أخر الاخبار

مغاربة اختطفوا طائرات‪(1)‬.. ومن الحب ما قتل

 

حميد المكناسي

عندما كان التحالف الشعبي للثورة الأمريكية يناضل ضد الرئيس "سانشيز ستيدو" الذي أوصله الجيش إلى السلطة، واعتبرت العملية أول عملية قرصنة جوية في التاريخ حين استولت مجموعة ثوار على طائرة مدنية كانت تحت قيادة قبطان أمريكي، وألقت من على متنها مناشير سياسية، وانتهت العملية بإنزال أقصى العقوبة على الخاطفين، وانتظر المغرب خمسين سنة بالضبط ليسجل أول عملية اختطاف طائرة في تاريخه قام بها حميد المكناسي.

تمكن المغربي حميد المكناسي من خطف طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية من مطار أثينا، وفرض تحويل مسارها إلى مطار قرطاج بتونس، مهددا في حالة نزولها في مطار محمد الخامس بتفجيرها بواسطة قنبلة كانت بين يديه. إلا أن الرجل سقط في الفخ الذي نصبه له يومها حفيظ بنهاشم، ومسؤولون أمنيون آخرون انتقلوا إلى تونس لمباشرة المفاوضات مع المغربي الذي تناقلت الدول مطالبه يومها باستغراب. إذ بدت دوافع حميد في خطف الطائرة جنونية، ولذلك ركب المسؤولون الأمنيون المغاربة نفس الخط، وأقنعوا الخاطف أنه بطل دق ناقوس خطر يداهم البلاد، ونجحوا في ثنيه عن تفجير القنبلة، ومن ثم نقله إلى المغرب، ليخلع المسؤولون القناع وتبدأ أولى فصول العقاب.

عادل الوافي 

وإن كانت الغيرة الشاذة للمكناسي على صورة بلاده التي قال إنها تحولت إلى "بورديل"، دفعته إلى تهديد أرواح 84 مسافرا، والتلويح براية المغرب في سماء خاطفي الطائرات لأول مرة في التاريخ، فإن غيرة عادل على محبوبته صنعت منه أول خاطف باسم الحب، وحتى لو لم يصدق عليه المثل القائل و"من الحب ما قتل"، فإن الحب ساقه رأسا إلى السجن، وبذلك حبك الشاب المغربي أغرب قصة خطف طائرة صيف 2006.

وكانت هذه العملية الأطرف في قائمة عمليات اختطاف طائرات من طرف مغاربة، إذ كان عادل يعيش قصة حب جامحة مع "عادل"، لكن حبيبته قررت أن تهجره بعد حصولها على تأشيرة الالتحاق بخطيب فرنسي ضمن لها عبورا عبر الطائرة إلى ضفة الأحلام، ولم يستسغ "عادل" الأمر، خاصة أن الحبيبين قطعا وعدا بأن لا أحد ولا شيء سيفرقهما سوى الموت، لذلك فكر في الانتقام بطريقته الخاصة، "اختطاف الطائرة التي ستقل محبوبته"، تسلل إلى المطار وصعد إلى الطائرة دون أن يشعر به أحد، وفجأة وبعد أن أقلعت الطائرة في اتجاه 
باريس خرج ضيف غير منتظر وراكب بدون مقعد واتجه نحو محبوبته مبتسما قبل أن يعلن أن الطائرة مختطفة، وطالب بتغيير وجهتها إلى ألمانيا مهددا بمسدس سيتبين بعد استسلامه أنه لعبة أطفال. أقنع الربان مختطف الطائرة عادل أن الفيول في خزان الطائرة غير كاف لتغيير الاتجاه إلى ألمانيا، وأنه في حال أصر على تحويل مسار الطائرة فيجب أن تحط في تونس لأن هناك اتفاقاً بين البلدين في ما يخص هذه الحالات، قبل"عادل" عرض الربان، وحطت الطائرة في العاصمة التونسية، وأمسك "ع" بشعر صديقته "عادل" التي هجرته ، مؤكدا لمحاوريه من برج المراقبة، "سأسمح للطائرة بالذهاب إلى باريس لكن شرط أن لا تكون على متنها الراكبة "عادل" لأنها حبيبتي ولا يمكن أن أعيش بدونها"!!!

وكما دفعت الرغبة في "الحريك" آلاف المغاربة إلى ركوب قوارب الموت، فإن راعي غنم بضواحي مكناس فكر في طريقة بدت له أكثر أمانا، فاختطف محمد الوافي سنة 1999طائرة مغربية تابعة للخطوط الملكية المغربية كانت متوجهة من الدار البيضاء إلى تونس، وطالب ربانها بتغيير الاتجاه إلى إسبانيا أو أي دولة أوربية، وأصدرت في حقه محكمة برشلونة حكما بالسجن لخمس عشرة سنة بسبب اختطافه طائرة مدنية إسبانية، وإجبار ربانها على الهبوط في مطار "إيل برات" ببرشلونة. لكن الغرفة الثانية ستخفض العقوبة إلى خمس سنوات، معللة قرارها بمعاناة الشاب المغربي من اضطرابات نفسية وعصبية، وهو الحكم الذي اعتبره متتبعون ينافي حجم الجرم المقترف.
واعترف الوافي أنه اختطف الطائرة لأنه كان يريد الهروب من المغرب والوضع المزري الذي يعيش فيه، وأنه كان ضمن 90 راكبا في الرحلة 562/99 بين البيضاء وتونس، مؤكدا أنه بينما كانت الطائرة تحلق في الأجواء الجزائرية استل مسدسا ووضعه تحت معطفه واقتحم قمرة القيادة مطالبا الربان بتحويل الطائرة إلى أي دولة أوروبية، وكانت الوجهة برشلونة حيث يقطن ابن عمه، لكن عملية الاختطاف أجهضت، إذ تعمد الربان عند إنزال الطائرة في مدرج المطار ببرشلونة صدم عجلات الطائرة بقوة مع الأرض ليوقع الوافي أرضا، وسيطر الربان والمضيفون على الموقف وقدموا الوافي للسلطات الأمنية الإسبانية، حيث سلم بعد قضاء عقوبته السجنية في 2004 إلى السلطات المغربية التي انتظرته لخمس سنوات بفارغ الصبر، ويجهل حتى الآن مصيره.
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -