أخر الاخبار

جغرافية المغرب في القرن السادس

جغرافية المغرب في القرن السادس 


يقع المغرب في شمال غربي إفريقية، يحده شرقا الجزائر، وغربا المحيط الأطلسي وجنوبا الصحراء الكبرى([1])، إن الحدود السياسية لدول المغرب خلال القرن السادس تنقسم إلى أربعة حدود الحد الغربي واضحا لأن المحيط تشكل حاجزا طبيعيا أما الشرقية قائما فتح عبد المؤمن بن علي بلاد إفريقية دخلت طرابلس في طاعته ويضيف ابن الأثير أن جبل نفوسة أطاعه في الوقت نفسه، ولا يعلم أن جيشا موحديا تجاوز طرابلس وجبل نفوسة إلا في سنة 1206/603هـ حين تتبع جيش الناصر الموحدي فلول بني غانية فوصل على ساقية بني مكود. ولكن المنطقة لم تضع للدولة الموحدية إ> لم يترك فيها حامية موحدية وعلى هذا فالصحراء شرقي جنوب طرابلس ظلت خارج الدولة الموحدية يؤكد ذلك أن ودان في هذه الفترة كانت ضمن سلطة دولية الكاتم([2]). وعليه فطرابلس وجيل نفوسة يمثلان الحدود الشرقية للمغرب في القرن السادس([3]).


أما بالنسبة للحدود الجنوبية فيقول أن فضل الله العمري أن الصحراء هي الحدود الفاصلة بين إفريقية وبلاد جناوة ويعود ويرسم الحدود بدقة حين يقول أن حد إفريقية الجنوبي هو أخر بلاد الجريد والأرض السوانة يعني منطقة الشطوط الصحراوية وهذا القول الأخير يتفق وأقصى ما يلفه توسع صنهاجي إفريقية والموحدين، فلم يرد أنهم تجاوزوا جبل نفوسة ولا يعرف أنهم دخلوا وركلان المركز التجاري الهام للتجارة مع السودان. ويبدو أن قفصة كانت النهاية الجنوبية القصوى في المنطقة الشرقية فلما فنحها المنصور الموحدي في 1187-583هـ دكَّ أسوارها بالأرض هدها كي لا يتخذها الميورقيون وأتباعهم فروا إلى الصحراء مركزا لتجمعهم وقاعدة لهجومهم على أراضي الموحدين يتفرد أبي زرع برواتين تنحان على أن الصحراء إلى بلاد السودان كانت جزءا من الدولة المرابطية في إمارتي يوسف وابنه علي([4]).


وخلاصة فإن الحدود الجنوبية لمغرب القرن السادس تمتد من طرابلس مرورا بالسفوح الشمالية لجبال نفوسة نزولا إلى قفصة.

أما الحدود الشمالية كانت في تقييم مستمر خلال القرن السادس نتيجة للصراع المسيحي الإسلامي في الأندلس ولهذا لا بد من استبعاد المناطق التي لا يسيطر عليها المرابطون والموحدون أغلب سنوات القرن السادس مثل الجزر الشرقية وسرقسطة وسهلة بني رزين بينما يدخل الشرق الأندلس في إطار مغرب القرن السادس على الرغم من سيطرة السيد القنبطوا على بلنسية بين سنتي 487/1094 و 1102م، واستقلال مردنيش بشرق الأندلس منذ أواخر فترة الانتقال حتى افتتحه يوسف بن عبد المؤمن في 1172/567 لأن بقاء الشرق هذا خارج الدولتين المرابطية والموحدية لم يكن إلا فترة قصيرة ووفق هذا الأساس يمكن رسم الحدود الشمالية لمغرب القرن السادس([5]).




[1]- المغرب الأقصى بين الماضي والحاضر بقلم فؤاد دياب، ص.7.


[2]- النشاط الاقتصادي في المغرب الإسلامي خلال ق6هـ، عز الدين أحمد موسى، الطبعة الثانية، ص.35-36.


[3]- المعجب 348 الحلل الموشية 130، العبر 6، 178 ورد عند عز الدين أحمد موسى كتاب "نشاط الاقتصادي في المغرب الإسلامي خلال ق6هـ،"، الطبعة الثانية، ص.41.


[4]- مسلك الأنصار (الباصوفيا) 4: 29 ورد عند عز الدين موسى، نفس المرجع، ص.41.



[5]- نزهة المشتاق (ط.د) 174 ورد عند عز الدين أحمد موسى، نفس المرجع السابق، ص.46.

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -