13 نونبر.. ذكرى تحرير معبر الكركرات وإجهاض "الحلم الجزائري" بالوصول إلى الأطلسي
صورة: أ.فتحلّ اليوم الذكرى الثانية لتحرير معبر الكركرات أقاصي جنوب المملكة، من طرف القوات المسلحة الملكية، في عملية محكمة بتعليمات من الملك محمد السادس، ونفذها على الأرض أفراد الجيش، الذين استطاعوا طرد مليشيات البوليساريو في وقت قصير.
وأقفل المغرب بشكل نهائي الكيلومترات العشرة بجدار أمني أنشأه أفراد من وحدة الهندسة التابعة للقوات المسلحة الملكية، بهدف “منع أي دخول إلى المنطقة مستقبلا”.
وكانت آخر مرة ضُبط فيها تواجد عناصر الجبهة في المناطق العازلة تزامنت مع تدخل القوات المسلحة الملكية المغربية في منطقة الكركرات في 13 نونبر من عام 2020، حيث اختارت البوليساريو التراجع في ظل اشتداد المراقبة وتمركز الجيش في الصحراء.
وهناك اليوم قراءات متقاطعة بشأن شروع المغرب في استرجاع المنطقة العازلة شرق الجدار الأمني، وبسط السيادة الكاملة عليها، وهي حاليا تعتبر أراضي “محرمة” على مليشيات “البوليساريو”، بحكم السيطرة الجوية المطلقة لطائرات القوات المسلحة الملكية.
ويشير الخبير في قضايا الصحراء مصطفى سلمى ولد سيدي ميلود إلى أن “الذي يلاحظ خطاب وسلوك الدبلوماسية المغربية بعد 13 نونبر 2020، وكيف أصبح المغرب فجأة يصارع الكبار (ألمانيا، إسبانيا فرنسا..)، لا شك أنه طرح السؤال حول ما الذي تغير في المغرب الذي كان الجميع يبتزه ويتعامل معه كيف يشاء؟”.
ظاهريا، يضيف المحلل في تصريح لهسبريس، “لم يتغير غير أن المغرب بعد عقود من الوداعة ومجاراة المجتمع الدولي في مساعيه لإيجاد تسوية سلمية لنزاع الصحراء، محترما جميع التزاماته الدولية، اتخذ قرارا جريئا بسد الباب الذي كانت تأتيه منه الرياح في الكركرات، بعد قرار البوليساريو غلق المعبر إضرارا بمصالحه وشركائه التجاريين على مرأى ومسمع من العالم”.
لكن فعليا، يشدد المحتجز السابق لدى البوليساريو على أن ما حدث في 13 نونبر 2020 “كان أكبر بكثير من تحرير معبر واستعادة نشاطه الطبيعي، فبموجبه تحرر المغرب بأكمله”، وفق تعبيره.
واعتبر المتحدث ذاته أن المغرب “أصبح لأول مرة منذ فترة ما قبل الاستعمار دولة متصلة بالعالم بعدما ظل معزولا بالبحر من الشمال والغرب والجزائر من الشرق، والمنطقة العازلة في الجنوب التي تنتهي عندها سلطة الدولة المغربية بموجب اتفاقية وقف إطلاق النار لسنة 1991 الموقعة مع الأمم المتحدة”.
وبسبب العملية الأمنية المغربية في الكركرات، يضيف مصطفى سلمى، “أصبحت حدود المغرب متصلة بالحدود الموريتانية وبعمقه الإفريقي، ولم يعد هناك أي عائق يحول بينه وبين ربط جسور التكامل وجيرانه الأفارقة الذين تعززت علاقاته معهم وتقوت في السنوات الأخيرة”.
وأورد المحلل ذاته أن “تحرر المغرب من الحصار الذي كان مفروضا عليه حرر حتى دول العالم في تعاملها وتعاطيها مع شؤونه، إذ بات الكل يخطب وده بعدما كانوا يتصيدون عثراته من أجل ابتزازه”، خاتما: “لاحظنا تبعا لذلك كيف تغيرت مواقف قوى كبرى من قضايا المغرب، لأن مغرب ما بعد الكركرات لم يعد هو ما قبلها”.
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.