أخر الاخبار

الإنتخابات المغربية إكتساح لحزب التجمع الوطني للأحرار ورفض شعبي لحزب الدئاب الملتحية

الإنتخابات المغربية إكتساح لحزب التجمع الوطني للأحرار ورفض شعبي لحزب الدئاب الملتحية

 الإنتخابات المغربية إكتساح منتظر لحزب التجمع الوطني للأحرار ورفض شعبي غير مسبوق لحزب الدئاب الملتحية

معلوم، من منطلق التاريخ، أن الحركات الدينينة والتكتلات السياسية ذات المرجعية الدينية تحتاج لعقود طويلة من الزمن حتى تبدأ بالتفكك ومن ثم الإنهيار وذلك بحكم تأسسها على قواعد قوية تخاطب الجانب الأكثر قابلية للتأثر في طبيعة أغلب البشر، أقصد الجانب الإيماني والعقائدي في الإنسان. لذلك عندما نتحدث عن حزب العدالة والتنمية المغربي فيجب أن نضع في الحسبان حقيقة كونه تكتل سياسي إسلامي لا يمكن فصله بأي شكل من الأشكال عن التيارات الدينية الأخرى عبر العالم سالفا وراهنا، أي أن تفككه ونكوصه قد لا يكون بالسرعة التي نتوقعها حتى وإن فشل في تصدر نتائج الإنتخابات القادمة،  التي تحضر هذه المرة في ظل أزمة جائحة كورونا التي غيرت  الكثير من ملامح المشهد السياسي المغربي، محدثة تحولا جوهريا في تراتبية القوى الحزبية.


أقصد أن الحزب الإسلامي الحاكم فقد بريقه بشكل شبه مطلق لصالح حزب رجال الأعمال، التجمع الوطني للأحرار، الذي استطاع بخطابه السوسيوإقتصادي الواعد والجدي أن يستميل ثقة العديد من المنتخِبين الذين يرون في زعماء هذا الحزب، وأغلبهم رجال أعمال، بارقة أمل لإعادة التوازن والنظام للإقتصاد الشبه فوضوي والشبه منهار في المرحلة الراهنة بسبب التسيير العشوائي للحزب الإسلامي الذي أفقر الفقير وزاد في ثروة وزرائه وأعضائه الدي لولا حراك 20 فبراير لما قامت له قائمة حزب لم تكن له تجربة في تسيير المؤسسات لكن له تجربة كبيرة في تسيير الجمعيات الإجتماعية البسيطة مع أطر أغلبهم يتسمون بالغباء السياسي والإقتصادي. هذا التحول في تراتبية الأحزاب يظهر بجلاء، مثلا، في الكيفية التي يقابل بها المواطن المغربي الحملات الإنتخابية الميدانية لممثلي الأحزاب، وذلك قبل أيام قليلة عن موعد الثامن من شتنبر، إذ يتم التعامل بنوع من الرفض والبرود وفي بعض الأحيان مطاردتهم في الأزقة كالإرهابيين مع حملة حزب العدالة والتنمية لأنه، في نظر المغاربة، يتحمل المسؤولية كاملة فيما آلت إليه الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية من تدهور غير مسبوق.


هذا التراجع في شعبية حزب العدالة والتنمية لا يمكن أن يلزمنا بالقول أن تجربة الحزب فشلت إذا ما نحن وضعناها في سياقها الإقليمي منذ بداية الربيع العربي وإلى اليوم، ليس لأنها التجربة الوحيدة التي دامت لعشر سنوات وكانت كارتية بالنسبة الى أغلبية المغاربة.


نقصد القول أن تجربة الإسلاميين السياسية في المغرب مختلفة عن مثيلتها في مصر وليبيا بحكم اختلاف أنظمة الحكم، وربما بحكم اختلاف بنية التكتلات الإسلامية نفسها إذا ما نحن أخذنا في الإتبار اعتدال وتوازن زعماء العدالة والتنمية. وهو الإعتدال والتوازن الذي ستظل السلطة، دائما وأبدا، في الحاجة إليه. لذلك لا يمكن الجزم بنهاية الإسلاميين في المغرب بقدر ما يمكن الجزم بأنهم يمرون بمرحلة انتقالية أو مرحلة تحول يحتاج خلالها الحزب إلى خطاب جديد ووجوه جديدة.

بن موسى
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -