وضع صعب للغاية تعيشه منذ عدة أيام ساكنة العشرات من الدواوير بجماعة تيدلي، في إقليم ورزازات، حيث لا تزال محاصرة بسبب الثلوج الكثيفة، فيما تواصل الآليات العمل على فتح الطريق الرئيسية بالجماعة في انتظار فتح مسالك الدواوير.
وتطالب الساكنة المحاصرة في مجموعة من الدواوير بجماعة تيدلي وضواحيها الجميع، بمن فيهم الحكومة، بضرورة التدخل بشكل عاجل لإنقاذها من الوضع الذي تعيشه حاليا، حيث إن جل المسالك لا تزال مقطوعة بسبب سمك الثلوج الذي بلغ، أمس الأحد، أكثر من 1,5 أمتار.
وتواصل جميع المصالح المعنية (التجهيز والماء والكهرباء والاتصال والجماعات الترابية والعمالة) تدخلاتها في منطقة تيدلي من أجل فتح الطريق والمسالك، وإرجاع الكهرباء إلى بعض المناطق، وكذلك شبكة الهاتف والأنترنيت.
وأكد حسن، وهو من ساكنة جماعة تيدلي، أن المنطقة لم يسبق لها تسجيل مثل هذه الكمية من الثلوج منذ عقود، مشيرا إلى أن جده لم يتذكر أن المنطقة سجلت مثل هذه التساقطات الكثيفة. وأضاف أن “المنطقة محاصرة، ويمكن القول إنها “منكوبة”، حيث لا طير يطير ولا وحش يسير باستثناء السلطات والقطاعات المعنية التي تعمل ليل نهار لفتح الطرق وفك العزلة عن المنطقة”.
فيما قالت امرأة تدعى إيجا إن هذه التساقطات الثلجية ستعود بالنفع والخير على البلاد والعباد، رغم الضرر الذي لحق بالمواطنين في منازلهم، وكذا انقطاع الطرق، الذي حال دون قضاء السكان لأغراضهم، والقيام بالتسوق لتوفير ما يسدون به جوعهم في هذه الأيام الباردة، وفق تعبيرها.
من جهته، أوضح الحسين بوحسين، عضو المجلس الجماعي لتديلي، أن سمك الثلوج في المنطقة وصل إلى 1,8 أمتار، مؤكدا أن الساكنة عانت بشكل كبير في هذه الظروف الاستثنائية، قبل أن يضيف أن السلطات قامت بمجهود كبير لأجل هذه الساكنة المتضررة، منوها بزيارة عامل الإقليم للمنطقة لتفقد أحوال الناس.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن الساكنة محاصرة داخل منازلها منذ أربعة أيام، وأن هناك من أصبح يعاني من نفاد المؤونة لكون العائلات في المنطقة لم يسبق لها أن عاشت هذه الظروف لتستعد لها كل سنة، مشيرا إلى أن هذه التساقطات الثلجية فاجأت الساكنة، وتسببت لها في مشاكل كثيرة تمثلت في الحصار المنزلي ونفاد المؤونة.
وكانت جريدة هسبريس الإلكترونية قد زارت هذه المنطقة، حيث التقت بالعديد من أبنائها، الذين أكدوا أن الحياة توقفت في جميع الدواوير، وأن السكان ينتظرون وصول الآليات للخروج من بيوتهم، مشيرين إلى أن هناك تلاميذ يتابعون دراستهم بأكويم وهم محاصرون هناك بالرغم من توقف الدراسة بالمنطقة.
في المقابل أكد زكروم عبد الرحيم، المدير الإقليمي للتجهيز والماء، أن جميع الطرق المصنفة في الإقليم مفتوحة في وجه العربات بمختلف أنواعها، مشيرا إلى أن الأشغال مستمرة من أجل فتح الطريق الرابطة بين أكويم ودواوير تيديلي. وأضاف أن هناك مجهودات تبذل في هذا الإطار.
يذكر أن عامل إقليم ورزازات كلف فريقا من العمالة، يشرف عليه أحد رؤساء الأقسام، بمواكبة وتتبع أشغال إزاحة الثلوج بمنطقة تيديلي. وأكد مصدر مطلع أن الفريق الإقليمي كان حاضرا في المنطقة منذ اليوم الأول من التساقطات الثلجية، ويقوم بالتنسيق مع باقي المصالح من أجل إرجاع الأمور إلى طبيعتها بسرعة.
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.