أخر الاخبار

المعتمد بن عباد.. أضاع ملك إشبيلة وعاش أسيراً بالمغرب

المعتمد بن عباد.. أضاع ملك إشبيلة وعاش أسيراً بالمغرب

 
 
المعتمد بن عباد.. أضاع ملك إشبيلة وعاش أسيراً بالمغرب
المعتمد بن عباد
 

إشتهرت مدينة اشبيلية من بين سائر البلدان الأندلسية بأنها مدينة الطرب والغناء والرقص والموشحات.. كانت ملتقى الشعراء والأدباء، حيث يقول ابن رشد: ” إذا مات عالم بأشبيلية فأريد بيع كتبه حملت إلى قرطبة (التي اشتهرت بالعلم وكثرة مخازن الكتب حتى تباع فيها. وإذا مات مطرب بقرطبة فأريد بيع آلاته الموسيقيةحملت إلى اشبيلية !!..

وقد بلغت إشبيلية دروة مجونها وانغماسها في ملذات الحياة.. على عهد ملوك الطوائف.. ولعل أشهرهم الملك المعتمد بن عباد.. من سلالة القائد موسى بن نصير.. ولد في باجة (اقليم في البرتغال حاليا) و توفي في أغمات 1095 م بالمغرب.

كان المعتمد بن عباد من أشهر شعراءها وأغنى ملوكها.. فقد ابدع في شعره وبالغ في حبه لزوجته “رميكية” فما هي قصته؟

“حب إعتماد في الجوانح ساكن، لا القلب ضاق به، ولاهو راحل”. هذه بعض كلمات من شعر المعتمد بن عباد آخر ملوك الطوائف بإشبيل…
لطالما ارتبط سقوط الأندلس بخيانات بنو الأحمر بغرناطة وكانت خياناتهم من أسباب تظهور حال الأندلس وفقدانها.. فقد كان في أغلب الفترات التي كانت تتمتع بها الأندلس بأحكم أشبه لمفهوم الحكم الذاتي اليوم.. فقد كان ولاءًا ظاهراً للمغرب وفي طياتها خيانات خبيثة أدت إلى ضياع هذه القطعة العزيزة والمهمة من تاريخ المملكة المغربية الشريفة.

اليوم سنتناول الجانب المظلم من الخيانة والخبث الذي تفنن فيه بنو الأحمر ضد الإمبراطورية المغربية الشريفة ولربما أن الكثير منا يجهل هذه المعلومة.

بعد أن تزايدت قوة القشتاليين وتعددت تحالفاتهم وإتحدت قوتهم برعاية سامية من البابا فاتيكان قرروا الهجوم على غرناطة.. لينزل خبر هجومهم على ملوك بن الأحمر كاصاعقة خصوصاً أنهم كانوا يقفون على بلاطهم مرات عديدة ويدفعون الغالي والنفيس للقشتاليين من أجل البقاء في السلطة.

وفي هذا السياق عين دون نونيو دي لارا قائدا على جيوش المسيحية والذي كان إبن ملك قشتالة آنذاك فقد كان يشهد له بالجبروت وإستطاع أن يجمع بين الدهاء التكتيكي والقوة في المعارك.. ليكون على رأس الجيوش التي ستهجم على غرناطة.

وهنا نذكر كل مشكك أو حاسد وكل مرشد تائه بإسبانيا ينطق بتراهات حتى أسوار الأندلس لا تصدقها.. فقد وجب علينا تصفح كتب التاريخ لنعلم دور الإمبراطورية المغربية الشريفة في الغرب الإسلامي وعن المسؤولية التي إتخدها على عاتقه من أجل حماية الأندلس.. بإعتبارها أرض تخصنا ولم يسبق لأي دولة ان قامت بالدور الذي كان يلعبه المغرب هناك.

فقد قام أمير المسلمين يعقوب المنصور المريني ملك المغرب بنسيان خيانات بنو الأحمر السابقة وقبوله نداء الإستغاثة من أجل الدفاع على أرض الأجداد أولاً ولأداء واجبه كخليفة تجاه المسلمين، ثم عبر بجيشوشه نحو الأندلس.. فألحق بهم يعقوب المنصور المريني هزيمة قاسية ومذلة وقَتَل دون نونيو دي لارا الفتى المدلل للاوروبيين.

فعلم أمير المسلمين يعقوب المنصور المريني أن سبب أطماع القشتاليين قادم من جبن بنو الأحمر كما جاء في كتاب مباهج الأندلس ص488 “وهناك مأساة أخرى تدل على ما في عقول هؤلاء الحكام من بعد عن المروءة والشهامة، فقد قام أبو يوسف يعقوب المنصور المريني بإرسال رأس «دون نونيو دي لارا» إلى ابن الأحمر” .. فقام ابن الأحمر “بتخضيب الرأس بالطيب وإرساله إلى ملك قشتالة تقرباً إليه، وليجعلها دالة له عندما يحتاجه لمحاربة مناوئين محتملين في المستقبل وربما المرينيين!!!”.. ولا غالب إلاّ الله

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -