طواكم بحر أتى العباب وأودعكم صحف الغابريـن
وأمسى الزمان يرددها كما ردد المصحف المؤمنونا
وينظمها سورا خالدات، فترشد آياتها الحائرينـــا
*
لقد صرتمو في ضمير الحياة أساة لأبنائها الهالكينـا
ظللتم برغم السنين مثولا تناجوننا أبدا حافزينــــا
تطلون من شرفات الخلود لأعدائكم أبدا غائظينـــا
تبثون فينا شعائركم مبادئ كنتم بها قاهرينــــ
أتبليكم عاديات الزمان وأنتم لها أبدا حاكمونــــا ؟
*
تظلون في صمتكم ناطقينا بمعجزة القادة الفاتحينـــا
أقمتم على عزمات الدهور هياكل تزحز بالظافرينــا
صروحا من المجد دفاقة بالحياة لأطنابها رافعونـــا
وأبنية لكمو شاهدات بما خلدته عزائمـكـم للبنينــا
وألوية في السماء خافقات إلى ثأركم تحفز الثائريــن
*
عباقرة الفن صغتهم من الفن تمثال أجدادنا الراشدينـا
وتلك بقايا مآثركم تقيم المفاخـــر للنابهينـــــا
ملكتم فجاج الدنى بالوئام، ونحن على نهجكم سائرونـا
وبتم نشاوى النفوس ترفرف أعلامكم فوق هام السنيـا
وأمست بنودكم والجنود تصون حماكم من الغاصبينــا
أرقتم دماءكم، وأسد الثرى تناوى الدخيل وتحمى العرينا
قبلتم زمام الوجود وصرفتموه لرغبتكــم قادرينـــا
فمنكم أساة، ومنكم غزاة، ومنكم هداة أشــادوا اليقينـا
ومنكم بناة المعالي، وهل سواكم يفل شبا المعتدينــا ؟
يدك صروحهمو والقباب ويحمي البرايا من المفسدينــا
*
قضت لكم القضب المشرعات بأنكم أبدا تنصرونــــا
فسدتم وكنتم قضاة عدولا وما كنتم أبــدا جائرينـــا
... وسرتم وخلفتمو صحفا من العدل غراء للحاكمينــا
وكنتم لنا أثرا نقتفيه وكان العدا عبـرة الطامعينــــا
*
وكان القضاء لكم ايدا فأرغم أيامكـــم أن تلينــــا
ومن ذا يرد صروف القضاء وقد جعلتكم لهـتا حاكمينـا
وأخضعتموها وقمتم بها أجل مقــام بـه توسمونـــا
ومن جعل الحق رائده وغايته، ملــك العالمينـــــا
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.