أخر الاخبار

هل أصبحت سلطة البيجيدي فوق إمارة المؤمنين بالمغرب ؟

 

هل أصبحت سلطة البيجيدي فوق إمارة المؤمنين بالمغرب ؟ واش البيجيدي رجعوا خفاف ؟  

دائما ما كانت خرجات وتصريحات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق و”المعزول” عبد الإله بنكيران غريبة ومستفزة لخروجها عن سطر الموضوعية والحياد الايديولوجي لكنها وبالرغم من ذلك كانت ترد في سياقات مفهومة كونها تدخل ضمن نطاق الحرب السياسية الباردة التي يغيب عنها المنطق البراغماتي ويسودها منطق لعداوة تابتة والصواب يكون، ومادامت هذه الخرجات والتصريحات مسقفة ومؤطرة باحترام تام للثوابت الوطنية فهي لا تشكل أي خطر أو تهديد لصورة السياسة الداخلية وانعكاساتها الخارجيةـ بل ولا تؤثر على المصالح العليا للدولة ككل.


الأمين العام للبيجيدي والموظف السابق للدولة الذي أحيل على التقاعد واستفاد منذ 2017 من معاش استثنائي بقيمة 7 ملايين سنتيم منحه له أمير المؤمنين الملك محمد السادس، ما زال يتصرف بطرق العنجهية التي احترفها طوال الاعوام الخمسة التي ترأس فيها الحكومة وبعد تلك الأعوام طغت تلك الطرق وتحولت في محطات عديدة الى ابتزاز واستغلال غير مفهوم لصورة المؤسسة الملكية من خلال إقحامها في صراعات حزبية تدخل ضمن نطاق المزايدات الواهية التي أكل الدهر عليها وشرب على الأقل بالنسبة للمغاربة الذين عبروا عن موقفهم الثابت من شعار حزب صوتكم فرصتكم لمواجهة الإصلاح وهو بالمناسبة إصلاح ذاتي شخصي ارتبط آنذاك بالحزب وقياداته وارتكز على خدمة المصالح الخاصة للبيجيدي ومريدي جناحه الدعوي.


البيجيدي الذي يدعي اليوم أنه صاحب الفضل في الاستقرار الروحي المزعوم نسي فضيحة “كوبل التوحيد والإصلاح” الأخلاقية التي لم يمر على وقوعها إلا سنوات قليلة وقريبة، رغم ادعاء بعض ضحايا فكر نظرية المؤامرة أن واقعة “المساعدة على القذف” تستهدف الاساءة الى سمعة الحزب والحركة، والطعن في نزاهتهما ومواقفهما، وتاريخهما الدعوي والسياسي…


رغم أن زلات البيجيدي كثيرة إلا أنها لم تكن يوما موضوع رد أو تفاعل او استعمال أية مدفعية ثقيلة (مجاز لغوي) ما دامت لا تروم توسيع الهوة بينها وبين المؤسسة السيادية وهذا هو المضمون في جميع التكتلات الحزبية السياسية بمعزل عن مرجعيتها التنظيمية، فمن واجب الاحزاب السياسية الوطنية المساهمة في التأطير السياسي وتجديد النخب وتنويع العرض الحزبي والارتقاء بالممارسة السياسية المنشودة… لكن تفاجئ الرأي العام قبل أيام أن حزب البيجيدي قد انحرف عن أدواره الأساسية ومساره المعهود وأضحى وصيا عن التوجه العام للدولة وسياستها الخارجية من خلال  محتوى البيان الصادر عن الأمانة العامة للحزب يوم 4 مارس حيث أورد في إحدى فقراته “تستهجن الأمانة العامة المواقف الأخيرة لوزير الخارجية الذي يبدو فيها وكأنه يدافع عن الكيان الصهيوني في بعض اللقاءات الإفريقية والأوروبية، في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الاجرامي على إخواننا الفلسطينيين ولا سيما في نابلس الفلسطينية، وتعيد الأمانة العامة التذكير بالموقف الوطني الذي يعتبر القضية الفلسطينية على نفس المستوى من قضيتنا الوطنية، وأن الواجب الشرعي والتاريخي والإنساني يستلزم مضاعفة الجهود في هذه المرحلة الدقيقة دفاعا عن فلسطين وعن القدس في مواجهة تصاعد الاستفزازات والسلوكات العدوانية الصهيونية، وفي الحد الأدنى التنديد بالإرهاب الصهيوني الذي لا يتوقف”، الفقرة تتضمن اتهاما مباشرا للسيد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، بالدفاع عن إسرائيل وهو اتهام بغير سند وسياق ولا خلفيات، إضافة إلى أن البلاغ مثل فيه حزب المصباح دور الأب الروحي للمغاربة والناطق الرسمي باسم المرجعية الدينية وكأن سلطة دين المصباح أعلى سلطة من إمارة المؤمنين التي تشكل موضوع اعتراف جل الدول الأفريقية والعربية الإسلامية فمن أين أتى البيجيدي بهذا التعبير المتطرف والوقح ؟ وهل يعتقد البيجيدي أن سلطة مرجعيتيه المزعومة أعلى من سلطة إمارة المؤمنين التي يمثل الدين الإسلامي جوهر كينونتها، هل اعتقد حزب المصباح أن رمي المسؤولية على بوريطة يمثل بطولة سياسية أو موقفا تاريخيا ؟ هل تذكير حزب المصباح الدولة بموقفها الذي يعتبر القضية الفلسطينية على نفس المستوى مع قضية الوحدة الترابية أمر جائز ؟ من مثل الدولة في الاتفاق الثلاثي آنذاك أليس سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب المصباح ورئيس حكومة المغرب سابقا، صدق من قال “من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة”، وبلاغ القصر الملكي اليوم كان الحجارة التي كسرت زجاج البيجيدي وعرت عن حقيقة تمرده المزعوم والفارغ سياسيا، هو أيضا سوء تقدير سيضع لا محالة حدا للتنقاز السياسي والخرجات البهلوانية لبنكيران لأنه وبكل بساطة لا يمكنك أن تأكل الغلة وتسب الملة خصوصا والمغرب يعيش حروبا باردة ضد أعداء النجاح وأعداء الوحدة الترابية فكيف لمن كان بالأمس ناطقا رسميا باسم السلطة ومدافعا عنها وعن اختياراتها وعالما بأن السياسة الخارجية عائدة للقصر دستوريا، أن يرتد اليوم عنها ويظهر بجلباب الفقيه الصالح باستعراض لغوي مبتذل وأسلوب لاذع حمال للحطب الذي سيشعل نار أزمة نحن في غنى عنها، فأين هي الحكمة فيما ورد عن بيان المصباح وهل يريد هذا الحزب أن يصبح ترند على حساب المصلحة العليا للدولة، ما هكذا تورد الإبل يا زيد…

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -