أخر الاخبار

معركة الملوك الثلاثة .. نكسة البرتغال التاريخية أمام جيش المغرب

معركة الملوك الثلاثة فقدت البرتغال ملكها وجيشها وسيادتها عقب معركة وادي المخازن 

يُصادف، اليوم الجمعة، اندلاع معركة "وادي المخازن"، التي انتهت بهزيمة برتغالية "مُوجعة" على يد جيوش الإمبراطورية المغربية. معركة وادي المخازن كانت جزءًا من الصراعات بين الإمبراطورية المغربية والإمبراطورية البرتغالية في المغرب. هذه المعركة هي جزء من سلسلة من المواجهات التي جرت بين القوتين خلال القرن السادس عشر.

في عام 1578، تقدم الملك سيباستيان الأول من البرتغال بجيش إلى المغرب بهدف توسيع النفوذ البرتغالي في المنطقة. وقعت المعركة الرئيسية بين الجيشين في وادي المخازن بالقرب من مدينة القصر الكبير في المغرب. في هذه المعركة، تمكن المغاربة من هزيمة القوات البرتغالية بشكل كبير.

وقد أدت هذه المعركة إلى تقوية النفوذ المغربي في المنطقة وتقليل النفوذ البرتغالي. ولكن بعد هزيمة البرتغال في معركة وادي المخازن، جرت معركة الكيزانة في عام 1578 أيضًا حيث انتصرت القوات المغربية مرة أخرى، وقتل فيها الملك سيباستيان الأول، مما أدى إلى انحسار النفوذ البرتغالي في المغرب بشكل كبير.

ودارت أحداث هذه المعركة الدامية قرب مدينة "القصر الكبير" المغربية، في الرابع من أغسطس 1578 ميلادية، إثر نشوب خلافات داخل العائلة السلطانية الحاكمة، وانحياز البرتغاليين الطامحين في التوسع لطرف دون آخر. 

واعتبر المؤرخ الأسترالي صاحب كتاب "تاريخ البرتغال والإمبراطورية البرتغاليةأنتوني ديزني، أن وادي المخازن كانت "أعظم كارثة عسكرية تجرعها البرتغاليون أثناء حروبهم التوسعية". 


صراع حول العرش.. وطموحات برتغالية

معركة الملوك الثلاثة


كان المغرب تحت حكم الدولة السعدية (1510- 1659 ميلادية) عندما اندلعت معركة وادي المخازن. وحظيت هذه السلالة بدعم شعبي بفعل خوضها حروب مقاومة ضد التواجد البرتغالي في السواحل المغربية. 

ومع حلول منتصف القرن السادس عشر، ابتلع السعديون كل الأراضي التي كانت بحوزة الدولة الوطاسية (1462 – 1554)، التي لم تقاوم الحملات العسكرية الإسبانية بالشكل الذي كان يرغب فيه المغاربة.

برز السعديون إذن كبديل قوي، إلى أن توفي السلطان السعدي، عبد الله الغالب، عام 1574، حيث بدأت تظهر تصدعات داخل البيت الحاكم. 

فقد نشب صراع حول الحكم بين وريث العرش، محمد المتوكل، وعمه، عبد الملك.

وبعد مناوشات وحشد الأنصار، خرج عبد الملك في 1576 من إحدى المعارك قرب مدينة فاس بالانتصار، بينما فرّ المتوكل إلى منطقة سوس (جنوب). 

أبحر المتوكل إلى أوروبا بحثا عن الدعم العسكري لاستعادة عرشه، وهو ما استهجنته الطبقة السياسية المغربية.  


معركة الملوك الثلاثة

بعد جهود مُضنية، نجح المتوكل في إقناع ملك البرتغال، سبستيان الأول، بتوجيه جيوشه جنوباً لوقف التقدم العسكري التركي غرباَ، متحدثا له عن تهديدات مستقبلية قد تطال السواحل البرتغالية وتجارتها مع أفريقيا. 

وفي الـ24 من يونيو 1578، غادر سيباستيان بأسطوله الضخم إلى المغرب، فحطّ في مدينة أصيلة (شمال) حيث انضم إليه المتوكل رفقة الآلاف من أنصاره.  

من جانبه، جمع عبد الملك - وكان مريضا في هذه المرحلة - جيشًا هائلا تعداده 10 آلاف شخص، كما أجج مشاعر حشود غفيرة من المغاربة الراغبين عن الدفاع عن حوزة البلاد ضد الغزاة البرتغاليين.  

وفي الرابع من غشت، التحم الجمعان على ضفتي واد "لوكوس" قرب القصر الكبير. 

بعد نحو أربع ساعات من معارك عنيفة، استطاع المغاربة المناصرون لعرش عبد الملك اختراق قلب الجيش البرتغالي، فوقع فتك شديد في صفوف فئة النبلاء الأوروبيين.

وعلاوة على ذلك، أُلقي القبض على نحو 14 ألف شخص، وتم بيعهم في أسواق النخاسة، ولم ينج سوى 100 شخص من الجيش البرتغالي. 

كانت هزيمة مكتملة الأركان وانتكاسة برتغالية عزّزها مقتل الملك سيباستيان، الذي لم يتم العثور أبداً على جثته، وفق مؤرخين.  

وبسبب عدم إنجابه وريثا للعرش، فقدت البرتغال سيادتها ووقعت لما يزيد عن نصف قرن تحت حكم سلالة إسبانية تحت ما سُمي بـ"الاتحاد الأيبيري". 

تُوفي أيضا السلطان عبد الملك وفاة طبيعية خلال المعركة، كما قضى المتوكل غرقاً في النهر بعد أن حاول الفرار، لتُصبح المعركة معروفة بمهلكة "الملوك الثلاثة".  

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -