مياه عذبة تتدفق من بؤر الزلزال وتنسي الفواجع.. والساكنة: "معجزة ربانية"
مع كل مِحْنَةٍ هناك مِنْحَة، فبعد زلزال الحوز غمرت المياه الوديان الجافة؛ هذا هو حال دواوير جماعات تارودانت المتواجدة في أعالي الجبال.
كان سكان دواوير جماعة تيزي نتاست يخالون أن الزلزال الذي هز مناطقهم نقمة إلهية، فأحصوا العشرات من القتلى والجرحى، وصاروا بدون مأوى.
لكن هذه النقمة سرعان ما ستبدأ في التلاشي، فالمياه التي كانت إلى وقت قريب تشكل هاجسا للسكان وتدفعهم إلى الهجرة عن المكان سرعان ما ستظهر مع تحرك الأرض تحت الأقدام.
الذين تحدثنا إليهم خلال تواجدنا وسط هذه الدواوير يؤكدون أن هذه المياه لم تكن تجري بالوديان قبل الزلزال. كان الجفاف سيد المكان، يقول عبد الله، من ساكنة دوار أغلا: “هذا الماء خرج خلال الليلة التي ضرب فيها الزلزال المنطقة”، مضيفا: “هذه البركة منذ سنوات لم نرها، فالجفاف كان يعم المكان”.
ويؤكد المتحدث ذاته أن المياه التي حملتها الوديان بعد الزلزال من شأنها أن تنسي المصابين هذا الحدث الأليم، قائلا: “هاد الخير نشكر عليه الله، ونحمده على كل حال. هذا قدر من الله، وإذا بقي هذا الماء فالناس سينسون كل ما حدث”.
لم يخف محمد انبهاره بهذه المعجزة الربانية، وكيف ستتحول هذه الوديان الجافة إلى أنهار جارية مباشرة بعد الهزة الأرضية التي خلفت القتلى والجرحى والمشردين.
“سبحان الله، ضرب الزلزال وهدمت المنازل وخرج الماء. هذه معجزة”، يورد المتحدث، مضيفا: “الأودية كانت جافة فإذا بها سالت ماء بطريقة عجيبة ومعجزة”.
وخلفت المياه التي غمرت الوديان، قادمة من أعالي الجبال، فرحة في صفوف الكبار والصغار، إذ تحولت إلى مسابح تنسي الأطفال هموم الزلزال، وترفع عنهم حر الأجواء.
وأبدى بعض المدونين على منصة فيسبوك استغرابهم من خروج المياه من آبار كانت جافة ومن سيلان ينابيع لم تكن بها مياه قبل الزلزال، وعلق كثيرون بالقول "رب ضارة نافعة".
واستبشر البعض خيرا بأن تعيد الينابيع التي ظهرت في أقاليم الحوز وورزازات، الحياة في تلك المناطق إلى عهدها قبل سنوات الجفاف وأن تدعم "المشاريع الفلاحية وزراعة المواطنين البسطاء".
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.