شذرات من تاريخ المقاومة و الكفاح المسلح بمراكش والضواحي استحضارا للتضحيات الجسام المبذولة من طرف المقاومين من اجل استقلال الوطن.
5 ) الخلية الاولى لانطلاق المقاومة بمراكش
تشكلت الخلية الاولى للمقاومة المسلحة بمراكش بمنزل السي عمر بن لحسن بالرميلة ، وكانت تضم كل من حمان الفطواكي و اسمه الحركي " الحاج"، عمر المتوكل الساحلي الملقب ب " المرابط"، الحسين البزيوي " الشيفور"، محمد السوسي" التريسيان"، مولاي مبارك " المعلم"، عمر بن لحسن " الزلايجي"، بوجمعة الملقب " بالفرملي"، لتحديد المسؤوليات و توزيع المهام حيث كلف محمد السوسي أمين الصندوق، على ان يكون متجره مركزا للقاء اليومي مرة في الصباح ومرة في المساء.
الفطواكي مسؤول عن السلاح، وعن نقله من الدار البيضاء، وأن يبحث بنفسه عن رجال العمل، على أن لا يعرفه منهم من كان لا يعرفه، إلا باسمه المستعار، وعلى ان لا يباشر العمل بنفسه إلا بموافقة اللجنة المسؤولة، وأن ينفرد هو ومولاي مبارك بالاتصال برجال العمل الذين بدأ البحث عنهم، وبالسيد بوجمعة صاحب الطاكسي الذي لم يتعرف عليه العديد من الأعضاء ، إلا في السجن .
وضع دكان الدخان للسيد عمر بن لحسن، رهن إشارة الحركة لإخفاء السلاح حتى ينتقل إلى ضيعة مولاي مبارك بالمرابطين، إلى وقت الحاجة إليه، وكان السيد عمر بن لحسن يخزن السلاح الذي يتسلمه من الفطواكي في معمل (كاروسري)، المرحوم محمد بن الحاج علا، الموجود أمام دكانه .
تكليف السيد الحسين البزيوي بالاستخبارات في دوائر السلطة، لتكون الحركة على علم بما يجري، على أن يتعاون الجميع في هذا الجانب ، وأن تبقى داره، المركز الرئيس، نظرا لكونه أعزب في ذلك الوقت، وكان أول عمل قام به لآجل التغطية، أن قدم طلب العدالة للمندوب(مونى).
تكليف عمر الساحلي المرابط، بتجديد الاتصال بالجماعات التي كان يسيرها في إطار الحزب قبل إيقافه(فيما يخص الجانب المادي)، وبالاتصال بالممرض سعيد بن عثمان ، ليكون رهن إشارة الحركة، كما كلف بتجديد الاتصال بفروع الحزب بالبادية وذلك بصفته أحد أعضاء لجنة البادية المشكلة قبل أحداث فرحات حشاد من السادة، الفرقاني محمد الحبيب، سعيد بن الطيب، عبد الله الخياط، محمد السوسي، عمر الساحلي، لحسن أمراغ ، والتي كرست نشاطها بعد بروتوكولات جوان المشؤومة، كما كلف بالاتصال بمولاي سعيد الساحلي أمين تلك اللجنة الذي كان معتقلا في ذلك الوقت ، قبل أن يت الاتصال به في ضيعة المعمر" مريم" من طرف الساحلي و البزيوي في سيارة بوجمعة بدون أن يعرفه ، ليقدم لهما علامة خاصة لصديقه عبد الله الجراري في المتجر ، الذي سلم لمحمد السوسي مبلغ 275.000 فرنك شكل نواة للحركة في بدايتها بمراكش.
بعد فترة قصيرة من الهيكلة و توزيع المسؤوليات و المهام ، أخبر الفطواكي المجموعة في لقاء مصغر بدار السيد البزيوي، بأنه تم تكوين خلية من أفراد العمل في حي سيدي يوسف بن علي، وان عبد السلام الجبلي يقدم من الدار البيضاء ويتصل بهم وهم الآن في طور التدريب والاختبار، واقترح أن يلقب مولاي عبد السلام " بالموتشو " كلما دعت الضرورة إلى ذكره، كما أخبرهم بانه اتصل بمولاي الشافعي وكلفه بالبحث عن الرجال الذين كانوا في الجندية، بناء على ما قررته اللجنة في الموضوع ووفق تعليمات القيادة في الدار البيضاء ، وهم أحمد أقلا شهيد بالريمة، الشهيد علال بن أحمد الرحماني، علي رضوان، أخوه محمد رضوان، محمد بلعربي القهواجي، لحسن الروداني، عبد الكريم المسفيوي ، وبعد استشهاد أحمد أقلا في بريمة، التحق الشهيد مبارك بن بوبكر الدكالي بالجماعة، بواسطة لحسن الروداني وكانا يعملان سائقين في قاعدة بن جريرالعسكرية، أما لحسن السباعي، فلم يلتحق على مولاي الشافعي إلا بعد حادثة (دوتفيل) التي كانت السبب في تهريب علال وعلي رضوان إلى الدار البيضاء ونظرا للاحتياط الشديد المقرر اتباعه، لم يتم التعارف بين العديد من الأعضاء إلا في السجن، الأمر الذي ساعد على إنقاذ بعضهم بعد التوريط، أما السي علي رضوان، فلم يتعرف عليه العديد منهم إلا بعد الاستقلال ، نظر لالتجائه إلى تطوان.
أما فيما يخص السلاح، فأول ما توصلت به المجموعة هو مسدس تسلمه الساحلي بعياراته النارية من الفقيه الحاج إسماعيل، بعد أن تذاكر معه في الموضوع والتزم بإعانة مادية، وبالبحث عن رجال العمل في ناحية تالوين، كان ذلك في آخر أكتوبر 1953.
وفيما يخص الجانب المالي، ساهم الحاج اسماعيل الذي قدم ذات مرة إلى مراكش ولم يكن عنده سوى زربيتين جديدتين من صنع تازناخت أتى بهما لفراش منزله، فسلمهما لمولاي سعيد الذي باعهما لصالح الحركة، وكذلك بالنسبة للسي حمان الرحماني، الذي سلم محمد السوسي مسدسا، وبادر بمساهمة مالية مستمرة بعد أن اتصل به محمد السوسي في الموضوع، وبما أن الجانب المالي، في ذلك الوقت كان صعبا، لا تجد إليه منفذا إلا على يد المعارف من الطبقة المتوسطة والضعيفة، الامر الذي أسفر عن تواجد بعض الوطنيين ظلوا ملتزمين ماديا بجانب المقاومة على قدر استطاعتهم ، ك : عبد العاطي السباعي(تاجر)،المرحوم أحمد بن عبلا الاسحلي(تاجر)، لحسن الشتوكي ( خياط)، محمد بن المختار الخراز، محمد بن واكريم الخراز، و الذين تم تكليفهما بجماعة الخرازين، بعد أن التزما بالعمل في داخل الحركة، والسيد محمد بن مبارك المعتصم الإفراني (تاجر صغير) كان يتصل به الأخ الحسين البزيوي، ومحمد بن الهاشمي الحربيلي(بقال) و تم تكليفه بالاستخبارات، لكون دكانه قريبا إلى باب الستينية (قصر الكلاوي) كما يتصل به سعيد بن عثمان في الجانب المالي، كما كان محمد السوسي يتصل في الموضوع بالسيد محمد السباعي(غاندي) ومولاي همو، صاحب النقل، كما كان أخوه إبراهيم الذي معه في المتجر، مشاركا له في كل ما يقوم به من نشاط في إطار المهام المكلف بها من قبل اللجنة .
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.