أخر الاخبار

رئيس تونس يهاجم المغرب .. تقديرات خاطئة في تصريف الأزمة الداخلية

 
رئيس تونس يهاجم المغرب

رئيس تونس يهاجم المغرب .. تقديرات خاطئة في تصريف الأزمة الداخلية

وصفت بـ”التصرف العدائي” و”طعنة في ظهر المغرب” استضافة الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية على الأراضي التونسية، في سابقة لم يعمد إليها أي رئيس تونسي قبله.

قمة طوكيو للتنمية الإفريقية “تيكاد 8” عرت المستور، وكشفت نوايا الرئيس التونسي تجاه المملكة، بالرغم من الإجماع التونسي على رفض هذه الخطوة تزامنا مع رفض التونسيين إجهازه على الدستور والمؤسسات. فهل هي محاولة لتمويه شعب “ثورة الياسمين” عن نوايا الاستفراد بالحكم وبسط قبضته على قصر قرطاج؟

فتح الرئيس التونسي النار على نفسه، وهو يستقبل زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي في قمة تبرأت طوكيو من حضوره لها، واعتبرت أن “وجود أي كيان لا تعترف به اليابان كدولة ذات سيادة في الاجتماعات المتعلقة بمؤتمر “تيكاد 8″، بما في ذلك اجتماع كبار المسؤولين واجتماع القمة، لا يؤثر على موقف اليابان فيما يتعلق بوضع هذا الكيان”.

السياق الداخلي

أحمد صلحي، الباحث في العلاقات الدولية، اعتبر أن هذا الحادث الخطير في مسار العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وتونس “يمكن فهم سياقه من جانب داخلي محض، بمحاولة الرئيس إعادة صياغة النظام السياسي التونسي على قاعدة النظام الرئاسي، ومن خلاله يحاول الاستقواء بالمؤسسة الرئاسية وتعويض حضورها في المشهد ضدا على المسار الديمقراطي الذي قطعته تونس بعد ثورة الياسمين”.

كما يرتبط هذا الحادث بسياق آخر، يتمثل، وفق المتخصص في الشؤون الإفريقية، في “شخصية قيس سعيد ومحاولة إعادة إنتاج كاريزما للرئيس الوحيد والأوحد لتونس”، إلى جانب سيكولوجية الرجل الذي يحاول الهيمنة على المشهد التونسي من خلال هذه التصرفات.

وطالما اعتبرت السياسات الخارجية انعكاسا للسياسة الداخلية، “فالسياسة الداخلية الهشة في تونس، ومحاولة قيس إعادة هيكلة المشهد الرئاسي لصالح شخصه، وإعادة بلورة نموذج بنعلي..، كل هذا المسار الداخلي جاءت القمة الإفريقية اليابانية لتعطيه هامشا آخر للتحرك من خلال استفزاز المغرب”، يضيف الباحث نفسه في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية.

وقد أثارت هذه الخطوة نقاشا كبيرا في صفوف مختلف الفعاليات السياسية والمدنية والنقابية في تونس قبل المغرب، التي رأت في اتباعها خسارة لبلادهم بانحيازها ضد مصالح المغرب.

ولعل ما يزكي طموحات الرئيس بتمويه التونسيين، يضيف الباحث في العلاقات الدولية، ما صرح به الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي، الذي أكد أن هذا التحول في السياسة الخارجية للرئيس الحالي مرتبط بطموحاته في الاستمرار في الحكم وإعادة هيكلة المشهد لصالحه بعد الردة السياسية التي شهدتها البلاد في عز حكمه.

غياب العداوة

يرى صبري الحو، الخبير في القانون الدولي والهجرة ونزاع الصحراء، أن ما صدر عن قيس سعيد سيجر عليه نقمة من الداخل التونسي والشعب الذي تربطه بالمغرب علاقات الصداقة والمودة والاحترام.

وأوضح الحو، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن ما قامت به تونس “لا يمكن تشبيهه بسياسة بيسمارك بمحاولة تصريف الأزمة الداخلية إلى الخارج التي يتبعها النظام الجزائري لعدة أسباب”.

وعدد المتحدث هذه الأسباب في كون “المغرب ليس عدوا ولا خصما لتونس ولا تربطهما حدود الجوار ولا توجد ندية بينهما”، مشيرا إلى أن خطوة الرئيس التونسي ستجر عليه نقمة من الداخل على اعتبار أن “المغرب كان دائما مؤازرا ومساندا ومساعدا لتونس، حيث إن الملك محمد السادس كسر جدار الخوف عندما زار تونس في وقت كانت تعيش فيه اعتداءات إرهابية، وأعطى الضمانة بسمعته وبمكانته صيانة وإنقاذا للسياحة والاقتصاد التونسيين”.
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -