أخر الاخبار

وجدة عاصمة الثقافة العربية Oujda

 تسلم وزير الثقافة المغربي يوم 18 مارس 2018 مشعل وجدة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2018 من مدينة الأقصر بمصر، وذلك وفقا للقرار الذي اتخذته اللجنة الدائمة للثقافة العربية في مدينة الدارالبيضاء يوم 30 نونبر 2017، حيث قررت بالإجماع على اختيار مدينة وجدة عاصمة للثقافة العربية، باقتراح من وزارة الثقافة المغربية.

وجدة ، أسسها "زيري بن عطية"، سنة 994 م.  وهو من ملوك الأمازيغ، يقول "إبن أبي زرع" في كتابه الأنيس المطرب بروض القرطاس.." فغلب زيري على جميع بوادي المغرب وملك مدينة فاس...واستقام له الأمر بالمغرب فعلا قدره وقوى سلطانه وارتفع شأنه...ولم يبق له منازع وهابته الملوك.... فبنا مدينة وجدة، وشيد سورها وقصبتها وركب أبوابها، وسكنها بأهله وحشمه، ونقل إليها أمواله وذخائره، وجعلها قاعدته ودار ملكه لكونها واسطة بلاده، وكان اختطاط زيري بن عطية لمدينة وجدة في سنة أربع وثمانين وثلاثمئة."

وتقريبا نفس رواية ابن أبي زرع نقلها العديد من المؤرخين، كصاحب الاستقصا المؤرخ الناصري إذ يقول في ذكره لتأسي وجدة وحديثه عن خبر دولة زيري بن عطية المغراوي بفاس والمغرب، وقال " ...لما قَتَل زيري ابن عطية يدو بن يعلى صفا له أمر المغرب ولم يبق له منازع ...وبقي الأمر مستقيما بينه وبين المنصور في الظاهر فسمت همته إلى بناء مدينة تكون خاصة به وبقومه وأرباب دولته فبنى مدينة وجدة وسير أسوارها وأحكم قصبتها وسكنها بأهله ...."

أما ليون الإفريقي في "وصف إفريقيا"، قال عن مدينة وجدة " ..وجدة مدينة قديمة بناها الأفارقة في سهل فسيح جدا، على بعد 40 ميلا جنوب البحر المتوسط، وعلى نفس البعد تقريبا من تلمسان...وأراضيها الزراعية كلها غزيرة الانتاج...وكانت أسوارها في القديم متينة عالية جدا، ودورها ودكاكينها متقنة البناء وسكانها أثرياء ومتحضرين وشجعان، ولكنها نهبت ودمرت أثناء الحروب المتوالية بين ملوك فاس وملوك تلمسان، حيث كانت منحازة لهؤلاء... وسكانها يتكلمون اللغة الافريقية القديمة وقليل منهم يحسن العربية الدارجة التي يتحدث بها أهل المدن".

لا يمكن أن ننفي أن وجدة الحالية ليس فيها ساكنة تتحدث الدارجة أي العامية العربية، بحكم العديد من التحولات البنيوية التي شهدتها المدينة والمغرب بصفة عامة، واخطر تحول وقع لمدينة وجدة بدأ سنة 1272 م حين دمرها وخربها السلطان المريني يعقوب المنصور، وذلك الدمار وقع في لحظة تاريخية حساسة بحكم تزامنه مع زحف بنو هلال...وما جاء بعد ذلك من تحولات واضطرابات مست العمق الثقافي للمدينة وللجهة الشرقية، آخرها الاستعمار الفرنسي وما نتج عنه من تأسيس الدولة الوطنية التي تبنت العروبة والتعريب ...

  

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -