الملك يوبا : ملك موريطانيا المغربي
في السنوات الأخيرة، أثار عرض تمثال نحاسي برونزي للملك الموريطاني يوبا الموريطاني الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 2000 عام في معرض "المغرب في أبو ظبي" جدلاً واسعاً. حيث قام البعض من الجزائريين بالتنديد بالمعرض واتهام المغرب بسرقة التمثال وتزوير التاريخ. لكن الحقيقة هي أن التاريخ الذي يدعي البعض تغييره هو في الواقع تاريخ المغرب الذي يسعى البعض لتزويره. الجزائر، التي تفتقر إلى تاريخ موثق قبل الميلاد، تحاول بناء سرد تاريخي يعتمد على الأكاذيب والتحريف. هذا التمثال الذي تم العثور عليه في مدينة وليلي المغربية سنة 1948 من قبل باحثين أثريين، يؤكد أن الملك يوبا الثاني لم يكن يحكم نوميديا، بل حكم موريطانيا (المغرب حالياً).
خلفية تاريخية:
بحلول سنة 105 قبل الميلاد، كانت حدود موريطانيا تمتد إلى نهر ملوية، بينما كانت نوميديا تمتد من شرق نهر ملوية إلى ليبيا. في تلك الفترة، كان بوخوس الأول ملكًا على موريطانيا، في حين كان ماسينيسا ومن بعده يوغرطة يحكمان نوميديا. حينما هدد يوغرطة موريطانيا وقرطاج، شكل بوخوس تحالفاً مع الرومان، مما أدى إلى هزيمة يوغرطة. بعد ذلك، قام الرومان بمكافأة بوخوس بتوسيع مملكته على حساب نوميديا التي اختفت من الخريطة في سنة 40 قبل الميلاد.
من هو الملك يوبا الموريطاني؟
يوبا الموريطاني (48 ق.م - 23 م) كان ملك موريطانيا وعالماً بارزاً. وُلد في نوميديا كابن ليوبا الأول، الذي قُتل على يد يوليوس قيصر. بعد وفاة والده، نُقل يوبا إلى روما وهو طفل في سن الخامسة، حيث نشأ وتلقى تعليماً مميزاً. أصبح عالماً مشهوراً في مجالات التاريخ والمسرح واللغات، وحصل على الجنسية الرومانية. في عام 25 قبل الميلاد، نصبه يوليوس قيصر ملكاً على موريطانيا، والتي توسعت على أنقاض نوميديا التي تم تدميرها على يد الرومان. في نهاية المطاف، سقطت موريطانيا في يد الإمبراطور الروماني كلاوديوس الذي قسم المملكة إلى موريطانيا الطنجية وموريطانيا القيصرية.
تسمية المغرب:
نعود إلى التسمية القديمة "موريطينية"، ذكر في رحلات حانون أنه كانت هناك مملكة أمازيغية بإسم "موري" و تكتب "Mauri" حيث تعامل معها حانون وهو ملك قرطاج كان قائد عسكري و بحار مستكشف ، حكم بين عامي 480 ق.م و 440 ق.م خلفا للملك أميلكار الأول، و وجد في مملكة "موري" ملك أمازيغي كان إسمه "باكا" أو "Bagas"، و كلمة "موري" بالإغريقية تكتب "موروتسي" و بعدها أصبحت "Maures" و في عهد الرومان توقف تغيرها عند موريطينية أو Mauretania، أما عن معاني كل كلمة بعد عدة تطورات ك Maures و تعني المغاربة "أي نحن فقط شعب المملكة المغربية" و كلمة Mauri تعني في اللاتينية الغروب حيث في القديم عند توقف آخر بعثات الإستكشاف و ظنا منهم أن موري هي آخر دولة يمكن إكتشافها و كانت تسمى بلاد غروب الشمس و في النقيض نجد أن اليابان تعني بلاد شروق الشمس، المهم مع التطور اللغوي و تغير العصور ظهرت عدة كلمات جديدة بدل Mauri أو Mauretania فظهر منها المغرب و بلغات أخرى Maroc و Morocco و Marokko و Marruecos و مراكش Marrakech، كما ترون هذه إيتيمولجية تسمية المغرب و ليس كما تنشره الصفحات و المواقع بدون بحث و تدقيق لغوي، فجميع الكلمات أتت من منطقة مغرب الشمس آخر توقفات الإستكشافات الجغرافية في ظلك الوقت و المغرب بعد إزالة "الشمس" هي التسمية الأخيرة لنقل آخر ما خرجت به من الإسم القديم موريطينية، و شمال إفريقيا بعد دخول الإسلام لم يكن يسمى بأي إسم و اما المغرب كان يعني دولة واحدة فقط لا غير و هذا موجود في خريطة الجغرافي المغربي "الشريف الإدريسي" و هناك إسم "المغرب الأقصى" واضح فيها وضوح الشمس في كبد السماء، و كانت "إفريقية" تونس حاليا في الجانب الآخر حيث لا وجود لدولة في الوسط، أما التدليس الذي يقوم به الجزائريين حاليا و هو تحريف التاريخ حيث ما تم تدريسهم بالقول أن ليوطي هو من سمى المغرب بهذا الإسم و هذا كله خرافات و خزعبلات صنعها لهم نظامهم التعليمي بل الأكثر من ذلك هو جرأتهم و قولهم أننا سمينا بلادنا بهذا الإسم لكي نسرق تاريخ و ثراث المغرب الكبير و الجميع يعلم أن كلا من "المغرب العربي/الكبير" هي أسماء مستحدثة حديثا سنة 1989 ظهر بما يسمى "إتحاد المغرب العربي" يعن هل سننتظر ظهور هذا الإتحاد لنسمي بلادنا به؟ أو سننتظر ليوطي حتى يأتي و يسمي بلادنا؟ عندما دخل ليوطي للمغرب وجد فيها سلطانا و هو الملك المغفور له محمد الخامس و وجد فيها تاريخا و ثراثا و كذلك ديبلوماسية و كل مقومات الدولة من عملة و إقتصاد، أما هذه الإفتراءات الجزائرية فيجب طمسها و بالجملة، و كما يقول المثل الياباني "الفائز هو من يدون التاريخ بإسمه"، و نذكر منها "الموريسكيين | Mauresques" و هم المغاربة الذين هاجروا من المغرب لللأندلس حاملين معهم كل ما هو مغربي من معمار و مطبخ و نسيج.
يوبا الموريطاني: ملك موريطانيا والمغرب
على الرغم من أن يوبا الثاني وُلد في نوميديا ودُفن في تيبازة بالجزائر الحالية، فإنه كان ملكاً على موريطانيا. هذه الحقيقة تؤكد أن يوبا كان ملكاً موريطانياً مغربياً وليس جزائرياً. دفن شخص ما في بلد لا يعني بالضرورة أنه ينتمي إليها، كما هو الحال مع شخصيات أخرى دُفنت خارج أوطانها الأصلية مثل عبد الكريم الخطابي الذي دُفن في مصر ولكنه بقي مغربياً.
الخلاصة:
يوبا الموريطاني كان ملكاً على موريطانيا (المغرب حالياً) وليس نوميديا، ودوره في التاريخ جزء لا يتجزأ من تاريخ المغرب. المحاولات الجزائرية لتزوير هذا التاريخ لن تغير الحقائق التاريخية الموثقة. المعمار، الثقافة، والهوية المغربية المتأصلة منذ العصور القديمة تعكس هذا الواقع بشكل واضح.
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.