أخر الاخبار

بين رؤية "الأهلي 2045" وتطوير الأندية المغربية.. فوارق كبيرة واختلاف عَقليات

 


 بين رؤية "الأهلي2045" وتطوير الأندية المغربية.. فوارق كبيرة واختلاف عَقليات

 

يعتبر النادي الأهلي المصري من بين المرجعيات التي يحتدى بها داخل مجال التسويق الرياضي، بين نظرائه من النواد العربية والإفريقية، حيث أن الفوارق شاسعة بين طرق التسيير، مما يجعل من النادي "القاهري" رائدا ومتفوقا على الساحة الرياضية، قاريا.


في مجال كرة القدم، يستفيد فريق الأهلي من هيكلته الجيدة وحكامته التسييرية، من أجل توفير سبل النجاح، محترما مرجعيته وقاعدته الشعبية الكبيرة، وهو ما يجعل منه "الأغنى" في الوسط القاري، خلافا لما هو عليه الحال، بالمغرب، مثلا، حيث نجد أن أندية مثل الوداد والرجاء، لا ترقى ميزانية تسييرها إلى50 بالمئة من ميزانية النادي المصري، ناهيك عن المنهجية المعتمدة التي تختلف بشكل كبير بين هذا وذاك.


رؤية 2045.. مشاريع الأهلي المصري العملاقة


أعلن مجلس إدارة النادي الأهلي المصري، مساء أول أمس، عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة استثمارات اقتصادية، في أفق بلورة تصور"رؤية 2045"، والتي تضم أربعة مشاريع رياضية خدماتية واستثمارية، تهدف إلى تطوير النادي على المدى المتوسط والبعيد.


هذا، ومن بين المشاريع المنجزة، اتخد النادي الأهلي "استاد السلام"، ضواحي العاصمة القاهرة، ليكون في ملكيته، خلال مدة خمسة وعشرين سنة القادمة، بناء على تصور الإدارة بضرورة وجود ملعب دائم لمباريات الفريق الأول لكرة القدم، يخفض تكاليف ميزانية التشغيل للفريق والمتمثلة في كراء الملعب للمباريات الرسمية والودية، وتكاليف صيانة ملاعب التدريب وتكاليف الانتقالات إلى الملاعب خارج القاهرة.



  ويسعى النادي الأهلي من خلال "رؤية 2045"، إلى امتلاك بعض المركبات الأخرى، على غرار مجمع حمامات السباحة التابع للتربية والتعليم، على سبيل الذكر ليس الحصر، مم أجل زيادة الخدمات المقدمة إلى شركاء الأهلي من الوكالات التسويقية والشركات الراعية وخفض تكاليف تفعيل وتشغيل العقود التسويقية والتجارية، فضلا عن زيادة أعداد المشاركين في أكاديميات النادي في كل فروعه.


من جانب آخر، تتجه إدارة نادي الأهلي، إلى إسناد تدبير قناة "الأهلي" الإعلامية، إلى شركة مختصة، من أجل أن تقوم بتطوير برامجها ومحتواها و"ستوديوهاتها" والوصول بها للمستوى الذي يليق بالنادي ويلبي رغبة جماهيره العريضة.


الرجاء والوداد.. فوارق كبيرة!


وإن كانا ناديا الرجاء والوداد الرياضيين، يعتبران من قادة قاطرة كرة القدم المغربية، فإن عملا كبيرا ينتظرها من أجل أن ترقى على المستوى الاقتصاد الرياضي، مما يمكنها يوما ما من وضع تصور مماثل لما هو عليه الشأن بالنسبة لنادي الأهلي المصري.


وإن كان مسؤولو الأهلي قد وضعوا تصورا لتطوير النادي  في أفق أمد سنة 2045، فإن إسقاط مشروع مماثل على السوق المغربية، يعد صعب المنال، لاسيما بوجود "عقليات" تسييرية تعمل على المدى القريب، وفقط، كما أن جل رؤساء الأندية الكروية المغربية يظلون "رهيني" نتائج الفريق الأول ولا يعمرون في المسؤولية طويلا، وأن توليهم لها لا يقترن بمشاريع من هذا الحجم.



 نادي الرجاء الرياضي، على سبيل المثال، الذي يعد واجهة للكرة المغربية، إقليميا وقاريا، يفتقد بشكل كبير لموصفات "النادي"، حتى أن "اللوغو" أضحى مقترنا  بفرع كرة القدم، في الوقت الذي تسبح فيه فروع أخرى في براثين النسيان، كما هو حال كرة السلة، التي كانت في وقت قريب تعتبر من أقوى الفرق محليا.


وحتى إن كان فرع كرة القدم، يحظى بالاهتمام الكبير، فإن فريق الرجاء يفتقد لموارد مالية مهنة، قياسا بشعبيته والصورة التي يتم تسويقها، باستثناء بعض الأوفياء من المستشهرين وقاعدته الجماهيرية التي تعتبر الراعي "الذهبي" له، من خلال مداخيل المباريات وعائدات بطائق الاشتراك السنوية.


في زمن أضحت فيه الأموال محركا أساسيا لتطوير كرة القدم، فإن الضرورة أصبحت ملحة أمام الرجاء والوداد، من أجل البحث عن سبل مسايرة الركب، فجلب لاعبين في المستوى الكبير يتطلب تسجيل صفقات بقيمة مليون يورو فما فوق، كما أن استغلال جماهيرية الفريقين لا يقتصر فقط على استنزاف جيوب الأنصار وإنما البحث عن استثمارات خارجية، من شأنها ضخ الملايير في الخزينة، مما يسمح بالتفكير في مشاريع أخرى، على غرار بناء مركبات وملاعب خاصة، عوض الاتكال على البنية التحتية العمومية، التي توفرها الدولة.


في سياق الحديث عن تأسيس شركات رياضية لتسيير الأندية، فإنه أصبح من الضروري منح صلاحيات التدبير إلى أشخاص أكفاء في مجال المقاولة والاقتصاد، كما في المجالات المرتبطة بها، من أجل الرقي بالكرة في المغرب، عبر محطة النواد المشكلة للقاعدة، في أفق بناء منتخب وطني قوي وتنافسي مستقبلا.

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -