سفير المغرب ينصح عمار بن جامع بالاعتناء بالشعب الجزائري من مشقة طوابير الأغذية و بحق تقرير مصير القبايل
دار سجال جديد بين ممثلي الجزائر والمغرب داخل القاعة التي احتضنت أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بسبب ملف الصحراء، حيث عبر السفير عمر هلال، ممثل الدائمة المملكة لدى الأمم المتحدة، عن رفض التعزية التي وجهها نظيره الجزائري عمار بن جامع في ضحايا فاجعة زلزال الحوز، واصفا الأمر بأنه "دموع التماسيح".
وطالب الدبلوماسي الجزائري بـ"حق الرد" إثر كلمة عمر هلال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، على اعتبار أن هذا الأخير "حرّف" كلمة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على المنبر نفسه، متطرقا محددا لملف الصحراء من منطلق أن بلاده "اختارت معسكر العدالة وإنهاء الاستعمار والحرية وتقرير المصير وحقوق الإنسان".
وعاود بن جامع مطالبة المغرب بتنظيم "استفتاء تقرير المصير الذي يطالب به الشعب الصحراوي منذ نصف قرن" على حد تعبيره، محتجا على وصف المغرب لجبهة "البوليساريو" الانفصالية بأنها ميليشيات إرهابية، وقال "جميع القوى المهيمنة حاولت دوماً شيطنة المقاومين والمناضلين في سبيل الحرية"، قبل أن يقدم تعازيه للمملكة في ضحايا الزلزال.
ورد هلال على كلمة ممثل الجزائر بدعوته هذا الأخير إلى الكف عن "الادعاء" بخصوص التضامن مع المغرب في محنته، موردا "لا يمكن للمرء أن يذرف دموع التماسيح ويهاجم في الوقت نفسه بلداً لا يزال يعيش مأساة"، معتبرا أن الأمر ينطوي على دس للسم وإهانة للضحايا وللمغاربة، في إشارة إلى خلط هذا التعبير الإنساني بالمطالب الانفصالية.
وأعاد هلال التأكيد على أن "مبادرة الحكم الذاتي في إطار سيادة المغرب ووحدة أراضيه تظل السبيل الوحيد لطي صفحة هذا الصراع الإقليمي المفتعل"، ومبرزا أن الأمم المتحدة نفسها لم تعد تتطرق إلى استفتاء تقرير المصير الذي تطالب به الجزائر منذ ما يقارب ربع قرن، أورد "المغرب موجود في صحرائه وسيبقى كذلك إلى انقضاء الدهر".
وكانت الجزائر هي البلد الوحيد الذي تلقى جوابا رسميا من المغرب عبر القنوات الدبلوماسية، مفاده أن الرباط ليست في حاجة للمساعدات التي عرضتها، وذلك بعد ساعات من إعلانها بعث 3 طائرات إلى المناطق المنكوبة يوم 11 شتنبر الجاري، ونشرت صورا عبر منابر الإعلام العمومي لفريق الإنقاذ وهو يستعد للإقلاع من مطار بوفاريك.
وادعت الجزائر أن تحركها يأتي بعد إعلان الحكومة المغربية قبول عرض المساعدة الذي قدمته، على لسان وزير العدل عبد اللطيف وهبي، هذا الأخير الذي نفى ذلك قائلا إن الأمر يتعلق بتصريحات لقناة "العربية" جرى تحريفها من لدن وسائل إعلام أخرى، في حين نفى حينها وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة لـ"الصحيفة" قبول المغرب المساعدات الجزائرية.
ويوم 12 شتنبر قالت وزارة الخارجية الجزائرية إن نظيرتها المغربية أبلغت القنصل العام للجزائر في الدار البيضاء بأن "المملكة المغربية ليست بحاجة إلى المساعدات الإنسانية المُقترحة من قبلها"، وأضافت أن الحكومة الجزائرية علما بالرد المغربي الرسمي الذي تستخلص منه النتائج البديهية"، على حد تعبيرها.
وأمام الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم التحدة، أورد هلال يوم أمس أن "مبادرة الحكم الذاتي، في إطار الوحدة الترابية للمملكة المغربية وسيادتها الوطنية، تظل الحل الوحيد والأوحد للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية"، موردا أن المبادرة المغربية "تحظى بدعم أكثر من 100 دولة من كل جهات العالم، كما افتتحت قرابة 30 دولة ومنظمة إقليمية قنصليات عامة لها في مدينتي العيون والداخلة، مؤكدة بذلك دعمها التام لمغربية الصحراء".
ووصف الدبلوماسي المغربي الجزائر بـ”المحامي الذي يدعي الدفاع عن القانون، ويغتصبه في الوقت نفسه”، مشيرا إلى أنه “إذا كانت الجزائر تدعي حقا الدفاع القانون الدولي، فيجب عليها أن تطبق ذلك على الشعب الذي جاء قبل الدولة الجزائرية وهو القبائل”.
وقال هلال إن المملكة "تظل متشبثة بحل سياسي نهائي للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية، مما سيمكّن من تعزيز التنمية والاستقرار في المنطقة والقارة الإفريقية"، مع مواصلة دعمها لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، "الهادفة إلى إعادة إطلاق مسلسل الموائد المستديرة، بالصيغة ذاتها والمشاركين أنفسهم، وخاصة الجزائر، الطرف الأساسي في النزاع، وذلك طبقا للقرار 2654 لمجلس الأمن".
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.