل السعديون شمالًا لمهاجمة ازمور ومازيغن، لا سيما بعد استرجاع سانتاكروز سنة 1546م، الذي أثر بشكل كبير على الوجود البرتغالي.
  • تمكن السعديون من بسط نفوذهم تدريجيًا على كامل التراب المغربي عبر ثلاث مراحل:
    • المرحلة الأولى (1511م-1525م): أظهر السعديون دهاءً سياسيًا بالحفاظ على ولائهم للوطاسيين، مما مكنهم من تقوية نفوذهم في الجنوب المغربي ووضع أسس الدولة الجديدة.
    • المرحلة الثانية (1525م-1536م): تميزت بمواجهة مع الوطاسيين الذين حاولوا القضاء على السعديين بعد دخولهم مراكش سنة 1521م. وفي معركة أنماري سنة 1529م، ومعركة مشرع بوعقبة سنة 1536م، انهزم الوطاسيون واعترفوا بالسعديين كقوة في البلاد.
    • المرحلة الثالثة (1538م-1549م): بعد فشل الوطاسيين في استرجاع مراكش سنة 1538م، تمكن السعديون من ضم مكناس وفاس سنة 1549م، مما أدى إلى توحيد المغرب تحت سلطتهم.

4- مواجهة السعديين للأخطار الخارجية:

4.1- مواجهة الخطر العثماني:

لتثبيت دعائم الدولة السعدية، واجه محمد الشيخ ثم ابنه عبد الله تطلعات العثمانيين في التوسع نحو المغرب، خاصة بعد دخول أبو حسون الوطاسي فاس بدعم من الأتراك. تمكن محمد الشيخ من استعادة فاس والقضاء على أبو حسون سنة 1555م، مما حدّ من نفوذ العثمانيين.

4.2- معركة وادي المخازن:

استمرت أطماع البرتغاليين في المغرب رغم تراجعهم، وبلغت ذروتها بعد أزمة العرش إثر وفاة عبد الله الغالب. لجأ محمد المتوكل إلى البرتغاليين طلبًا للمساعدة مقابل التنازل عن الشواطئ المغربية، مما شجع الملك البرتغالي دون سباستيان على قيادة حملة لغزو المغرب سنة 1578م. استعد السعديون للمواجهة بتعبئة المغاربة وتوفير الأسلحة النارية، وتمكنوا من استدراج الجيش البرتغالي إلى وادي المخازن حيث وقعت المعركة في 4 أغسطس 1578م. حقق الجيش السعدي انتصارًا كبيرًا، ما أدى إلى انهيار القوة البرتغالية وزيادة هيبة الدولة السعدية، وتعزيز توحيد البلاد تحت حكم السعديين.


المحور الثاني: الدولة السعدية وعهد الاستقرار والازدهار (فترة أحمد المنصور الذهبي)

1- شخصية أحمد المنصور:

ولد أحمد بن أبي عبد الله الشيخ محمد المهدي بفاس سنة 956ه. تعلم على يد علماء مثل أبو العباس أحمد بن قاسم الأندلسي ومحمد الحارثي. كان شخصية حازمة، يؤسس مجلس الشورى ويميل إلى العمران على غرار والدته. اتخذ الاحتفال بعيد المولد كعيد رسمي، وأقام علاقات طيبة مع دول عدة.

2- التنظيمات الداخلية للدولة:

2.1- الإدارة المركزية:

تضمنت الإدارة المركزية عناصر سياسية وعسكرية ومالية:

  • السلطان: أعلى سلطة، يحمل لقب الخليفة لإضفاء الشرعية الدينية.
  • الحاجب: مسؤول عن تنظيم العلاقات بين الخليفة وكبار الدولة.
  • الوزير: يشرف على تنفيذ السياسة العامة.
  • كاتب السر: مسؤول عن المراسلات الخاصة.
  • صاحب خزائن الدار: يشرف على موارد الدولة.
  • أصحاب المشورة: هيئة استشارية تضم قادة الجيش والفقهاء.
  • صاحب المظالم: يتولى تلقي الشكاوى.
2.2- الإدارة الإقليمية:

قام المنصور بتقسيم البلاد إلى 12 ولاية، عين على كل منها عاملًا لإدارة شؤونها. وقسمت الولايات إلى قيادات محلية يرأسها قائد أو باشا، يساعده صاحب الشرطة والقاضي وشيوخ القبائل.

2.3- التنظيم العسكري:

عمل المنصور على تقوية الجيش ليشمل جيشًا نظاميًا وجيشًا من المتطوعين، حيث ضمّ الأتراك والأندلسيين، وتم تسليحهم بأسلحة نارية وتدريبات خاصة، بالإضافة إلى جيش من القبائل الموالية للدولة.

3- العلاقات الخارجية في عهد المنصور:

3.1- العلاقات مع القوتين العثمانية والإسبانية:

واجه المنصور محاولات التدخل العثماني، واستطاع الحفاظ على علاقات مسالمة معهم بعد إقناعهم بالتراجع. تجاه الإسبان، تبنى سياسة المناورة، واستفاد من تحالفاته مع إنجلترا.

3.2- العلاقات مع الدول الأوروبية:
  • إنجلترا: تميزت العلاقات بطابع تجاري وتحالفات عسكرية في مواجهة إسبانيا.
  • فرنسا وهولندا: حافظتا على علاقات تجارية مع المغرب.
3.3- العلاقات مع السودان الإفريقي:

بعد استقرار الأوضاع الداخلية، اتجه المنصور نحو ضم أقاليم السودان لتشكيل إمبراطورية إسلامية في غرب القارة. أرسل حملتين عسكريتين سنة 1591م لضم هذه الأقاليم تحت إدارة المغرب، مما عزز مكانة البلاد اقتصاديًا واجتماعيًا.


4- الحضارة المغربية في عهد السعديين: الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والعمرانية

4-1- المظاهر الاجتماعية

  • عودة الاستقرار ونمط الحياة الاجتماعية:
    مع انتشار السعديين واستقرار نفوذهم منذ أواسط القرن 16م، استقرت أوضاع المجتمع المغربي، مما أدى إلى تعمير المدن الساحلية وتراجع البرتغاليين عنها. كما تم تأسيس مدن جديدة مثل تطوان وشفشاون وتارودانت، وتوسعت مدن أخرى. ارتفع عدد السكان نتيجة الاستقرار واتساع حدود المغرب بالسيطرة على الصحراء وضم السودان. ومع ذلك، استمرت هيمنة حياة البداوة على المجتمع المغربي مع ضعف الحضر.

  • انفتاح المجتمع المغربي على التأثيرات الخارجية:
    شهد المغرب انفتاحًا مهمًا على الخارج خلال القرن 16م، حيث توافدت عليه عناصر بشرية متنوعة، من الأندلسيين، والأتراك العثمانيين في إطار المساعدة العسكرية، وأعداد كبيرة من السودانيين للعمل، بالإضافة إلى عناصر أوروبية قدمت للتجارة وعدد من الأسرى. أثر هذا الانفتاح على المجتمع المغربي، حيث تلقى مؤثرات حضارية جديدة تضاف إلى حضارته العربية الإسلامية، وامتدت هذه التأثيرات إلى مظاهر الحياة اليومية كالأزياء والعادات والموسيقى واللغة.

4-2- المظاهر الاقتصادية

  • الفلاحة:
    شكلت الفلاحة النشاط الرئيسي للسكان، لكنها كانت تعتمد على تقنيات عتيقة ومحدودية الانتشار. وكان قصب السكر المنتج الرئيسي، حيث خصصت له مزارع واسعة لبيعه في أوروبا. كما تمت زراعة الحبوب كالقمح والشعير والذرة، إلى جانب تربية النحل لإنتاج العسل. احتلت تربية الماشية مكانة هامة في النشاط الفلاحي.

  • الصناعة والحرف:
    شهدت الصناعات والحرف انتعاشًا كبيرًا، حيث اعتمدت على تحويل المواد الفلاحية والمعادن المحلية، مما أظهر تنوعًا إقليميًا في الصناعات. فاشتهرت مناطق سوس والأطلس الصغير وتافيلالت بالصناعات النحاسية، ودكالة بالصناعات الصوفية. كما طور السعديون صناعات جديدة مستفيدين من خبرات الموريسكيين والأوروبيين، وكانت صناعة السكر من أهم هذه الصناعات التي ساهمت في رفع مداخيل الدولة.

  • التجارة الداخلية والخارجية:
    لم تكن حركة المبادلات الداخلية ذات حجم كبير؛ فقد استقر معظم السكان في البوادي واعتمدوا على التبادل الأسبوعي في الأسواق المحلية. أما التجارة الخارجية، فشهدت نشاطًا ملحوظًا، حيث زادت حركة التبادل التجاري مع الخارج، مما ساعد على انتعاش الإنتاج الوطني وزيادة العوائد الجمركية.

4-3- المظاهر الفكرية

  • مظاهر الحياة الفكرية وعوامل انتعاشها:
    انتعشت الحياة الفكرية في المغرب منذ أواسط القرن 16م بفضل استقرار الأوضاع وتوافد المفكرين من الأندلس والسودان والمغرب الأوسط والأدنى، مما أغنى الحركة الفكرية بفنون ومعارف متنوعة.

  • مجالات النشاط والإنتاج الفكري:
    استمر النشاط الفكري خلال العهد السعدي في مختلف العلوم الشرعية والعقلية، بالإضافة إلى تعريب العديد من الكتب. وتميز العصر السعدي بظهور ثلاثة أنواع رئيسية من المؤلفات: المختصرات، الشروح والحواشي، والمؤلفات الأصلية، إلى جانب انتشار عملية استنساخ الكتب وقراءتها، مما ساهم في ازدهار الحركة الفكرية.

4-4- المظاهر العمرانية وخصائص الفن المعماري السعدي

  • نشاط المنشآت العمرانية السعدية:
    نشطت حركة العمران في الجنوب المغربي خلال بداية انتشار حكم السعديين، حيث أعادوا بناء وتوسيع وتجديد العديد من الأماكن، مثل بناء ضريح السعديين وإقامة قصر البديع. لاحقًا، امتد نشاطهم العمراني إلى المناطق الشمالية عبر أعمال تحصينية.

  • استمرار الفن المعماري المغربي الأندلسي:
    احتفظ السعديون بأسلوب البناء المغربي الأندلسي وأضافوا تحسينات عليه، مع الحفاظ على الأسلوب التقليدي في الزخرفة والتجميل داخل المباني.

المحور الثالث: تدهور السعديين وتفكك المغرب

1- عوامل تدهور الدولة السعدية وتراجع نفوذها

1-1- العوامل السياسية:

  • مشاكل العرش:
    رغم الإنجازات التي حققها المنصور، إلا أنه تسبب في إضعاف الدولة بتولية أحد أبنائه غير الكفؤين، مما فتح نزاعات مسلحة على العرش بعد وفاته، وعطل جهود الدولة في مواجهة المحتلين. وقُسم المغرب إلى مملكتين: مملكة مراكش ومملكة فاس، مما أضعف السلطة المركزية وشجع على التمرد.

  • الاعتماد على العلوج في الجيش:
    كانت القيادة العسكرية توكل إلى عناصر غير وطنية، مما أدى إلى فقدان الثقة في العناصر الوطنية. هذا الأمر ساهم في إضعاف الجيش وقوّض جهود الدولة في تثبيت دعائمها.

  • التدخل الأجنبي:
    لعب التدخل الأجنبي دورًا في سقوط الدولة السعدية بعد أن كان عاملاً في قيامها. استغل الأوروبيون ضعف الدولة للتدخل في شؤونها، مثلما حدث في تحالفات الإسبان مع الثائرين على الدولة.

  • الحركات الاستقلالية:
    أدت الحركات الاستقلالية، الناجمة عن ضعف الملوك في مواجهة التدخل الأجنبي، إلى تفكك الدولة وإضعاف مواردها وتقسيمها إلى دويلات.

1-2- العوامل الاجتماعية والاقتصادية:

  • الأوبئة والجفاف:
    تزامنت الاضطرابات السياسية مع فترات من الأوبئة والجفاف، مما زاد من معاناة السكان وأثر سلبًا على الاقتصاد.
  • تراجع القطاعات الاقتصادية:
    تأثرت الصناعات التي كانت تشكل مصدر دخل للدولة، مثل صناعة السكر التي تراجعت بسبب الحروب والأوبئة، وانخفضت موارد القوافل الصحراوية من الذهب بسبب تراجع النفوذ السعدي على السودان.

2- النتائج المترتبة عن تدهور الدولة السعدية

2-1- ظهور قوى سياسية جديدة وتجزئة المغرب:

  • حركة المجاهد العياشي:
    برز العياشي كقائد لحركة الجهاد في المنطقة الشمالية الغربية للمغرب، لكنه واجه صعوبات مادية ونزاعات داخلية، مما أدى إلى نهاية حركته في 1641.
  • حركة الجهاد البحري:
    بعد طرد الموريسكيين من إسبانيا، نظموا حركة جهاد بحري ضد السفن الإسبانية من تطوان والرباط. ساهمت الغنائم في تعزيز قوتهم الاقتصادية، لكنهم تعرضوا لضغوط داخلية وخارجية أدت إلى تراجع نفوذهم.
  • الزاوية الدلائية:
    نشأت في القرن 16، وبدأت تتطلع للقيادة السياسية بعد ضعف السعديين. رغم نجاحها في التوسع، إلا أنها تراجعت أمام قوة الأشراف العلويين.
  • الزاوية السملالية:
    أسسها سيدي أحمد بن موسى السملالي في الأطلس الصغير. تميزت بنفوذها في الجنوب، لكن لم تتمكن من الحفاظ على نفوذها طويلاً بسبب الضغط العلوي.

المراجع


 إبراهيم حركات،المغرب عبر التاريخ،الجزء الثاني، دار الرشاد الحديثة،الدار البيضاء،2003.
 أبو العباس بن خالد الناصري، كتاب الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى،الجزء الثالث، منشورات وزارة الثقافة و الاتصال،2001.
  كتاب تاريخ العالم الحديث، الطبعة الثالثة، غشت 1974.
 الكتاب المدرسي للسنة الثالثة ثانوي، وزارة التربية الوطنية، مكتبة المعارف، الرباط، الطبعة الرابعة، 1990.
 الكتاب المدرسي للسنة السابعة من التعليم الأساسي، وزارة التربية الوطنية، دار النشر المغربية، البيضاء، الطبعة الثانية عشرة 2002.


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -