أخر الاخبار

سيرة "والآن أتحدث" - 4 - .. بلمودن يتذكر تأسيس "المنظمة السرية"


التهامي نجار

المنظمة السرية في الحقيقة، كانت موجودة قبل نفى السلطان محمد بن يوسف، تراقب الأحداث السياسية وتتابع تطورات القضية المغربية على المستوى السياسي والدبلوماسي، كما كانت تعطى الفرصة فقط للقصر وللأحزاب، وتؤيد كل الاتصالات والمشاورات.. ولكن بعد نفي السلطان محمد بن يوسف لم تبق إلا التضحية، وإعلان الكفاح المسلح من أجل تحرير المغرب.

“تأسيس المنظمة السرية”

انبثقت فكرة تأسيس منظمة للمقاومة لتحرير المغرب من براثن الاحتلال الفرنسي تحت اسم “المنظمة السرية”، من ثلة من الرجال الأحرار الذين كانوا يجتمعون في دار عمر الباعمراني الملقب “أبا عمر أو مول الحليب” ويقومون بعدة أعمال وطنية يؤيدون من خلالها السلطان محمد بن يوسف، ومنها الدعوة إلى قراءة اللطيف في المساجد عقب صلاة العصر قبل نفيه، وكذا حث الناس على عدم ذبح الأضحية بعد نفيه وغيرها من الأعمال الوطنية الأخرى .



والمنظمة السرية في الحقيقة، كانت موجودة قبل نفسي السلطان محمد بن يوسف، تراقب الأحداث السياسية وتتابع تطورات القضية المغربية على المستوى السياسي والدبلوماسي؛ كما كانت تعطي الفرصة فقط للقصر وللأحزاب، وتؤيد كل الاتصالات والمشاورات، ولكن بعد نفي السلطان محمد بن يوسف لم تبق إلا التضحية، وإعلان الكفاح المسلح من أجل تحرير المغرب.

وفي أقل من أسبوع أعلنت “المنظمة السرية عن وجودها لأنها كانت مهيأة ومستعدة وتنتظر فقط ساعة الصفر، فانطلقت العمليات الفدائية بمبادرات من أفراد بسطاء ولكن بتخطيط محکم وللحقيقة والتاريخ فالمنظمة السرية تأسست قبل كل المنظمات الأخرى، وهي الأساس في تهيئ العمل الفدائي، على الرغم من أن كل جماعة أو خلية كان لها شبه استقلال ذاتي والحرية في العمل المسلح؛ فإنها كانت مرتبطة بقيادة التسيير والتوجيه في “المنظمة السرية” وكان التنسيق محكما بين القيادة ومسؤولي الجماعات والخلايا المسلحة، فيما يتعلق بالسلاح والتمويل وتهريب الفدائيين المتورطين إلى المنطقة الشمالية أو إلى مدينة سيدي إفني بالجنوب، وتوقيت تنفيذ العمليات، ولم تكن قيادة التوجيه والتسيير تخضع لشخص أو شخصين كما يدعي البعض، بل كان التوجيه والتسيير جماعيا، ولا فضل لفرد أو فردين في تأسيسها أو تسييرها، أو توجيهها، ويكذب من يقول أو يدعي أنه كان يسير “المنظمة السرية” وحده؛ بل كان هناك تسيير جماعي.

ولا يحق لأي حزب أو تنظيم نقابي الادعاء بأنه كان له الفضل في تأسيس المقاومة المغربية، لأن جل قادتهم إما في غياهب السجون أو متاهات المنافي، والمسيرون الحزبيون إما معتذرين ومبررين، مفضلين تحرير المغرب بالعمل السياسي وبالوسائل السلمية.، لأن زعماءهم لا يؤمنون بالكفاح المسلح ويريدون الإصلاح فقط، وقد صرح أحد أبرز مسيرهم بعد انطلاق أعمال المقاومة لجريدة فرنسية “إن الحزب الذي ينتمي إليه لا علاقة له بالحوادث التي تقع”، والبعض منهم يدعون أنهم يتابعون الأحداث وينتظرون التعليمات من زعمائهم.

والحقيقة، المقاومة المغربية انطلقت بمبادرات شخصية وبتلقائية وعفوية بحماس ووطنية من شبان ورجال أرادوا تحرير وطنهم المغرب، من براثن الاستعمار… لا بتعليمات حزبية من زعماء الأحزاب السياسية أو النقابية كما يدعي البعض من مزوري تاريخ المقاومة المغربية.

وقد شهد بهذا الأستاذ جان شارل لوكران “المحامي الفرنسي في مذكراته إذ كتب يقول:

“لم يرجع محمد الخامس إلى وطنه لا رجال السياسة، ولا المفكرون، ولا العلماء في المناورات، ولا المختصون في الزيارات، تلك القوى الضرورية والمحترزة. إن الذي أرجعه إلى وطنه هو العامل، هو الطراف، هو الخباز، هو بائع الملابس القديمة، هو بائع النعناع، هم أولئك البسطاء الذين تركوا عملهم، في يوم من الأيام وغادروا عائلاتهم، مخلصين للحرب والنضال في سبيل وطنهم وملكهم”.

والفضل الكبير في تأسيس المقاومة المغربية يتشرف به كل من الشهيدين محمد الزرقطوني وإبراهيم الروداني، والمرحومين عبد الله الصنهاجي، وحسن العرائشي.

والمقاومة في الحقيقة انطلقت من درب السلطان وبالضبط من “درب القريعة” وبالتحديد من دار أبا عمر الباعمراني المشهور “بمول الحليب” بالزنقة 24 رقم 15، وكان يقطن في هذه الدار المرحوم حسن العرائشي كما كانت تعقد بها كل الاجتماعات في المرحلة الأولى، وأول مركز للاتصال بين رجال المقاومة كان بالقرب من “قيسارية المنجرة” في متجر المرحوم بلعيد البركوكي الذي كان يسكن في شقة فوقه مولاي العربي الشتوکي.

وعلى الرغم من أنني لم أكن أنتمي لأي حزب سياسي، ولكن يجب الاعتراف أن حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال وحزب الإصلاح الوطني وحزب الوحدة الوطنية، يرجع لها الفضل الكبير في تأطير المواطنين وتحسسيهم بعدالة قضيتهم وإثارة غيرتهم الوطنية، من أجل المطالبة بالاستقلال وطرد المستعمر.

وجل المغاربة كانوا منخرطين في هذه الأحزاب لأنها كانت تمثل لهم الرمز الذي يتطلعون إليه وهو الاستقلال، وكانت بمثابة القبلة التي توحد قلوبهم وأفكارهم، ولهذا فليس من حق أي كان أن يدعي ملكيته لهذه الأحزاب، أو ينفرد بالاستحقاقات التي وقد كان الشهيد محمد الزرقطوني يشدد على عدم الاعتماد على الأحزاب السياسية في تنظيماتنا أو تمويلنا، وتجنب الارتباط بها في كفاحنا، إذا أردنا تحقيق الاستقلال وإرجاع السلطان محمد ابن يوسف إلى عرشه.

“جماعة درب السلطان واتحاد الجنوب”

يعلم الكل أن الشهيد محمد الزرقطوني كان يسكن بالمدينة القديمة، ولكن بعد المشكل الذي حدث له في حفلة العيد الفضي، في ذكرى جلوس السلطان محمد بن يوسف على عرشه، في ساحة درب الصوفي بدرب ابن حمان فضل مغادرة المدينة القديمة.

ففي هذا الحفل الذي ترأسه محمد الزرقطوني وأشرف على تنظميه، علقت فيه خريطة كبيرة للدول العربية رسمها سليمان العرائشي، وزينت بالأعلام المغربية والعربية، واستدعي إلى الحفل، صحفيون من أمريكا اللاتينية معتمدون بمقر الأمم المتحدة، كانوا في زيارة للمغرب، وقام محمد الزرقطوني باطلاعهم على أحوال المغرب، وفجأة حضر رجال المخابرات الفرنسية رفقة البوليس، فداهموا مكان الحفل وطاردوا الناس وقاموا بنسف الحفل، وتمكن محمد الزرقطوني الذي كان يشرف على التنشيط من الخروج رفقة الصحفيين من باب آخر، ومنذ ذلك اليوم أكتشف أمره وأصبح مطاردا من طرف البوليس الفرنسي، ولكي لا يقع في أيديهم اضطر إلى الانتقال إلى درب السلطان واستأجر منزلا في حي “گريگوان” بالقرب من أصدقائه إبراهيم الروداني وحسن العرائشي وعبد الله الصنهاجي، والعديد من الإخوان الذين سيساهمون معه في تأسيس “المنظمة السرية”، وسيقدمون من أجل تحرير وطنهم تضحيات جساما ، فمنهم من استشهد، ومنهم من اغتيل، ومنهم من اعتقل، ومنهم من اختطف، ومنهم من تشرد، ومنهم من تغرب، ومنهم من انتقل إلى رحمة الله.

وقد تم تأسيس “المنظمة السرية” التي كانت تسمى قبل نفي السلطان محمد بن يوسف “المتطوعون” من بين أعضاء جماعة “درب السلطان” و”اتحاد الجنوب” بدار “أبا عمر” وعهد إلى أعضاء من الجماعتين رشحهم محمد الزرقطوني وإبراهيم الروداني وعبد الله الصنهاجي بتسيير وتوجيه أعمال “المنظمة السرية”.

“أعضاء جماعة درب السلطان”

كانت جماعة “درب السلطان” أو إن صح التعبير جماعة الشهيد محمد الزرقطوني وحسن العرائشي تتكون من:

محمد الزرقطوني

إبراهيم الروداني

حسن العرائشي

محمد منصور

حسن بلمودن الملقب “حسن السائق”

محمد آجار الملقب “سعيد بونعيلات”

سليمان العرائشي

محمد كوفية السرغني

محمد الرحموني

محمد بن إبراهيم الباعمراني

سعيد المانوزي

التهامي نعمان

النكريمي حسن الملقب “حسن الصغير”

سفيان عبد الله خربوش

المتوكل باحسين

محمد جمالي

محمد بن موسى

عمر الجعيدي

مولاي الطيب الأمراني

حسن السكوري

محمد السكوري “التريسيان”

عبد السلام رزوق

عبد العزيز الماسي

مولاي العربي الماسي الشوكي

بلعيد البركوكي

أحمد الخصاصي “شنطر”

محمد السموني

لحسن الشيظمي

شجاعدين البشير

الداحوس الكبير

سعيد ولد الحاج عبد الله

عمر الباعمراني الملقب “أبا عمر أو مول الحليب”

وهناك أفراد آخرون، إما سقطوا من الذاكرة بسبب مرور السنوات، أو لم تكن لي بهم سابق معرفة، فمعذرة عن النسيان.

“أعضاء اتحاد الجنوب”

يعد أحميدو الوطني المؤسس الحقيقي والمنسق الفعلي لاتحاد الجنوب، وكان عبد الله الصنهاجي من أخطر عناصره، كما قام محمد بنحمو الشباني الملقب “بابا علي” بدور كبير في تأسيس المقاومة، إذ قام بتزويد عدة جماعات بالسلاح والمتفجرات، وكان بحق فدائيا شجاعا جريئا لم يتمكن الجنود الفرنسيون وأعوان الباشا “لكلاوي” من اعتقاله، وظل يتمتع بحريته وينجز أعماله البطولية إلى أن نال المغرب استقلاله؛ ومن بين الشخصيات التي ساهمت في تفعيل أنشطة الإتحاد هناك محمد أوبلا الطاجوتي وحسن صفي الدين الملقب “الأعرج” والمدني المغراني لاكان الملقب “لاعور” ومحمد إيفقيرن الملقب “بولحية” و”محمد بوزاليم”، ولحسن أوهمو، والحاج أحماد أوريك الملقب بمول الكتان.

وأنشئ اتحاد الجنوب من أفراد ينتمون لقبائل توجد بإقليم مراكش وإقليم ورززات، وكان الهدف من إنشائه هو محاربة الباشا الكلاوي، وتهديد القبائل المتحالفة معه، وكانت عملياته الفدائية امتدادا لأنشطة المنظمة السرية، وكان يتكون من :

احميدو بن فارس الملقب “احميدو الوطني”

عبد الله الصنهاجي

حسن صفي الدين الملقب “الأعرج أو الطاهر”

محمد بنحمو الشباني الصنهاجي الملقب “بابا علي”

المدني المغراني لاكان الملقب “لأعور”

لحسن أوهمو

محمد إيفقيرن الملقب “بولحية”

محمد بوزاليم

محمد أوب الطاجوتي

أطلال محمد الشاوش الصنهاجي

عبد الله الزناكي الصنهاجي الملقب “المكانسيان”

الحسين الصغير المسفيوي

الحاج أحماد أوريك الملقب بمول الكتان

أبريك بنحمو الوزكيتي

إضافة إلى أشخاص آخرين.

najjar_t@yahoo.fr
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -