منال لطفي
صور: صفحة ديزي دروس |
أطلق فنان الراب المغربي عمر سهيلي، الشهير فنيا بلقب ديزي دروس، عملا غنائيا جديدا على قناته الرسمية بموقع تحميل الفيديوهات “يوتيوب” يحمل عنوان “العشران”، وذلك بعد غياب عن ساحة الإنتاجات الفنية الخاصة.
وقام دروس بتصوير فيديو كليب الأغنية شهر يوليوز الماضي بمدينة الدار البيضاء والنواحي، إضافة إلى حي بين المدن الشعبي، مسقط رأسه والمكان الذي ترعرع بين دروبه، تحت إشراف المخرجين وليد ويونس بوسلام المعروفين بلقب “ولدرب”، فيما كتب هو نفسه كلمات الأغنية.
“مع العشران” يكتسح المنصات الموسيقية
حقق العمل الغنائي الجديد لديزي دروس تفاعلا كبيرا عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد الساعات الأولى لطرحه، حيث حصد أزيد من ثلاثة ملايين مشاهدة في أقل من 24 ساعة على إصداره، وأصبح حديث رواد مواقع التواصل.
كما استطاع فيديو كليب “مع العشران” تصدر جميع منصات الموسيقى، واحتل قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة في مجموعة من الدول، مثل المغرب والجزائر، التي تربع فيها على عرش “الطوندونس”، فيما حل في الرتبة الثانية بفرنسا والرتبة السابعة على الصعيد العالمي، وفق آخر إحصائيات “يوتيوب”.
رسائل مشفرة وانتقادات مباشرة
وجه الفنان ديزي دروس من خلال كلمات وكليب أغنيته الجديدة مجموعة من الرسائل المشفرة، إذ سلط الضوء على مواضيع من صلب المجتمع، وانتقد بطريقة غير مباشرة سياسة الحكومة المغربية التي يترأسها عزيز أخنوش وأوضاع الأحزاب السياسية والإعلام وحرية الصحافة عن طريق مشاهد مماثلة لأحداث حقيقية سابقة.
واستغل الرابور المغربي الفرصة لشن الحرب من جديد على مجموعة من زملائه في الميدان الفني، مثل الدون بيغ ومنال بنشليخة، كما انتقد اليوتوبرز أسماء بيوتي، والإعلامي محمد التيجيني الذي أثار الجدل مؤخرا بقضيته الشهيرة مع الرابور طوطو، إضافة إلى التناقضات التي يعرفها التيار الإسلامي المحافظ والحديث.
عبقري: الكليب يحمل رسائل متعددة المعاني
قال هشام عبقري، خبير فني رئيس الجمعية المغربية لمهن الموسيقى، في تصريح لهسبريس، إن “كليب ديزي دروس حظي بإقبال كبير لأنه ليس فنانا مبتدئا، بل قدم أعمالا كثيرة في السابق، وهذا العمل أيضا اشتغل عليه بتفان وإتقان، ويحتوي على مجموعة من العلامات في كل مشهد، وهذا ما يدل على أنه اشتغل مع ناس محترفين”.
وأضاف أن “المشاهد التي اختارها الرابور المغربي في الفيديو كليب تحمل كثيرا من المعاني والايحاءات والإشارات إلى بعض المواقف التاريخية؛ مثلا قضية الصحافي العراقي الذي كان قد ضرب جورج بوش بالحذاء سنة 2008، وكذلك إشارات إلى فترة معينة عاشها الفنان في شبابه، مثل اللقطة الأولى حيث هناك تلفاز قديم يحيل إلى فترة معينة من الثمانينات والتسعينات، وبالتالي فتلك الفترة اكتشف من خلالها الشباب عدد كبير من المغنين الغربيين، وبالأساس مجموعات الراب”.
وأبرز عبقري أن ديزي دروس “أعطى كذلك إشارات وعناصر عديدة تحيل على فترة معينة تسمى بـ {أولد سكوول}، أي المدرسة القديمة، وهذه إيحاءات تبين تموقعه كفنان على حسب تاريخ الراب، ويعني أنه يقترب من هذه الموجة ويبتعد عن الموجة الجديدة”، موردا أنه “اختار إظهار تموقعه الفني من الأول حسب فن الراب في شموليته”.
وتابع المتحدث لهسبريس بأن “عددا من اللقطات المستعملة في الكليب عبارة فقط عن تلميحات دفينة سيعتبرها البعض بمثابة {كلاش}، لكنها إشارات مشفرة إلى بعض الناس، إضافة لاستعمال بعض الوجوه عبر شبكات التواصل الاجتماعي مثل الضابط السابق عبد القادر الخراز”.
وختم الخبير الفني هشام عبقري حديثه لهسبريس مشيدا بفيديو كليب “مع العشران”، قائلا إنه “جميل ويحمل كثيرا من الرسائل، أي إنه كليب متعدد المعاني، الأمر الذي سيجعله يستمر، ليس كالكليبات العادية التي فيها ناس يرقصون فقط بهدف تجسيد تصور للأغنية”، مبرزا أن “هذا العمل الذي أصدره ديزي دروس يمكن حذف الصوت فيه والاستمتاع بمشاهدته فقط، لأنه قائم بذاته، والطاقم يظهر أنه محترف”.
نشطاء يصفون ديزي دروس بالرقم الصعب
أعرب مجموعة من النشطاء المغاربة، في تعليقاتهم على كليب ديزي دروس، عن إعجابهم الكبير بالعمل الذي قام بطرحه بشكل مفاجئ وحقق انتشارا كبيرا، الأمر الذي جعلهم يصفون دروس بـ “الرقم الصعب” و”العلامة الفارقة” في عالم الراب بالمغرب، ويشيدون بشجاعته في التطرق لمواضيع حساسة ومعالجتها عن طريق الموسيقى ووفق نظريته الخاصة وبحسه الفني الصريح.
من جهته، عبر الإعلامي المغربي بلال مرميد عن إعجابه بهذا العمل، قائلا إنه يعتبره أفضل كليب بالمغرب، مضيفا: “بصريا، هناك اجتهاد وهناك حرفة وهناك بالخصوص فهم لمعنى الفيديو كليب”.
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.