بقلم عبد المجيد مومر الرحالي
علي سبيل البدء، أتوجه بالنصح الراشد إلى المدعو عبد الإله بنكيران و أَصْدُقُه القول بأن خطاب لاَيْفَاتِهِ الفريدة عن زيارة المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة ، و مَنْحِهِ معاشًا استثنائيًا يستعين به على تَجاوزِ ضائِقَتِه المالية التي جعل من حَبَّتِهَا قُبَّةً ، يُظهر للناس رياءَ الزهد و زيف التعفف مُغلَّفَيَّن بأكذوبة نظافة اليد المزعومة.
غير أن كاهن تنظيم العدالة و التنمية تغافل في لقائه مع صغار و صغيرات حزبه ، عن الحديث عن ذاك البراق السريع الذي ركِبَهُ إخوانه المستثمرون لبلوغ محطة الإغتناء غير المشروع تحت رعاية بنكيران السياسية ، هذا الإثراء بلا سبب قانوني الذي تفضحه واقعة التلاعب بأموال ودادية بدر السكنية بمدينة سطات عاصمة الشاوية.
و قبل بسط المقال في ما بين بنكيران و مدينة سطات من إتصال ، أجدُني مُلزماً بتوجيه المعزول الحاصلِ على المَعاش ، نحو سبيل تنمية مدارك عقلِه القاصر بدراسة تاريخ وطنه الأم ، و مطالعة كتاب " الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى " من تأليف المؤرخ المغربي أحمد بن خالد الناصري . حيث سيجد شيخُنَا غير الوقور الكثير من المعطيات المفيدة المؤرخة لمنطقة الشاوية و معاني تفسيراتها الإسمية المتعددة.
مثلما أنه بنقرة واحدة على محرك البحث غوغل، سَتَتَرَاءَى لذاك الذي وَشَّحَهُ فن الراب بلقب " حَنكيران " ، سَتَتَرَاءَى لهُ تَجَلِّيَّات الكرم و تمظهرات قيم التعايش مع حسن الضيافة. و سَيُلاَمِسُ كرامة العنفوان أمام روعة مرَابِط خيول الفروسية الدَّالة على قيم الشهامة و نخوة التلاقح الثقافي لأرض تامسنا " الأمازيغية العُرُوبِيَّة " المرتبطة بجذورها المحلية العميقة ، و الشاهدة على قرون التراكم الحضاري لمختلف تجاربها الإنسانية العريقة.
و إذا كان تراب بلاد الشاوية وفيًّا لِشِيمَة العطاء بِجُودِ وَ وَفْرَةِ محاصيلِ حبوب القمح الطرية، و أنواع بذورها التي سمَّاهَا الفلاحون المغاربة -زُرَّاعُ الحياة النباتية- بصدق الرجاء في غيث الله ، و تَبَرَّكَت بذور الزرع الطاهرة بأسماء " كريم " و " مرزاق " ...
فإن عاصمة الشاوية مدينة سطات ، ذات الهواء العليل و المروج الخلابة ، لم تبخل يومًا على الوطن المغربي بخيرة الأطر و الكفاءات الوطنية التي ظلت وفية للدستور و روح القانون المغربي.
و اليوم ؛ و في إطار تفاعلنا كجيل حداثي شعبي مع تغيرات الزمن السياسي و انقلاب ميزان الصرف الإنتخابي تحت تأثير طلاسم سحر التدين السياسي المبين الذي جاءنا به خُدَّام فرعون العدالة و التنمية " حنكيران " ، أصبحت مدينة سطات ترزخ تحت وطئ هيمنة و تَحَكُّم إخوان العدالة و التنمية في دواليب المجلس الجماعي للمدينة ، و منها لجنة التعمير المعنية بمراقبة و متابعة تراخيص البناء الممنوحة إلى وداديات الإنعاش العقاري . و كذلك تَحَكَّمَ نفسُ الإخوان في ضبط الوعاء العقاري للمدينة عبر خلق وداديات سكنية إستثمارية ! يترأسها أعضاء منتسبون لتنظيم العدالة و التنمية، مُكَلَّفون – ربما - بجمع أموال الإنخراطات ، و إعادة تحويلها للإستعمال الإنتخابي تحت قناع شبكات الإحسان الدعوي لجماعة التوحيد و الإصلاح.
و لعل أكبر مظاهر التَّحَكُّم الذي يُمارسِه الإخوان المستثمرين بالعقار ضمن المدار الحضري لمدينة سطات ، هو هذا الشطط العظيم في الإلتفاف على الشروط و الضوابط القانونية لتأسيس وداديات سكنية.
و حيث أن الشيء بالشيء يُذْكَرُ ، فإن واقعة ودادية بدر السكنية بمدينة سطات تفضح خبايا خطيرة عن شبهة تمويل تنظيم العدالة و التنمية و معه جماعة " التوحيد و الإصلاح " عبر تَلَقِّي و قبول أنفال الأموال المنهوبة من الحسابات البنكية لودادية بدر السكنية.
فهذا التنظيم الكهنوتي المشبوه يعيش على وقع فضيحة تورط أعضاء عديدين من العدالة و التنمية في التلاعب بأموال ودادية بدر السكنية – جوهرة البساتين – ، و التي تفوق قيمة مَبَالِغِها المالية مجموع الخمسين مليار سنتيم و ما خفي كان أعظم !.
و تبعًا لشهادة المنخرطات و المنخرطين المتضررين الذين يفوق عددهم 1500 ، فإن المصيبة التي زعزعت حساباتهم المالية تتلخّص في أن مِنْهُم مَنْ دفع واجبات الانخراط كاملة ، ومنهم من تضاعفت مساهمات في انخراطات الشراء إلى ما يقارب 40 مليون سنتيم مقابل الاستفادة من بقع سكنية وهمية. ليتفاجأ بعدها المنخرطات و المنخرطون بعدم اقتناء المكتب المسيّر للوعاء العقاري في سنة 2016 باستثناء وعد بالبيع تَم إبرامه مع مالك الأرض سنة 2012 دون إستكمال باقي إجراءات نقل الملكية.
و إزداد ضرر المساهمات و المساهمون في ودادية العدالة و التنمية من عدم وفاء سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، بوعده المتعلق بتقديم الجواب الإستعجالي على رسالة التّظلم ، التي تسلَّمها – بكلتا يديه - من المُتضرِّرات و المُتضررين على هامش لقاء حزبي أطّره بمدينة سطات في شهر فبراير 2018.
هكذا ، إنحاز رئيس الحكومة المغربية لِفَتْوَى جماعتِه الكهنوتية " لن نُسلم لكم إخواننا المُمَوِّلُون " ، رغم استماعِه و مُشاهدته للشهادات المؤلمة الحية المباشرة ، و رغم إطلاعه على وثائق الملفات التي تكشف بالأسماء تورط تنظيم العدالة و التنمية في المضاربة العقارية و السمسرة، و بيع بقع للبناء فوق أرض محفظة باسم الغير، و سحب أموال من حساب الودادية دون إحترام الضوابط القانونية المعمول بها . و كذلك تخصيص نسبة من الأرباح يستفيد منها مكتب الودادية دون سند قانوني ، كأننا أمام أنموذج " شركة حزبية" مملوكة للعدالة و التنمية تشكل غطاءاً للتهرب الضريبي و التحايل على القانون.
و قبل كل ما سبق ؛ فإن غزوة" التَّحَكُّم الاستثماري" قد قادَها المعزول بنكيران بمبادرة شخصية منه إبان سنوات ولايته العجاف . حيث نفث سموم مرجعية الضلال في عقول إخوانِهِ ، و أعلن فتوى " معركة بدر المقدسة " التي دارت رحاها قبل أربع سنوات ، حين طالبت العديد من جمعيات المجتمع المدني بضرورة فتح تحقيق في خروقات العقار و التعمير ، و الشبهات التي تحوم حول حالة اللإلتفاف على القانون في تأسيس الوداديات السكنية – منها ودادية بدر - ، و الفوضي الهدامة للمساطر و الإجراءات القانونية التي انعدم الإلتزام بها و الإمتثال لها.
ثم كانت المفاجأة غير سارَّة، بعد أن قام السيد رئيس الحكومة – آنذاك - عبد الإله بنكيران بتغليب نَعْرَتِه الحزبية كأمين عام لحزب العدالة و التنمية ، و الدخول على خط توفير الحماية السياسية لأعضاء حزبه بسطات من خلال رفع شكاية مباشرة عبر تقديم تفويض شخصي ، ينوب من خلاله المسمى عبد القادر باكر الكاتب المحلي للحزب بسطات و يقوم مقام الأمين العام في هذه القضية الفضيحة .
و رغم أن منصب رئيس الحكومة كان يفرض على المعزول بنكيران التَّرَفُّع عن العصبية الحزبية الجاهلية ، فقد فَضَّل الملقب ب "حنكيران" الإنحياز و التَّحيُّز لِعَشيرتِه الحزبية و أعضائها الغارقين في جريمة وِدادِيَتِهم السكنية الاستثمارية.
نعم أيها المارون فوق البيانات العابرة ؛
لم يأخذ عبد الإله بنكيران مراسلات جمعية الاختيار الحداثي الشعبي بمنطق النصيحة البريئة ، بل وَقَّعَ قراره بعقلية الفرعون الحزبي القامع للمجتمع المدني ، و كذلك بنزعة التعالي فوق القانون ، مع السعي الصريح لوأد جمعيات المجتمع المدني بمدينة سطات.
هكذا حاول ذاك المعزول حنكيران ممارسة التأثير السياسي ، و قام بِرفع شكاية مباشرة للزج بالشباب البريء في غياهب السجن ، بتهم السب و القذف التي أثبتت الوقائع أنها مجرد شكاية كيدية و مناورة سياسوية لِقَمْع جمعيات المجتمع المدني ، و مَنْعِهَا من الوصول لِجَوهر الجواب الصريح عن سؤال : أين ذهبت أموال ودادية بدر السكنية يا بنكيران ؟!.
ملحوظة ساخرة :
يبدو أن كشف حساب الذمة المالية الذي قدَّمه حنكيران عبر اللايف الفايسبوكي الفريد، قد غابت عنه حجة الفيشْ دُو صالير و شواهد الإعفاء الضريبي و الفاتورات و البونات و دَاكْشِّي ... وَاقِيلاَ حنكيران كَايْخْدَمْ بِالنْوَار و بالتالي الكُونْتْ بانْكِير حسابو ديما صْغير !
# إِيوَا شْحَالْ يْقَدْكُم من أستغفر الله يا ناهبي أموال ودادية بدر السكنية ؟!
عبد المجيد مومر الزيراوي
رئيس الإختيار الحداثي الشعبي
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.