مجلة ''LE POINT'' الفرنسية تؤكد بأن النظام الجزائري على حافة الانهيار و بأنه يحاول تصريف أزمته بافتعال ''عراك'' مع المغرب
تحت عنوان: “الجزائر على فوهة بركان”، كتبت المجلة الفرنسية "LE POINT"، يوم الثلاثاء الماضي (2021.11.04) "إن إفلاس النظام العسكري –السياسي في الجزائر يدفعه إلى البحث عن خلاف مع جاره المغربي... و أن النظام المتهالك في الجزائر يجد نفسه مجبرا على توحيد صفوف شعبه، ولا شيء يسهل عليه المهمة أكثر من افتعال عدو يلعب دور كبش الفداء و في هذا الإطار رسم النظام الجزائري لنفسه ثلاثة أعداء: المغرب وفرنسا وإسرائيل ... لكن تمادي الجزائر في إظهار عدوانيتها جعلها تقف على منحدر محفوف بالمخاطر، لدرجة أن الحرب مع الرباط باتت اليوم فرضية واردة ولا يمكن استبعادها".
و بخصوص الوضع الداخلي للجزائر، أضافت المجلة الفرنسية في افتتاحيتها بالقول "إن اليوم تلاشت آمال التحرر التي برزت في عام 2019 في أعقاب استقالة الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة، مدفوعا من قبل حراك وضع حدا لعشرين عاما من حكم نظام بوتفليقة، إذ لجأ النظام إلى سجن الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان لقمع حركة الاحتجاج الشعبي أو ما يعرف بالحراك الشعبي. ومن صور الطلاق بين الشعب وقادته هي نسبة العزوف الكبيرة التي شهدها الاستفتاء على الدستور قبل عام بمشاركة أقل من ربع الناخبين".
و في الجانب الاقتصادي، أشارت المجلة إلى أن "الأزمة الصحية المتعلقة بجائحة كورونا أدت إلى إضعاف الاقتصاد الجزائري بشكل كبير، وتقلص النشاط الاقتصادي بنسبة 5% العام الماضي. كما أن العجز في الميزانية العمومية آخذ في الاتساع، والتضخم آخذ في الازدياد، والبطالة تمس واحدا من كل أربعة شبان، كما أن الاعتماد المطلق على النفط والغاز اللذان يوفران أكثر من 90% من الصادرات".كل ذلك يجعل من الضروري إعادة توجيه الاقتصاد بشكل جذري، وهو ما يعجز عن تحقيقه النظام الحاكم في الجزائر. أمام هذا الوضع لم يجد الشباب الجزائري سوى البحث عن مستقبل أفضل في الضفة الأخرى من المتوسط، ما لا يقل عن 10 آلاف جزائري وصولوا إلى إسبانيا بشكل غير قانوني منذ بداية العام، على متن قوارب الموت التي تستأجرها شبكات المافيا".
و نتيجة لكل هذه الأزمات- تقول المجلة الفرنسية- "إنه في ظل هذا الوضع الكارثي المعقد، الذي تتداخل فيه الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تسعى السلطات الجزائرية إلى إنقاذ موقفها والبحث عن خلاصها من خلال افتعال أزمات خارجية"، موضحة بأنها "في البداية دخلت الجزائر في أزمة مع باريس على خلفية قضية الذاكرة، ثم قامت بعدها بقطع العلاقات مع المغرب، بعد أن كانت متردية إلى حد بعيد. وتم تجسيد القطيعة مع الرباط بإغلاق خط أنابيب الغاز الذي كان يزود المغرب وبعدها إسبانيا بالغاز. وزاد التوتر بين الشقيقين العدوين في المنطقة المغاربية من خلال اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، مقابل تطبيع الرباط للعلاقات مع إسرائيل".
ومضت "لوبوان" إلى القول إن لدى فرنسا وأوروبا مصلحة أساسية في استقرار المغرب والجزائر لاسيما ما يتعلق بملف تدفقات الهجرة غير الشرعية... و لا يملك أي من البلدين مصلحة في خوض الحرب... ويبدو أنه من المأساوي أن ترفض الجزائر الانخراط في وقف التصعيد من أجل تعزيز نظام فاقد للمصداقية".
و الغريب أن الرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون"، كان قد خص مجلة "لوبوان" في يونيو الماضي بحوار خاص بأسئلة اعتبرها معلقون مجرد مداهنة، مما أثار الكثير من الجدل .
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.