أخر الاخبار

معنينو: هكذا حرّر السلطان إسماعيل طنجة والعرائش والمهدية وحاصر سبتة

 

معنينو: هكذا حرّر السلطان إسماعيل طنجة والعرائش والمهدية وحاصر سبتة

الدولة العلوية المغربية
 المولى اسماعيل 

في الحلقة الخامسة عشرة والأخيرة من “تاريخنا مع الصديق معنينو” ختم الإعلامي المغربي المهتم بتاريخ المغرب حديثه عن السلطان المولى إسماعيل قائلا إن عهده شهد تحرير طنجة والعرائش والمهدية من الاحتلال الأجنبي، وكذا تحرير العديد من الأسرى المغاربة والمسلمين، واستعادة هيبة واستقرار الدولة.

وأضاف محمد الصديق معنينو “لقد ألصقت بالمولى إسماعيل صورة خاطئة بنسبة من النسب، فقد وصل إلى الحكم في أواسط العشرينات بمغرب القرن السابع عشر، واكتشف فاس لأول مرة لما عينه أخوه السلطان المولى رشيد خليفة، ووجد مجتمعا مغربيا متحركا فكان على الدولة التحرك أيضا، وكان انعكاسا لمجتمعه، وكان يعتقد أن القوة أساسية ولو لم تكن كافية، واختار حياة مجاهد لا سلطان جالس في قصره، وكان يؤمّن المناطق باستمرار راكبا خيله (…) ويبحث عن استعادة الدولة هيبتها”.

وتابع قائلا: “كان السلطان المولى إسماعيل في زمن الاضطراب يبحث عن سيادة المغرب وهيبته خارجيا، واحترامه، ووحدَة المغرب داخليا، وتحريرِ ثغوره، مع إيمان قوي بالشريعة واستشارة العلماء، وقد توفق مرات ولم يتوفق مرات، وكان يدعم الزوايا لتأطير المجتمع والتهدئة والمصالحة، بوصفها أماكن للعبادة والتصوف، بل حتى الدلائيون سمح لهم بالرجوع بعدما كانوا يطمحون للحكم قبل عهده ولجؤوا بعد هزيمتهم إلى المنطقة العثمانية شرق المغرب، كما قبل انتقادا عِلميا لاذِعا من الحسن اليوسي.”

ومن بين ما ذكّر به معنينو شهادة الأسير مويت في مذكراته حول السلطان المولى إسماعيل في مكناس سنة جفافٍ؛ وهو يؤدي صلاة الاستسقاء بجلباب قديم وعمامة متسخة، وكان حافي القدمين، يدور اليوم بأكمله يصلي ويزور الزوايا في العاصمة طلبا للمطر من الله.

كما قال إن هذا السلطان شجع الجهاد البحري، وصار هو المسؤول عنه، وهو المفاوض حول الأسرى، الذين صاروا بمكناس بالآلاف، وكان منهم من يعيش عذابَ البناء، لكن كان منهم أيضا المستشارون والمهندسون.

ووضّح أن السلطان مولاي إسماعيل كان متمسّكا بتبادل الأسرى المغاربة بالأسرى النصارى “أسيرا بأسير”، ومع الإسبان كان التبادل “إسبانيَين بمغربي لقيمة المغاربة”، وكان يتبادل مع الإنجليز أسيرا بأسير، لكنه لم يتوفق لتحقيق الأمر نفسه مع الفرنسيين.

وذكر معنينو أنه “في سنة 1684 حرر السلطان طنجة من الإنجليز بعد تطويقها مدة طويلة وقصفها، واستردها المغرب، ولما فقد الإنجليز عينهم على التجارة المتوسطية احتلوا جبل طارق بإسبانيا إلى يومنا هذا. كما حرر المهدية التي كانت تهدد مصب أبي رقراق، وحرر العرائش التي بادل أسراها بالعديد من الأسرى المغاربة وبمسلمين آخرين”.

ومن خيبات السلطان المولى إسماعيل “عدم النجاح في تحرير سبتة بعد حصارها ثلاثين سنة، نظرا لأسوارها وخنادقها وحدودها البحرية، التي كان يأتيها الدعم من شبه الجزيرة الإيبرية، كما لم تكن للمغرب بحرية قوية تطوقها”. لكن بالمقابل “عاد الشاطئ المغربي من طنجة إلى مازاكان إلى المغاربة”.

واسترسل الإعلامي قائلا: “في النصف الأول من سنوات حكمه التي فاقت نصف قرن، حارب السلطان أفرادا من عائلته خرجوا على السلطة، وقام بمجهود داخلي لتوحيد السلطة، وخلال النصف الثاني من حكمه عين خلفاء له في مناطق بعيدة، فبين وجدة وفاس شهر من الطريق، ومن العاصمة مكناس إلى أكادير شهر ونصف من الطريق، وهي تعيينات خلقت مشاكل بسبب تصرفات غير جيدة أو تحوُّل خلفاء مع الوقت إلى مطالبين بالملك”.

ومن الأمور المهمة التي تحققت في هذا العهد “توحيد المغرب، وتحرير كثير من ثغوره، واسترداد أسراه، والسلام والهدنة من طنجة إلى شنقيط وتومبوكتو”، لكن هذا لا يستحضر عند الحديث عن عهد المولى إسماعيل بسبب “أحكام مسبقة حول التاريخ المغربي”، وأحكام سوداوية عنه في العديد من الكتابات الفرنسية الممهدة للاستعمار أو المبررة له.

معنينو الذي له كتب عديدة تؤرخ لتجربته الإعلامية والزمن الراهن المغربي، أو تبحث فيما أرّخه الإعلام عن تاريخ المغرب، دافع في آخر حلقات برنامجه مع هسبريس “تاريخنا” عن كون “معرفة تاريخ المغرب جزءا من الوطنية”، كما طلب من مختلف فئات المغاربة كتابة مذكراتها لأن هذه مسؤولية تحفظ “الذاكرة الجمعية” للمملكة.

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -