أخر الاخبار

خطاب العرش - 1957

 

رعايانا الأوفياء:
نحتفل اليوم بذكرى مرور ثلاثين سنة على تربعنا فوق عرش أسلافنا الأكرمين، وإنها لذكرى تفضل الذكريات، لأنها تعيد إلى الأذهان جهاد جيل كامل ونضاله لتحقيق شتى الأماني التي كانت تتراءى كالسراب، وليس أحد منا بحاجة إلى تذكيره بفواتح هذه الفترة وخواتمها وما تخللها من صراع بين الحق والباطل، فجلنا عاش فيها واصطلى بحرها وعانى مشقاتها، وأكثرنا أصيب أثناءها في نفسه أو أسرته أو ماله أو فيها جميعا. وإن الواجب ليفرض علينا أن نتوجه بادئ ذي بدء بالحمد والشكر إلى الله العلي القدير الذي هدانا السبل المستقيمة وحبانا التوفيق والتسديد حتى

أنجزنا الأماني وحققنا الرغائب، وأثمر الكفاح الذي خضناه على رأس شعبنا ثمرته الطبيعية المنشودة، ألا وهي الاستقلال والوحدة، والتقدم المطرد الشامل لسائر الميادين.

حاضر عظيم يتلاءم مع ماض عظيم
ومند طوق الله عنقنا بأمانة الملك، واختارنا لقيادة هذه الأمة، وضعنا نصب عيننا أن نخلق لها حاضرا عظيما يتلاءم مع ماضيها العظيم، وأن ننقذها من الورطة التي أوقعها فيها ضعف من الداخل وتآمر من الخارج، ورغم ما كان يحيط بجسمها من سلاسل، ويثقل كاهلها من أغلال، فإن قلبنا ظل عامرا بالثقة لا يخامره قنط من رحمة الله، أو يأس من كرم في طباع المغاربة يجعلهم يستجيبون لداعي الإحياء، فكان الإيمان بالله والأمل في الشعب أكبر مشجع لنا على وضع برامج الإنقاذ والإنعاش، وخير معين على تنفيذها، مهما كلف التنفيذ من تضحية وأوجب من فداء، حتى أمكننا أن نقضي على عهد مليء بالفواجع والأكدار، وأن ننشئ مغربا جديدا تدب فيه الحيوية ويفعمه النشاط ويعمه الأمن والاستقرار ويدفعه طيب الأعراق إلى الأمام، نحو مصير محترم كريم.

...... لنحاسب أنفسنا
رعايانا الأوفياء:
لقد ألفنا أن نغتنم فرصة عيد العرش، لنحاسب أنفسنا على ما أنجزناه خلال سنة ماضية، ولنعلن عما ننوي إنجازه في سنوات مقبلة لصالح هذه الأمة، مشيرين إلى أهم ما يشغل بالكم من القضايا والمشاكل التي تستوجب العناية وتقتضي الاهتمام، وإن السنة الماضية كانت حافلة بالأحداث عامرة بالمنجزات مليئة بما بذل فيها من جهود لتعزيز سيادة المغرب في الخارج، وتثبيت دعائم السلطة والقانون في الداخل.

تدعيم الاستقرار
ففي الميدان الداخلي انصرفنا إلى تدعيم الاستقرار، وتلافي المشاكل العديدة المتولدة عن ممارستنا للحرية والاستقلال، لنضمن للبلاد إمكانيات النماء والازدهار، ونمتع المواطنين بالحياة الحرة والسعيدة اللائقة بكرامة الإنسان، وقد خطونا خطوات كبيرة نحو إنشاء مؤسسات الحكم وإصلاح أنظمته، وإشراك الشعب في تدبير الشؤون العامة، فأسندنا ولاية عهدنا إلى نجلنا البار الأمير الحسن، ونصبناه فيها تنصيبا شرعيا قانونيا، والتقت في هذا الحدث السعيد أمانينا مع أماني شعبنا الذي يقدر إخلاص الأمير ونشاطه في العمل لخير بلاده، وقد بلوناه أثناء المحنة وفي رئاسة أركان الجيش والنيابة عنا أثناء رحلتنا الأخيرة إلى أوروبا، فألفيناه خليقا بتحمل المسؤوليات، وعلاوة على ما نعلمه فيه من رجاحة عقل وصفاء نفس وسلامة ضمير فقد أبينا إلا أن نزوده في خطاب التنصيب بمجموعة من الوصايا والنصائح نحن على يقين من أنه سيتخذها له شعارا ويجعلها لعمله دستورا.

مغربة الإطار الإداري
وسعيا منا في مغربة الإطار الإداري أصدرنا تعليمات وتوجيهات من شأنها أن تحقق هذه المغربة بالقدر الذي لا يلحق خللا ولا فتورا بالنشاط الحكومي في ظروفنا الراهنة، وذلك جزء من سياستنا الرامية إلى تكوين إطار وطني لسائر مرافق البلاد، يباشر الأعمال ويصرف الشؤون وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية، ونحن نعلم أن الاستقلال بدون إطار هو تبعية من غير مراء، وقد قطعنا -ولله الحمد- أشواطا واسعة في هذا الميدان رغم ضيق الوقت وقلة الرجال، إذ بلغت نسبة المغربة في بعض الوزارات سبعين في المائة، وتعدتها في إدارة الأمن الوطني إلى ما فوق الثمانين، وبالإضافة إلى ذلك استتبت السلطة في كل مكان، وأنشأنا عمالات جديدة زودت هي وسابقتها بشبكة اتصال حديثة تربط الإدارة المركزية بأطراف البلاد قاصيها ودانيها، وتقوى الجهاز الإداري بموظفين تدربوا في مختلف المدارس ودخلوا إلى ميدان العمل وهم على بينة منه.

امتياز هذه السنة بالأمن
وامتازت هذه السنة بالأمن الناشر ظله على الجميع، فاستعادت النفوس طمأنينتها، وأكبر شاهد على ذلك، أن المغرب أصبح مركزا لعقد الاجتماعات الدولية، ومقصدا لعدد يتضاعف من السياح يؤمونه من مختلف جهات الدنيا، فيدر ورودهم على أهله خيرا كثيرا. ويطيب لنا في هذا المقام أن ننوه برجال الشرطة الوطنية والقوات الاحتياطية الذين أظهروا - تحت إدارة رجال السلطة- حزما وعزما كما هو الواجب عليهم والمؤمل فيهم، وقد أخرجت مدارس الشرطة عدة آلاف من الرجال الذين تلقوا دراسة مهنية جعلتهم يباشرون عملهم على أحسن وجه، من الحارس البسيط إلى الموظف الكبير، وقد اتخذنا تدابير زجرية في حق طائفة من الناس اتهمت بالاستمرار في الكيد للبلاد، وتربص دوائر السوء بها، وأسسنا لمحاكمة رؤوس فتنتهم محكمة العدل التي لن تزن إلا بالقسطاس المستقيم.

القوات الملكية المسلحة
ولا نغفل هنا عن الإشادة برجال القوات الملكية المسلحة، الذين لم يصرفوا نشاطهم في الشؤون العسكرية وحدها، بل تجاوزوها إلى مشاريع عمرانية والقيام بخدمات اجتماعية كبيرة، سيرا مع الخطة التي رسمناها للجيش يوم إنشائه وفصلنا مجملها في خطاب ألقيناه يوم ذكراه الأولى، وقد تعزز جانبه بمن تخرج من ضباط تلقوا معلوماتهم بالأكاديميات العسكرية الوطنية والأجنبية، وعندما استقبلناهم بقصرنا العامر سرنا ما لمسناه فيهم من حسن النظام، وقوة الإيمان، ثم ألحقناهم بوحداتهم ليكونوا لها إطارا نرجو أن ينمو مع الزمن بالعدد، ويتحسن بالدراسة والمران، كما شاهدنا عدة تدريبات واستعراضات، دلت على أن جيشنا الفتي الناهض سائر بخطوات كبيرة إلى الأمام، وقد أضيفت إليه قوة الجندرمة التي أنشأناها وفتحنا لها مدرستين للتدريب، وبدأ معظم رجالها يباشرون الأعمال المنوطة بهم للعمل على احترام القانون، وضمان سلامة الدولة.

القضاء
وكان القضاء ومازال في طليعة القضايا العامة التي نوليها فائق الاهتمام، نظرا للفراغ الذي كان يحس به أفراد الأمة قاطبة في مضماره، وقد أصبح الآن حرا من كل القيود والامتيازات الأجنبية، وذلك بإمضاء معاهدتين قضائيتين مع اسبانيا وفرنسا، وتنازل الولايات المتحدة وبريطانيا عما بقي لهما من امتيازات قديمة، وإذا كان لبعض القضاة الأجانب في محاكمنا الوطنية وجود فليس في ذلك أدنى مساس بسيادتنا الكاملة، لأنهم يستمدون نفوذهم من ظهائرنا، ويطبقون مواد قوانيننا، ونفذت الحكومة تعليماتنا الرامية إلى استقلال القضاء وتوحيده، وتوجنا مهامه وأكملنا جهازه بالمجلس الأعلى الذي أصبح يهيمن على سائر دور القضاء ويوجهها توجيها موحدا ويسهر على مبدأ احترام القانون والوقوف عند حده، سواء في الميدان القضائي أو الميدان الإداري، وأنشأنا مدرسة تدريب القضاة التي تعمل على تبصيرهم بالمهمة السامية التي يتقلدونها، وكذلك أسسنا لجنة لتدوين الفقه الإسلامي تدوينا يجعله جامعا بين يسر الإسلام ومقتضيات العصر، ويجرده من التأويلات والشروح التي عسرت يسره وأبعدت قريبه، وقد أتمت اللجنة تدوين كتابي الزواج والطلاق اللذين يطبقان قريبا، كما حضر مشروع ظهير لإصلاح المسطرة التي يجري العمل بها في محاكم القضاة، وستشهد هذه المحاكم بذلك إصلاحا عميقا.

التربية والتعليم
واتسع نطاق التربية والتعليم ونشطت حركتهما خلال السنة الدراسية المنصرمة، فزاد عدد التلاميذ مائة وأربعين ألفا، ووضعت التصميمات لتهيئة المدارس والمعلمين لنحو مائتي ألف تلميذ في هذه السنة، وفتحت الجامعات المغربية أبوابها بثلاث كليات للآداب والحقوق والعلوم، وسندشنها بعد الرجوع من رحلتنا القريبة، وأتمت لجنة إصلاح التعليم أشغالها وعرضتها علينا، وقد نوهنا بالمجهودات التي بذلها أعضاؤها من مغاربة وأجانب ليهيئوا للأجيال القادمة ثقافة متينة مع الأخذ بأحسن الأساليب البيداغوجية في تلقينها.

تعريب التعليم
وتنفيذا لسياسة التعريب قررنا الاستعانة بمعلمي الدول العربية الذين انتدبت بعض حكومتها جملة صالحة منهم للعمل في مملكتنا، الأمر الذي يقوي أواصر الأخوة بيننا وبين شقيقاتنا، كما قررنا إرسال الطلبة في بعثات إلى الخارج وتوجيههم توجيها يتفق وحاجات الوطن.

التعليم الإسلامي
ومحافظة على تراث الإسلام والحضارة العربية بقي التعليم الإسلامي يشغل جانبا من تفكيرنا وجهدنا مثلما كان منذ سنين طويلة، فبرامجه في تطور، وعدد طلابه يكثر ومدارسه ومعاهده في زيادة واتساع، ونحن نؤمن بفائدته الكبيرة، لأنه يهيئ للدولة طرفا من رجال القضاء والتعليم وغيرهم كما يخرج للأمة القائمين بشؤون العبادة، وامتازت هذه السنة بتخرج أول فوج من الفتيات المحصلات على العالمية من جامعة القرويين، وهذا حدث يبعث على الرضا والسرور.

بناء المغرب يتطلب شبانا أقوياء
ومثلما نرغب في تربية العقول بالتعليم نرغب في تربية الأبدان بالرياضة، فالأجسام العليلة لا تضم إلا عقولا عليلة.

وإن بناء المغرب الجديد يتطلب شبانا أقوياء حسا ومعنى، وهذا ما يسعى لتحقيقه قسم الشبيبة والرياضة بما ينشىء من نواد ويقيم من مخيمات وينظم من مؤسسات تمكن الشبان والفتيان من الحصول على رياضة بدنية وفكرية تجعل منهم مواطنين نشاطا

وزارة الأحباس
ونظرا لما لنا من تعلق كبير بالدين ورغبة في تسيير سبله على المؤمنين شيدنا عدة مساجد وجددنا أخرى، ورفعنا أجور الموظفين الدينيين، وأخذنا باستعمال الوسائل الحديثة من صحافة وإذاعة في التعريف بمحاسن الإسلام وإنارة القلوب بهديه، وأمرنا وزارة الأحباس باستثمار أموالها في المشاريع العمرانية والاجتماعية، فساعد ذلك على تنشيط حركة البناء، والتخفيف من حدة البطالة.
 
الحق النقابي والأوفاق الجماعية
أما شؤون العملة فإننا أوليناها عناية فائقة، وتم في بحر هذه السنة إصدار ظهيرين أحدهما يتعلق بالحق النقابي والآخر بالأوفاق الجماعية، وبذلك مكنا العملة من حقوق طالما كافحنا وكافحوا ليتمتعوا بها، كما أصدرنا تشريعات تتلافى النقص الذي كان موجودا في الضمانات المتعلقة بالأمراض الناشئة عن العمل وتمنع النساء والأطفال من الاشتغال بالأعمال الخطيرة، وأحللنا محل محاكم العرفاء محاكم الشغل المؤسسة بالانتخاب، وفتحت مدرسة عليا لتكوين المدرسين في التعليم الصناعي مهمتها تخريج الإطار اللازم لتسيير مراكز التدريب المهني والإشراف الفني عليها، وتنفيذ مقررات المجلس الأعلى للتكوين المهني، ونحن ساعون في إصلاح مؤسسة التعويضات العائلية، وفتح صندوق للرعاية الاجتماعية، وقد انخرط المغرب في عدة اتفاقات دولية متعلقة بشؤون العملة، وهو بما أصدر من تشريعات عمالية يعتبر في طليعة الدول الراقية.

في الميدان الصحي
وشهد الميدان الصحي نشاطا متزايدا، فقد استمرت المستشفيات والمستوصفان تؤدي واجبها الإنساني نحو المجتمع، ويسرت وزارة الصحة ألفا وتسعمائة وأربعة وستين سريرا جديدا في المدن والبوادي، كما تيسر ألفين ومائتين وخمسين أخرى لعشرة مستشفيات وخمسة عشر مستوصفا أو مركزا صحيا هي الآن في طريق البناء، فتبلغ الزيادة أربعة آلاف ومائتي سرير جديد منذ سنة ألف وتسعمائة وست وخمسين، وقد أمكن ملء الفراغ الذي حصل في بعض الجهات بواسطة أولي العزائم الطيبة من الأطباء الأجانب الذين يلذ لهم أن يؤدوا الواجب الإنساني على الوجه الأكمل الذي ترأس لجنته المركزية ابنتنا البارة الأميرة عائشة، والهدف من تأسيسه أن تنضوي تحت علمه سائر مؤسسات البر والإحسان، ليضمن لها السير المنتظم والقسمة العادلة في المداخيل والنفقات.

في ميدان البناء والعمران
ودأبت الأشغال العمومية على أعمالها العمرانية البنائية، فوقع شق طرق وتعبيدها، وتعهد ما كان منها موجودا، وصينت المراسي وحسنت الشبكة الحديدية وأنيرت مراكز كثيرة بالكهرباء، وصرف على السكنى أحد عشرة مليارا أمكن بها تأسيس ألوف المساكن وتوزيعها على الضعفاء بأكرية مناسبة، وجرى الماء في القنوات لسقي آلاف الهكتارات، ونحن جادون في تقوية الجهاز السقوي ليستفيد منه أكثر ما يمكن من الأرض.

طريق التوحيد
ويلذ لنا أن نشير إلى طريق الوحدة الرابطة جنوب المغرب بشماله، فقد انتدبنا الشباب للتطوع في شقها فلبوا نداءنا في أعداد وفيرة تفوق بكثير العدد المطلوب وأظهروا خلال العمل، بالانسجام مع جيشنا الملكي، عزيمة واستقامة ومهارة جعلتنا نعتقد أنهم جديرون بالانتماء إلى هذا الوطن العظيم، وإن ظنوننا لن تخيب فيهم إذا ندبناهم مرة أخرى لما هو أعظم وأكثر من مشاريع عمران وطننا العزيز.

مصالح البريد
وسارت مصالح البريد السير المؤمل منها سواء في انتظام العمل أو في الزيادة في المؤسسات، واستعادت الدولة سيادتها على المواصلات بإلغاء ما خلفه عصر الامتيازات من برد أجنبية، وهكذا أغلق البريد الإنجليزي أبوابه بطنجة وتطوان، وأوقفت شركات تلغرافية اسبانية وأمريكية أعمالها، وتسلمنا آلات ومراكز بعضها، وسيغلق البريد الاسباني أبوابه بطنجة في مستقبل قريب.

في الميدان الاقتصادي
أما عن الميدان الاقتصادي فإن المغرب عانى بعض المصاعب خلال السنة المنصرمة، وهو أمر طبيعي يحدث لأية أمة في الفترة التي تنتقل فيها من حالة الحماية إلى حالة الاستقلال، لقد اقتضى العهد الجديد إنشاء جيش وطني وإحداث وزارات، وتوسيع الجهاز الحكومي، واستدعى ذلك نفقات طائلة تعين الحصول عليها من غير إرهاق المواطنين بضرائب جديدة، فأصدرنا تعليمات وتوجيهات دقيقة تقضي بالمحافظة على أموال الدولة، وعدم صرف شيء منها إلا فيما فيه نفع محقق للوطن، فأمكن بإتباعها وبانتهاج سياسة التقشف إخراج ميزانية متعادلة للتسيير في إبانها من غير تأخير، واجتناب أي تعطيل في تجهيز البلاد.

كانت بلادنا مقسمة
لقد كانت بلادنا مقسمة اقتصاديا مثل ما كانت مقسمة سياسيا، وكانت جميع أقسامها خاضعة لمعاهدات عتيقة تجعل أبوابها مفتوحة في وجه البضائع الأجنبية بتعريفات جمركية منخفضة فتعذر تصنيع البلاد، لأن الصناعة لابد لها من وقاية تحميها من المزاحمات، وقد حصلنا على إلغاء معاهدة سنة 1856 بين المغرب وبريطانيا، ومعاهدة سنة1861 بينه وبين اسبانيا، فأمكننا أن نضع تعريفة جديدة راعينا فيها ضعفاء المستهلكين مراعاة كبرى، ثم واصلنا مساعينا لتوحيد العملة في البلاد، وعقدنا معاهدة مع اسبانيا ضمن بمقتضاها هذا التوحيد، فتقرر سحب البسيطة من أقاليم الشمال، وبسحبها ينفسج المجال في وجه الإصلاحات هناك بعد أن ظلت متعذرة بسبب فوارق العملة والنظام، ويصبح للبلاد مظهر اقتصادي وحيد.

استثمار خيرات البلاد
إن الوطن المغربي يشتمل ظاهره وباطنه على ثروات طائلة لا تقدر بثمن، وقد استقدمنا خبراء أجانب لمساعدتنا على وضع الترتيبات اللازمة لاستثمارها والاستفادة منها خير استفادة.

مجلس أعلى للتصميم
وأصدرنا ظهيرا بتأسيس مجلس أعلي للتصميم، مكون من جميع عناصر الشعب المغربي، وأنطنا به مهمة إعداد مشاريع واسعة لخلق نهضة كبيرة شاملة لسائر الميادين، وسيدرس كل جانب من جوانب هذه النهضة من طرف لجنة اختصاصية ثم يعمل المجلس على تنفيذها خلال مرحلتين: أولاهما مستعجلة تنفذ في ظرف السنتين المقبلتين، وثانيتهما تبدأ في السنوات الخمس بعدهما.

تشغيل اليد العاملة
وساهمت وزارة الاقتصاد الوطني بأمر منا مساهمة فعالة في التخفيف من الضائقة التي عرت البلاد في أول هذه السنة، ففتحت أوراش في الحواضر والبوادي خصصت لها اعتمادات مالية مهمة واتخذت مجموعة من التدابير قلت بها هجرة اليد العاملة الأجنبية بصفة محسوسة، فتهيأت إمكانيات جديدة لتشغيل اليد العاملة الوطنية، ولاحظنا بارتياح حسن تفهم العملة للأحوال التي توجب عليهم الاعتدال في المطالب والقصد في الرغائب، فساعدوا بذلك على عودة الثقة إلى نفوس عراها القنط، فشرعت المعامل والمصانع تفتح أبوابها من جديد وتأسست مرافق اقتصادية جديدة.

الاهتمام بالبادية
ولم يكن اهتمامنا بالبادية ليقل عن اهتمامنا ببقية المرافق الأخرى، فنحن نعلم أن ثمانين في المائة من الشعب المغربي تتكون من الفلاحين، وكل تهاون في شأنهم يخلف أثرا ظاهرا على نشاط البلاد العام، وقد أعدت وزارة الفلاحة على ضوء توجيهاتنا مشروعا من شأنه أن يحدث تغييرا جوهريا في مظهر البادية في السنين المقبلة، وهو يهدف إلى قلب الأراضي الزراعية وتسميدها وزراعتها وغراستها على مقتضى أحسن الطرق العصرية، وهذا العمل يكلف هذه السنة أربعة مليارات، وقد دشنا المشروع بخطاب ألقى في حينه، ويشمل العمل الآن مساحة تتراوح بين المائة والخمسين والمائتي ألف هكتار، ثم تتوالى الأعمال بعد ذلك، كما تبدأ هذه السنة حملة التشجير التي تستفيد منها البلاد وأهلها خيرا كثيرا، وذلك بغرس عشرة ملايين من الأشجار المتنوعة.

تعاونيات فلاحية
وعلى العموم فإننا ماضون في سياسة يراد منها جمع الفلاحين في تعاونيات يتشاركون داخلها في الأعمال ويقتسمون الأرباح وعلى هذا الأساس ستوزع الأراضي التي تم إحصاء جملة منها في مختلف الأقاليم على صغارا لفلاحين وغيرهم ممن ضرب بسهم في حركة المقاومة ومعركة التحرير.

قرى نموذجية
كما أننا حريصون كل الحرص على تشييد قرى نموذجية لأهل البادية، تشتمل على كل المرافق الضرورية للحياة في مظاهرها الروحية والاجتماعية والمهنية، وشيدنا من مالنا الخاص قرية لعمال مزرعة دار السلام، نرجو أن تكون فيها أسوة حسنة لكبار الفلاحين. وخلال زيارتنا الأخيرة لعمالة تازة وقفنا على الأشغال التي أمرنا بإنجازها في القرى التي تضررت أثناء معارك التحرير، وسيظل الفلاح شغلنا الشاغل حتى تتحسن حالته ويرتفع مستواه، ويتناسق بتطوره، التطور العام للبلاد.

السياسة الخارجية
أما في ميدان السياسة الخارجية، فإننا واصلنا السير في الخطة التي رسمناها لها، وهي خطة رامية إلى تعزيز مركز المغرب الدبلوماسي وإحلاله المحل اللائق به بين الأمم، وقد استطعنا أن نربط حاضره بماضيه المجيد، وأن نلفت إليه الأنظار في المجامع والمؤتمرات العالمية، وواجهتنا في الأول تصفية المشاكل المعلقة بيننا وبين بعض الدول، فتمكنا رغم المصاعب من حل بعضها بواسطة مجموعة من الاتفاقات، واتسع نطاق تمثيلنا الدبلوماسي فامتد شرقا وغربا، وكثر عدد السفارات والبعثات المعتمدة لدينا، وقبل المغرب عضوا في جل المنظمات الدولية، وشارك في عدد من المهرجانات والمؤتمرات بجانب الأمم الحرة ذات السيادة، وعقدنا معاهدة مع تونس التي تربطنا بها شتى الروابط الأخوية، وتبادلنا مراسلات حبية مع ملوك ورؤساء الدول الصديقة، وتلقينا دعوات كثيرة لزيارة بعض أقطارهم، ونحن عازمون على تلبيتها إن شاء الله، وزارنا هذه السنة عدد من الشخصيات السامية، في مقدمة الجميع جلالة أخينا سعود، ملك المملكة العربية السعودية، وقد دلت الرحلات التي قمنا بها نحن وأمراء الأسرة المالكة إلى الخارج على ما لبلادنا من مكانة طيبة، وسمعة حسنة بين الدول، فحيثما حللنا وارتحلنا لقينا حفاوة كبرى، وشواهد صداقة ومودة من الأمم الشقيقة والصديقة، كما كان لإيفاد وزير خارجيتنا إلى قلب إفريقيا وأقصى آسيا أثر حسن في التعريف بنهضتنا لدى الأفارقة والآسيويين.

الخطوط الرئيسية لسياسة المستقبل
رعايانا الأوفياء:
تلك جملة من الأعمال التي أنجزناها لخير وطننا وشعبنا في بحر هذه السنة، وجملة أخرى منها يجري العمل فيها الآن، وهي في طريق الإنجاز، ولا جرم أنها أعمال عظيمة لم يكن الوصول إليها ممكنا لولا عناية الله ومؤازرة شعبنا، وسهر رجال حكومتنا، والموظفين كبيرهم وصغيرهم، على تنفيذ أوامرنا وتوجيهاتنا، وإن الذي ينتظرنا في المستقبل لهو أجل وأعظم، فإن بناء مستقبل أمة يتطلب مالا طائلا، وأمنا شاملا، وعزائم قوية، وخبرة واسعة، وأزمنة مديدة، ولن ندع الفرصة تمر دون أن نطلع شعبنا الوفي على الخطوط الرئيسية لسياسة المستقبل، جريا على عادتنا المألوفة في توجيه الأفكار وتنسيق الجهود.

حكم ديمقراطي نزيه
فاهتمامنا منصرف الآن إلى إنشاء حكم ديمقراطي نزيه، مستمد في آن واحد من تعاليم ديننا، وتقاليد ماضينا، ونظم العصر القويمة، وغايتنا منه إقامة نظام ملكية دستورية، وإشراك الشعب في تسيير الشؤون، وسوف يتم ذلك بانتخابات تجري على مراحل، ونحن معتمدون على نبل الشعب المغربي في أن تكون التجربة التي سيدعى إليها تجربة مثمرة، وأن تجرى الانتخابات البلدية المقبلة في دائرة الهدوء والتعقل، وأن تكون مدعاة للتعاون والوئام لاسببا في التخاذل والخصام

سواد الشعب
وسنواصل الجهود لتشييد صرح نظام اقتصادي يدعم قواعد الاستقلال، ولاشك في أن ذلك يقتضي عملا متواصلا، وستبقى عنايتنا موجهة دائما نحو أولئك الذين يكونون سواد الشعب المغربي وهم الفلاحون، ومن شأن الإصلاح الفلاحي الذي بدأ هذه السنة، والذي سيتسع مع الأيام، أن يكفل للفلاحين المغاربة تجهيزا جديدا، ونظاما تعاونيا متينا يرفع مستواهم المادي والأدبي، ويوم تصبح الأغلبية من رعايانا تشعر بنمو إنتاجها، وارتفاع دخلها، ستكون الرفاهية قد بسطت على المغرب ظلالها، ونشرت في أجوائه أعلامها.

تصنيع البلاد
وبالإضافة إلى ذلك، سنواصل السعي لتصنيع البلاد بما يوافق حاجاتها واستعداداتها الطبيعية، وأهم الصناعات التي نريد إنشاءها، هي صناعة المواد التي تستهلك يوميا، وكذلك الصناعات التي تحول المواد الأولية الموجودة في المغرب، وتدخل عليها تحسينات وتكييفات، إذ الواجب يقضي بعدم تصديرها إلى الخارج وهي مواد خام، ومثل هذا يستدعي تنمية قوة الصهر والتحريك، إذ لا يمكن أن تكون لنا صناعة حقيقية ما دام ثمن القوة الكهربائية متجاوزا لثمنها عند الأمم المتقدمة.

إعداد الإطارات
وليس في مقدورنا أن نحقق نهضة فلاحية أو صناعية إلا بإعداد الإطارات الكافية للقيام بها حسب تصميم مدقق، وإذا كانت المشاكل المالية تصادف حلولا بواسطة موارد داخلية، وقروض خارجية، فإن مشكلة الإطارات داخلية بحتة، ولا يعتمد في حلها إلا على المواطن، ولهذا ستشغل هذه المشكلة جزءا من التصميم المستعجل، والتصميم الواسع، ومن الواجب لحلها تكوين مدارس فنية، وإيفاد بعثات إلى الخارج، وإذا علمنا أن الدول الراقية التي لها ماض صناعي قديم أصبحت اليوم تحس بنقص في ميدان التكوين الفني، فما بالكم بالمغرب الذي هو على عتبة نهضته الصناعية، وهذه الحقيقة تبين لنا أهمية المجهودات التي تنتظرنا في المستقبل، لنصبح في مصاف الدول العظمى، إذ المستقبل إنما هو للصناعات الفنية والتكوين التقني.

نداء للشباب
وإننا نهبب بشبابنا النشيط إلى الإقبال على العلوم، والتخصص في الصناعات والتمرس بالآلات، شاعرين بما ألقاه الاستقلال على كواهلنا من مسؤوليات جسيمة، ضامين الجهود لتحقيق الرخاء وتعميم الازدهار، عالمين أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، عاملين على إحراز النصر في المعركة الاقتصادية التي نخوضها بنفس العزيمة التي أحرزنا بها النصر في المعركة السياسية التي خضناها، ولنعتبر بما يقع للأمم المتأخرة اقتصاديا، فإنها كثيرا ما تساوم على حريتها السياسية بالمال، نعم سيتحمل المغرب راضيا كل تضحية وقناعة وعزوف عن الكماليات، إلى أن توتي النهضة الاقتصادية المنشودة ثمراتها بإذن الله.

الشؤون الاجتماعية
ومن الطبيعي أن يسير اهتمامنا بالشؤون الاقتصادية جنبا إلى جنب مع اهتمامنا بالشؤون الاجتماعية، كتعميم التعليم في الحواضر والبوادي، وإيجاد الشغل للعاطلين، وتهيئة السكنى، وإعداد الوسائل الكافية للمحافظة على الصحة.

الجيوش الأجنبية ومشكلة الحدود
أما في الميدان الخارجي، فإننا نريد أن تكون سياستنا فيه مرآة لسياستنا الداخلية، فالجهود ستواصل لتدعيم الاستقلال، وتثبيت أركان السيادة في معاملتنا مع الدول، والنشاط سيضاعف لتصفية ما بقي من المشاكل بغير حل، سيما مشكلة وجود الجيوش الأجنبية ومشكلة الحدود، فليس من المعقول أن يستمر وضع الجيوش الأجنبية على ما كان عليه في الماضي، ولا بد من الوصول في شأنها إلى حل يتفق وكرامة البلاد وسيادتها، كما أننا نرغب في استعادة حدودنا الثابتة لنا بحكم الجغرافية والتاريخ ورغبات السكان.

الأمم المتحدة
ويرتكز الاتجاه الذي رسمناه لسياستنا الخارجية على مبادئ قارة: منها العمل داخل إطار الأمم المتحدة، فنحن من الشعوب التي تعضد ميثاقها، وتحترم مبادئها ومقرراتها، وترغب في حل المشاكل على طريق المفاوضة لا عن طريق العنف.

احترام التعهدات والالتزامات
ومن هذه المبادئ أيضا احترام التعهدات والالتزامات التي أبرمناها ونبرمها عن طيب خاطر، والتي لا تمس مطلقا بسيادتنا، ومنها احترام حرية الشعوب، والعمل على تحقيق أمانيها المشروعة.

الجزائر الشقيقة
ونريد أن نؤكد هنا موقفنا من قضية الجزائر الشقيقة التي هي بعض من كل هذا المغرب العربي، فنحن نؤيد دائما رغبتها في الحرية والاستقلال، ونعد هذا التأييد مما يدخل في التزاماتنا نحو ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ المتعلقة بحقوق الإنسان وحرية الشعوب في تقرير مصيرها، ونكرر رجاءنا في أن يهتدي المسؤولون إلى حل عادل سلمي يحقن الدماء، ويضمن المصالح العليا للطرفين، وبذلك تستعيد أقطار الشمال الإفريقي الثلاثة أمنها واطمئنانها، ويتأتى لها حينئذ أن تتعاون - طبقا لما تفرضه وحدتها التي أحكمتها الروابط التاريخية والجغرافية- من أجل استكمال نهضتها، والقيام بدورها في إقرار السلم والاستقرار في هذا الجانب الهام من حوض البحر الأبيض المتوسط.

العروبة والإسلام
إن المغرب ينتمي إلى عالم العروبة والإسلام الرحب الفسيح، وهذا الانتماء يجعله شديد الاهتمام بما يجري فيه، متتبعا عن كثب تطور أحواله، مؤيدا قضاياه العادلة في المنظمات الأممية، كما أنه سيسعى لتقوية ما يصله به من أواصر معنوية ومادية ترجع إلى قرون طويلة، وقد قررنا فتح سفارات بأنقرة وطهران وكراتشي ودلهي الجديدة.
المغرب صلة وصل بين الحضارتين الشرقية والغربية
على أن هذا الاعتبار لا ينسينا أبدا وقوعنا في غرب المتوسط وعلى الساحل الأطلسي، وهذا ما يجعلنا حريصين على التوفيق بين موقعنا الجغرافي وصلاتنا الوثيقة مع البلاد العربية والإسلامية، ويحدو بنا إلى نهج سياسة مثلى تجعل المغرب صلة وصل بين الحضارتين الشرقية والغربية.

الولايات المتحدة
وسنشرح لقادة الولايات المتحدة خلال رحلتنا القريبة إليها رأينا في المسائل المعلقة بين بلدينا، وفي كثير من الشؤون الأخرى التي نؤمل من ورائها خدمة السلام والعدالة والإخاء بين البشر، ولنا وطيد الأمل في أن نجد لديهم حسن تفهم، نظرا لما يجمع بين الأمتين من ود قديم يرجع عهده إلى اللحظة الأولى لاستقلال الولايات المتحدة.

الانسجام بين الأمة والعرش
رعايانا الأوفياء:
منذ جلوسنا على عرش أسلافنا الأكرمين ونحن ننشد للمغرب ولكم الرقي والحرية والسلام، وقد قطعنا مرحلة كبرى من الطريق بفضل التجاوب الروحي، والانسجام الكامل، بين الأمة والعرش، وسيبقى هذا الانسجام وذلك التجاوب ضروريين لكل تقدم وازدهار منشود، وإن ما نلمسه يوميا من شواهد الولاء، وآيات الإخلاص، نحو الأسرة المالكة، ليقوي عزمنا أكثر فأكثر على خدمة هذه الأمة، وبذل ما لدينا من جهد -بمعونة الله- حتى نبلغ بها ما نحب لها ونتمناه.

في الإسلام ما يكفي ويشفي
وأحسن ما نستعين به على بلوغ المقاصد وإحراز الأماني، خلق قويم يعصمنا من الكسل والتهور والخذلان، وفي الإسلام ما يكفي ويشفي، وقد علمنا التاريخ أن أجدادنا المغاربة والمسلمين على العموم، إنما سادوا وشادوا بتمسكهم بالقرآن المبين، واعتصامهم بحبل الله المتين، ولا سبيل للمسلمين للخروج من الحالة الحاضرة واهتدائهم إلى أقوم طريق إلا بالرجوع إلى موارد الإسلام الصافية ينهلون منها ويعلون، وسيجدون فيها الدواء الناجع لكثير من أدواء العصر السياسية والاجتماعية، فالإسلام دين رحمة وسماحة وعدالة وسلام، وهو يعطي للرب حقه من نشاط المرء، كما يعطي للمجتمع والأسرة والنفس حقوقها.
فالواجب على رعيتنا المخلصة أن تتمسك بالدين، وتقطع دابر الشك بحد اليقين، وأن تلجأ إلى الله إذا داهمتنا الخطوب، وتأخذ بسنته الكونية لنيل المرغوب، (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[يوسف: 108]

ضيوفنا الأجانب
وفي إطار هذه الأخلاق الإسلامية، نرجو من رعيتنا أن تحسن معاملة الأجانب، ضيوفنا، كما نرجو من ضيوفنا الانسجام مع الوضع الجديد، وأن يضعوا فينا وفي شعبنا ثقتهم الكاملة، فلن نعامل من يحترم استقلالنا إلا بالاحترام الكامل لكل ما هو مقدس لديهم من نفس وأسرة وعقيدة ومال.

ابتهال
وإلى الله نتوجه في الختام ضارعين متوسلين، راجين منه سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وأن يأخذ بيدنا إلى سبيل الرشاد، ويقرن أعمالنا بالنجاح والسداد، وينشر ظل السلام والطمأنينة على العالم، ويقي البشرية شرور الحروب ونزعات الأهواء - (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) [هود: 88]

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -