أخر الاخبار

موريتانيا يَبْتَـزُّ الجزائر والمغرب معاً من أجل أن يبقى الوضع الحالي في الصحراء إلى الأبد

 الجزائر - المغرب

أولا : إذا  أَرَدْتَ  أن تفهم  جيدا  من  يكون  مرتزقة  عسكر  موريتانيا   فَاقْـرَأْ  مذكرات  المختار ولد  داداه :

كنتُ  قد بدأتُ  في  كتابة  هذا الموضوع  قبل  ثلاثة  أو أربعة  أيام ، ونظرا  لما يحتاجه  الموضوع  من  البحث في  تدقيق   المعلومات  فقد  تأخرتُ  في  إتمامه ، حيث  ظَهَر يوم  06 أبريل 2021  َ في  مجلتنا  الموقرة  الجزائر تايمز  في ركن أخبار  المغرب  مقالٌ للأستاذ  بلقاسم  الشايب  بعنوان  رائع  يقول ( الجزائر تنجح في توتير العلاقة الأخوية بين المغرب و موريتانيا ) وهذا  صحيح  100%  وكنت ُ  سأتوقف  عن مواصلة  الكتابة في  الموضوع  الذي  يحمل  عنوان : مرتزقة عسكر موريتانيا  الحاكم يَبْتَـزُّ  الجزائر والمغرب معاً من أجل أن يبقى الوضع الحالي إلى الأبد ) لكن عندما  عُدْتُ  وقرأتُ مَا  كتبتُ قبل إتمامه  وجدتُ أن الموضوعين  متكاملان  إلى حد  كبير لذلك فقد زدتُ هذه  المقدمة  التي  يمكن  أن  يـكون  عنوانها  ( إذا  أردتَ  أن تفهم  جيدا  من  يكون  مرتزقة  عسكر  موريتانيا   فَاقْـرَأْ  مذكرات  المختار ولد  داداه )  ..

 

ثانيا : دستور  دساتير  الموريتانيين  هو ما  يسمى  ( مذكرات  المختار ولد داداه ) :

 يقول ولد داداه  حرفيا  في مذكراته  صفحة  06  :  أَلَحَّ  عَلَيَّ أصدقائي من الموريتانيين  والأجانب أن أكتبَ مُذكراتي وكانوا يقولون لي (  لقد  أنشأتم موريتانيا من العدم ) "  وقد  صدق  ولد  داداه  في  ذلك  لأن  موريتانيا  صنعتها  فرنسا  باتفاق بين  أعمدة  الاستعمار  الفرنسي  والمختار ولد داداه  وأتباعه  ، وهذا  اعتراف  غير مباشر بأن المغرب  حينما  كان يطالب بموريتانيا  كان  على  حق لأن  المغرب  كانت  جذوره  ضاربة  في  عمق الصحراء  جُغْرَافِيّاً  وفي  عمق  الزمن  تاريخياً  بأكثر من 13  قرنا  وهذا لا ينكره  إلا  مناصروا  الاستعمار  الذي  قسم  شمال  إفريقيا  بالأمس  ويحارب  اليوم أي  محاولة  للوحدة  المغاربية  بما  أوتي  من  قوة  هو  وأزلامه  المنتشرين  في  كل  دول  المنطقة  المغاربية   الخمس ، وفي  نظر  أحرار  المنطقة  المغاربية  أن  الأمر واضح  وضوح الشمس  في  كبد  السماء  ،  فالأحرار  المغاربيون   يريدون  جمع  شمل  ما  فرقه  الاستعمار  في  مؤتمر  برلين  عام  1884  لكن  الاستعمار  مع   الخونة  أو  الجهلة   في  المنطقة  المغاربية  يساعدون  جميع  أشكال  الاستعمار  لزيادة  تفريق  وتفتيت  دول   المنطقة  المغاربية  التي  فرقها  الاستعمار  أصلا  ،  ولن  أمُرَّ على  اعتراف  ولد داداه  دون أن  أُحَيِّي  تحية  صادقة  الجزائري  الشجاع  عمار  سعداني  الذي  " اعتبر أن الصحراء من الناحية التاريخية، مغربية وليست شيئا  آخر، لأن  الصحراء اقتطعت من المغرب في مؤتمر برلين الذي انعقد عام  1884  في  برلين  لتقسيم  الأوروبين  الأراضي  الإفريقية  فيما بينهم  بالتراضي ، ويشدد  عمار سعداني على أن الجزائر التي تدفع أموالا كثيرة للمنظمة التي تُسمى البوليساريو منذ أكثر من 50 سنة دون أية نتيجة.  ويقول  حرفيا  : “الجزائر دفعت ثمنًا غاليًا جداً دون أن تقوم المنظمة ( البوليساريو )  بشيء أو تَخْرُجَ من عنق الزجاجة”. مضيفا : “لذلك فالعلاقة بين الجزائر والمغرب، هي أكبر من هذا الموضوع والآن الظرف مناسب، وأن الأموال التي تدفع لمنظمة البوليساريو والتي يتجول بها أصحابها في الفنادق الفخمة منذ 50 عاماً، فإن سوق أهراس والبيض وتمنراست وغيرها أَوْلَى بها" ... فالمغرب  استرد  جزءا  من  المنطقة  المغاربية  كانت  بيد  الاستعمار الاسباني ومافيا  جنرالات فرنسا الحاكمون في الجزائر ومعهم الربيب  الثاني مرتزقة عسكر موريتانيا الحاكم  يدفعون فييييي اتجاه مزيد من التفريق.

وليعرف القراء الكرام  مدى قيمة  الصحراء  المغربية  عند الموريتانيين  وعلى رأسهم  المختار ولد داداه  ومناصروه ،  لقد  أقتطفُ  لكم  ما جاء  في  الصفحة  03  من مذكرات  ولد داداه  ، والتي  يستشرف  فيها  مستقبل موريتانيا  ويسميها  ( موريتانيا الكبرى ) عندما  تتوحد  مع  البوليساريو  وإعادة  السيطرة  على الصحراء المغربية  كاملة  لتصبح  دولة  واحدة   تسمى ( موريتانيا  الكبرى )  فاقرأوا  وتَمَعَّنُوا  ، وبالمناسبة  فمذكرات  ولد داداه  التي تعتبر  دستور الدساتير للموريتانيين  الذين  يَحِنُّونَ  لاستعادة  الصحراء المغربية   كاملة  ودمجها  في  موريتانيا  وفي  الحقيقة  لا يجب التعميم  لأن بعض  الموريتانيين  على  وعي  تام  بما  تحفره  لهم  مافيا  جنرالات  الجزائر  باعتماد  مرجعية  مذكرات  المختار ولد داداه  ويمكن  تحميلها  بسهولة  والاطلاع  عليها  باعتبارها  شهادة  مكتوبة  للتاريخ   ولكي  نعرف  لماذا  تميل  موريتانيا  إلى  عرقلة  أي  حل  لمعضلة  الصحراء  المغربية  وتستغل  في  ذلك  الجزائر  والمغرب  معاً  لتربح  استدامة  الأمور  كما  هي  عليه  الآن ، وإن  لم  تستطع   موريتانيا  وحلفاؤها  (  عسكر  الجزائر + البوليساريو ) استرجاع  الصحراء  المغربية  فهي  ستبقى  عرقلة  دائمة  لاستدامة  الوضع  الحالي  وإلى الأبد ....

بدايةً  لابد من  التذكير  أن  مذكرات  ولد  داداه  خرجت  للوجود  في  سنة  وفاته  أي عام   2003  أي  بعد  25  سنة  من  طرده  من  موريتانيا   نحو  فرنسا ، رغم  عودته  القصيرة  إلى موريتانيا  عام  2001   وقد كان  قد بلغ  من الكبر عتيا  لأنه  سرعان ما عاد إلى مستشفى  فال دوغراس  بفرنسا   حيث  مات  عام 2003 .. 

يقول  ولد  داداه  في  الصفحة  03  من مذكراته : " ويضاف إلى مختلف هذه الآفاق  بُعْدُ موريتانيا  الصحراوي ، وهنا أتوجه  بصورة خاصة إلى إخواننا  في الصحراء الاسبانية ، ولا يفوتني في هذا  المقام أن أذكر بما يجمعنا مع هؤلاء من روابط لا تحصى فأسماؤنا  واحدة  ولغتنا واحدة  ونشترك  في الحفاظ على أنماط  الحياة التقليدية  نفسها ، ولنا  نفس المرجعيات الدينية ، وترتاد  قُطْعَانُنَا  المراعي والآبار  نفسها ، وبكلمة واحدة فإننا جميعا  ننتمي إلى حضارة  صحراوية واحدة  نفخر بها.وعليه  أدعو إخواننا  في الصحراء الاسبانية أن يفكروا  معنا من الآن في ترسيخ  دعائم ( موريتانيا  الكبرى ) اقتصاديا وروحيا ، وأوجه إليهم  رسالة  صداقة  وأرجوكم  أيها المواطنون إبلاغهم إياها  مجددا  كما أدعو إلى  وئام كافة البيضان من شواطئ الأطلس غربا إلى أَزَوَاد شرقا ومن وادي درعة شمالا إلى ضفاف نهرالسنيغال جنوبا"!!

ويمكن تلخيص  ملاحظاتنا حول هذه الفقرة  من مذكرات ولد  داداه  وخاصة  ما تعلق منها بالصحراء المغربية  كما يلي :

1) لا يزال  يعتبر  ولد داداه  الصحراء المغربية  حتى بعد  استرجاعها  من يد  المستعمر  الاسباني  عام  1975  لا يزال  يعتبرها  ( صحراء  إسبانية )  ويلح  على ذلك  لغاية في نفسه ، مع العلم  أنه  كتب هذه  المذكرات والصحراء  تحت  السيادة  المغربية  ومع ذلك  فهو  يأمر الأجيال  الموريتانية   وأجيال  البوليساريو  القادمة   بإنشاء  ( موريتانيا  الكبرى )  التي رددها  مرارا  وذكر  حدودها .

2) لا يزال المختار ولد داداه  يعتبر كامل الصحراء المغربية  أرضا  موريتانية  حتى قبيل  موته  رغم جميع التطورات التي  وقعت  في أيام  منفاه  بفرنسا  من 1978  إلى  2001  ( أي  حوالي  24  سنة  قد  محاها  من ذاكرته  ومن  مذكراته (  نظرا  لأنه  متشبت  بنظرية   موريتانيا  الكبرى  حتى  ولو  اعترفت  الأمم  المتحدة   بسيادة  المغرب  على  صحرائه  لأنه  شوفيني  العقلية )   ، فهو يقول بعد  استعراض أحقية  موريتانيا  في  الصحراء  المغربية  كاملة  ما يلي :  " ويضاف  إلى مختلف هذه الآفاق بُعْدُ موريتانيا  الصحراوي"  إذن هو مُصِرٌّ على  البعد  الصحراوي  لموريتانيا  ويقصد  بذلك  الصحراء المغربية كاملة بلا  لَـفٍّ  ولا دوران !!!!.

3) وفي  مخاطبته  للصحراويين  من ساكنة  الصحراء المغربية  وغيرهم  من الذين  يعيشون  في مخيمات الذل بتندوف  أو  في  الشتات  ، يُذَكِّرُهُمْ  بما  يجمعهم   حيث  يقول لهم  : "وبكلمة واحدة فإننا جميعا  ننتمي إلى حضارة  صحراوية واحدة  نفخر  بها."..وإذا  سألنا  المختار ولد  داداه : كم  من  صحراء في هذه  الكرة الأرضية ؟ وهل هذه  الصحاري تنتمي هي أيضا لما يسميه ولد داداه (حضارة  صحراوية  واحدة  ينتمي  إليها ؟)  فهل  صحراء  الربع  الخالي  في  شبه  الجزيرة العربية ،والصحراء الغربية المصرية وصحراء  ليبيا  وصحراء نيفادا في الولايات  المتحدة الأمريكية وغيرها من صحاري العالم هي أيضا تعتبر(حضارة صحراوية ينتمي إليها المختارولد داداه  هو  ومرتزقة  البوليساريو )؟ !!!

4) ثم  يخرج من التلميح  إلى التصريح  مخاطبا  الصحراويين  القاطنين  بالصحراء المغربية وطبعا  كذلك  البوليساريو  ويقول لهم : " وعليه  أدعو إخواننا  في الصحراء الاسبانية أن يفكروا  معنا من الآن في ترسيخ  دعائم ( موريتانيا  الكبرى ) اقتصاديا وروحيا "... ومن كلام  ولد داداه  هذا بدأنا  نشك  في قواه العقلية ...

5)    ويشطح  به  خياله  المريض  فيرسم  حدود ( موريتانيا الكبرى ) ويقول : " كما أدعو إلى  وئام  كافة البيضان من شواطئ  الأطلسي  غربا  إلى أوزاد  شرقا ، ومن  وادي درعة  شمالا إلى  ضفاف نهر السنيغال جنوبا "  وتعالوا معي  إخواني  القراء  لنضحك  قليلا  على  هذا  الحلم  السريالي ( بموريتانيا  الكبرى  عند  هذا  الرجل )  بهدف تجميع  البيضان  بالنسبة  إليه  من  شواطئ  المحيط  الأطلسي  غربا ، وهذا المحيط   معروف  كحدود  غربية  ( لموريتانيا  الكبرى ) ،  لكن  السريالية  عند  ولد داداه  تبدأ  من  قوله  ( ومن أزواد  شرقا  )  ،  وهذه  من الحدود  التي  تستوجب  قليلا  من  التَّـمَعُّنِ ، فإذا  أراد  ولد داداه  أن يصل  إلى إقليم  أزواد وهذا  الإقليم   اليوم  يقع  في  شرق  دولة  مالي   فعليه  أن  يبتلع  ثلثي  الأراضي   المالية   ليصل  إلى أزواد  لأن  إقليم  أزواد  يحده من الشرق النيجر ويحده من الشمال  الجزائر ويقع في أقصى  شرق  مالي  لذلك  قلنا  إنه  إذا  أراد  أن  يمر إلى  أزواد  عليه  أن يبتلع  ثلثي  أراضي  دولة  مالي  ليصل إلى  أزواد !!!  أما  شمال  ( موريتانيا  الكبرى )  حسب  خيال  المختار ولد داداه في مذكراته فَـيَحُدُّهَا  وادي  درعة  وهو  في  العمق  المغربي  غير  المتنازع   عليه  لأن  وادي  درعة  بالبحث عنه  في  موسوعة  غوغل  نجد  وصفه  كما يلي  وهو  كما  في  جميع  خرائط  العالم  أيضا  :  جاء في غوغل  " وادي درعة هو أطول واد في المغرب، ينبع من جبال الأطلس الكبير بالمغرب في اتجاه الجنوب الشرقي حيث يلتقي مع وادي دادس و نهر إميني، ويقطع الصحراء إلى تاكونيت ومنها يصب أغلبه في الناحية الغربية في المحيط الأطلسي ( أي في الأراضي  المغربية  غير  المتنازع  عليها  وبالضبط  حسب  خريطة  موسوعة غوغل  عند مدينة  طانطان ) ، ويصب القليل  منه في شمال طانطان. ويجف ذلك الجزء من وادي درعة الواقع بعد تاكونيت أغلب العام  ويشكل جزء من وادي درعة الحدود السياسية بين المغرب والجزائر  ( انتهى  تعريف  موسوعة غوغل  لوادي  درعة )  ...  و عند  ذكر  حدود ( موريتانيا  الكبرى )   الجنوبية  نحمد  الله  أنه  وقف  عند  ضفاف  نهر  السنيغال  وهي  حدود  موريتانيا  اليوم  في  أقصى  الجنوب مع  السنيغال.

وهناك  عدة  ملاحظات  على  هلوسات  ولد داداه  في  ما يسمى مذكراته  ، فمثلا  كم  كان  يبلغ  عدد  سكان  موريتانيا  حينما  كان  يحلم  المختار ولد  داداه  هذا  الحلم  السريالي ؟  فقد وجدنا  في  غوغل  أنه  بعد  موت  المختار ولد  داداه  بخمس سنوات  أي  في  عام  2018  بلغ  عدد سكان موريتانيا  4.649.658  نسمة  بكثافة  3,4  ثلاثة  موريتانيين  في الكيلومتر المربع  حسب  الحدود  الحالية  لموريتانيا  البالغة  1.030.700  كلم  مربع  ، وإذا  اعتبرنا  أن  البوليساريو  اندمج  مع  موريتانيا  لتحقيق  ( موريتانيا  الكبرى )  المكونة  مما  ذكرنا  سابقا  فستصبح  مساحة  ( موريتانيا  الكبرى )  هي  مساحة موريتانيا الحالية  + ما  بين  الصحراء المغربية  ووادي  درعة  أي  ما  يقارب  200  ألف  كلم  مربع  + مساحة  الصحراء الاسبانية  كما  يسميها  ولد داداه  + ثلثي  مساحة  مالي  =  ( موريتانيا  الكبرى )  حسب  ولد  داداه .. وكم  سيكون  عدد  سكانها  وكثافتهم  في  كل  كيلومتر  مربع ؟  وهل  تستطيع  دويلة  موريتانيا  مع  عسكر المرتزقة  الحاكم  على شعبها  أن  يدبر  شؤون  هذه  الدولة  السريالية  المستحيلة  الظهور  إلى الوجود  والمسماة  ( موريتانيا  الكبرى )  التي  هي  خارج  منطق  التاريخ  والجغرافيا  في أفق  ملايير  السنين  الضوئية ؟؟؟ ... فكيف  يمكن  لكيان  هزيل  مثل  موريتانيا  أن  يدبر  شؤون  هذه  الخلوات  المترامية  الأطراف ، إنه  حلمُ  مخلوقٍ  أَخْرَقَ  أَرْعَنَ  مَخْبْولٍ ...

هذا  نموذج  من  الحمق  العربي  وهو  المختار  ولد داداه ، لكنني  ألتمس  له  العذر لأنه  بهذا  الذي  سماه  تجميع  البيضان  في  ( موريتانيا  الكبرى )  من  الحدود  الفلانية إلى الحدود  العلانية  من أجل  استمالة  البوليساريو  الذين  أرعبوه   لدرجة  أنه  أدمجهم   في ( موريتانيا  الكبرى )  حسب  ما جاء في مذكراته  حيث  عرض  عليهم  بنات  خياله  المُـتَـوَرِّمِ   سرياليا  بعد أن  استهل  كلامه  لذلك  بأن  الموريتانيين  والبوليساريو شعب واحد  يجب أن يناضل  لتحقيق هذه الهلوسات المَرَضِيَّة . وأنا  أسرح   معه  في  خياله  تذكرت  الجزائريين  الذين  يعيشون  في  الجنوب  الجزائري  وهم  يشتكون  من  التهميش  الذي  عاشوه  ولا يزالون  يعيشون  فيه  ، وهنا  أفتح قوسا  لأقول : كم  هي  بليغة  تلك  الصورة  التي عبر عنها  أحد  ساكنة صحراء الجزائر حيث قال ( نعيش في الظلام  الدائم  منذ 60  سنة  لأنه  ليس  لنا  كهرباء  وتحت  أقدامنا  ملايين  الأمتار المكعبة  من  الغاز الطبيعي ،  بينما  يعيش  بعيدا  عن  هذا  المكان  بآلاف  الكيلومترات  فرنسيون  يعيشون  في  النور بفضل  الغاز الجزائري  هذا  الذي  تحت  أقدامنا  نحن الذين في الصحراء  الجزائرية  )  يا لسخرية  الأقدار !!!!

وبعودتنا   لموضوعنا  نقول :  الأكيد  أن  عصر  الرئيس السابق  ولد عبد  العزيز  كان  يسير  في  هذا  الاتجاه  بدون  شك  ، لكن  ولد الغزواني  اتخذ من  هذا  الحلم   السريالي  مطية  لكسب  أصوات  الموريتانيين  الواقعيين  الذين  عانوا  من  طغيان  عسكر ولد عبد العزيز  وفساده  المنتشر  في  ربوع  موريتانيا  ونجح  محمد ولد الغزواني في  انتخابات  22 يونيو 2019  وبدا  للجميع  أن  ولد  الغزواني  ربما  قد  يعمل  على  محاربة  الفساد  المنتشر  في  موريتانيا  كما  هو  في  الجزائر  خاصة وأن  الرئيس  ولد  عبد العزيز  سار  على  نهج  مافيا  جنرالات  الجزائر في علاقتهم  مع  الشعب  تماما  ، وكان  ولد  عبد العزيز يعتمد  على  مافيا جنرالات الجزائر  ماديا  ومعنويا ، وقد  كَـشَّـرَ  ولد  الغزواني  على نيابه  لخصومه  المُفْتَرَضِينَ  حينما أعلن  عن  إمكانية  محاكمة  الفاسدين  الموريتانيين  وعلى  رأسهم  الرئيس  السابق ،  وبخصوص  السياسة  الخارجية  أظهر  نوعا من  التفتح  في  اتجاه  المغرب  وكما  يتداول  الشارع  سواءا  الموريتاني  أو المغربي أن هناك  تفاؤلا  في  التقارب  بين  موريتانيا  والمغرب  عَـبَّرَ عنه  قائدا  البلدين  حيث  عرض  كل  واحد منهما  على الآخر في  مكالمة  هاتفية  أن يزور  كل  واحد منهما  بلد  الثاني  مرحبين  بالدعوتين  المتبادلتين ...

ثالثا: مرتزقة عسكر موريتانيا الحاكم  يتمسكون  بالثوابث المنبثقة من مذكرات المتخار ولد داداه نُوجِزُهَا كما يلي  :

1) بعد أن  تنازل  الموريتانيون  في  البداية  عن أطماعهم  في  الصحراء المغربية  كاملة  لأن  المسيرة الخضراء المغربية  وضعتهم  أمام  الأمر  الواقع  ،  فتنازلوا  مؤقتا  عن  (الساقية  الحمراء ووادي الذهب)  وقَـنَعُوا بمحافظة  ( وادي  الذهب )  في  خضم  المسيرة الخضراء  التي طردت  الاستعمار  من الصحراء  وهم  يتفرجون  على هذه المسيرة  وكأنهم  من  سكان ألاسكا  ، لكن  الحقيقة  التي  ستظهر  فيما بعد هي  صفة   الجبن  والخَـرَعِ  والفزع  الذي  يملأ  قلوبهم  وذلك  ما  سَيَظْهَـرُ  جَلِيّاً  فيما بعد  بكونهم  لم  يهنأوا  بمحافظة وادي الذهب  يوما واحدا ، وأَنَاخُوا  للعسكر  الجزائري  ومرتزقة  البوليساريو  حيث  شن  عليهم  المقبور  بومدين  حروبا  متواصلة  ما بين 1975  و1978  حتى  أنَاخُوا  كالبعير الهَرِمِ  وسلّمُوا  أنفسهم  لمافيا  جنرالات  الجزائر  عن  طواعية ، فإن  الموريتانيين لن  ينسوا أبدا حرب  بودمين على  عين بنتلي وبير أم  كرين قرب  الحدود  الجزائرية وبلدة  إنال على طريق  السكة الحديدية  الرابطة  بين  الزويرات ونواذيبو ، وقد بدأت تلك الهجمات – حسب مذكرات  ولد داداه - في السابع  من ديسمبر 1975 إلى تاريخ الإطاحة  به  في  10  يوليوز  1978.

2) بعد  التخطيط  لمحاولة  الغدر بتسليم  موريتانيا   محافظة  وادي  الذهب  للبوليساريو  تنفيذا  لما  يؤمنون  به  والذي  عبر  عنه  ولد  داداه  في  مذكراته  فيما  بعد ،  استطاع  ملك المغرب  أن  يتغدى  بهم قبل أن يتعشوا به  حيث دخلت الجيوش المغربية  لمحافظة وادي الذهب في 14 غشت  1978  قبل  تسليمها  للبوليساريو في  فاتح  يناير 1979 كما كان الاتفاق بين جبناء عساكر موريتانيا  والبوليساريو ومن ورائهم  مافيا  جنرالات الجزائر ، وأُسْقِطَ  في  يد  العصابة الحاكمة  في  الجزائر  وربيبتها  البوليساريو  ليبدأوا  فيما بعد  معركة  خاسرة  100 %

3) حسب  مذكرات  المختار ولد داداه  التي  يؤكد  فيها  أن الصحراء الإسبانية (  وهو يُصِرُّ دائما على  تسميتها  بالصحراء الاسبانية )  حيث  يقول  ويردد  بأن  :" الصحراء الاسبانية  هي  صحراء  موريتانية "...  لذلك  يسير  من  جاءوا  بعده  في  طريق  تنفيذ  تحالف ٍ موريتاني  مع  مافيا  جنرالات  الجزائر والبوليساريو  جميعا ، و بداية  المخطط  ستكون بإصرارهم  الدائم  على  أن لا تكون  لهم  حدود  مباشرة  مع المغرب  مُـرَسَّـمَةٌ  دوليا  ومعترف  بها  من  طرف  الأمم  المتحدة ، وهو  ما  سيعملون  دائما  وأبدا  على  عرقلته  وعدم  تنفيذه  مهما  كانت  الظروف  وحتى  ولو   قرر  ذلك  مجلس  الأمن  واعترف  للمغرب  بسيادته  على كامل  الصحراء  المغربية  فإن  الموريتانيين  أو  أغلبهم  لن  يلتزموا  بتنفيذ  قرار  مجلس  الأمن  ، إذن  فمعضلة  الحدود المباشرة مع المغرب  ستبقى  قائمة  ولن يعترفوا  للمغرب  بسيادته  على  محافظة  الساقية الحمراء  أو  حدودهم  معه  في  وادي  الذهب  أبدا  وإلى  يوم  القيامة ، لأن  المختار ولد داده  في  مذكراته  يعتبر صراحة  أن  الصحراء ( الإسبانية ) كما  يدعوها  هي  كاملة  من  حق  موريتانيا  لأنها  امتداد  طبيعي  لموريتانيا ... وهذا  خلافٌ  جوهري  تكرسه  في  أذهان  الموريتانيين  مافيا  جنرالات  الجزائر  حتى  تبقى  موريتانيا  في  حالة  رعب  دائم  من  المغرب     (التوسعي)  كما  تدعي  مافيا  جنرالات  فرنسا  الحاكمين  على الشعب  الجزائري !!!!

4) بعد  ضياع  الصحراء المغربية   من  يد  مرتزقة عسكر موريتانيا  وبدأت  معالم  الانتصارات  المغربية  منذ  2008  انتقل  مرتزقة  عسكر موريتانيا  الحاكم  برئاسة  الكابران  الانقلابي  محمد  ولد عبد العزيز  إلى  ابتزاز  الجزائر والشروع   في  تنفيذ  القطيعة مع  المغرب أو شبه القطيعة ( 8 سنوات  بدون  سفير موريتاني  في  الرباط ) ، واستفاد  مرتزقة  عسكر موريتانيا  من  عطايا  الجزائر المباشرة  وغير المباشرة  وبملايير  الدولارات  جزاءا  لهم  على  تمسكهم   بموقفهم  شبه  العدائي  مع  المغرب  وانحيازهم  للأطروحة  الانفصالية  وتدعيمها  خفية ...

5) أظهر  مرتزقة  عسكر موريتانيا  أنهم   سَـيُمْسِكُونَ  العصا  من  الوسط  بأكذوبة  ( الحياد  الإيجابي )  المفضوحة  منذ  تولي  ولد  عبد العزيز  السلطة  ، ولم يكن  ما يسمى (الحياد  الإيجابي)  سوى  تغطية  على  أساليب  المراوغة  والنصب  والاحتيال  على  المغرب  الذي  أرخى  لهم  حبل  المراوغة  وهو  يدري  ما  يفعلون لأنه : هل  من المعقول  أن  يجتمع  عند  حكام  موريتانيا  الحياد  الإيجابي  مع  اعتبار  أن  المغرب  ( يحتل  الصحراء  الغربية  ) ؟   فهذا  ضَحِكٌ  على الذُّقون ،  ولم  يتخذوا  العبرة  من  بان  كي  مون  الذي  زَلَّ   لسانه  بكون  المغرب  يحتل  الصحراء  فقام العالم   بإسره  ضده  واعتبره  جاهلا   بالقانون  الدولي  ، فما  بالك  برعاة  الإبل  الذين  لا يفرقون  بين  بعرة  الجمل  والدُّرَرِ  النفيسة ... يمكن  القول  بأن  المغرب  لا يريد  فتح  جبهة  مع  صبيان  السياسة  والذين  يرى  العالم  فيهم  دولة  (  مُتَسَوِّلِينَ )  لا أقل  ولا أكثر .

6) بعد فتح معبر الكركرات من طرف  الجيش المغربي  وطرد  قُطَّاع  الطرق  من عناصر البوليساريو،  أصبح يوم  13 نوفمبر 2020   يوماً  تَغَـيَّـرَ  فيه  الوضع  في  المنطقة  واضطرت  موريتانيا  أن  تحمي  حدودها  التي أصبحت  في  احتكاك  مباشر  مع  الجدار  الأمني  المغربي  الجديد  ،  قلنا  تحمي  حدودها  ليس  من  البوليساريو ولكن  من  المغرب  ( لأنني  كنت  أقول ولا  أزال  أكرر أنه لا فرق  بين موريتانيا  والبوليساريو  مطلقا  وقد  أَثْبَتَتْ  الأيام  ما  كنت  أستشرفه  والدليل  أن  المقبور  الداه  البندير  الذي  قُتِلَ  قبيل  أيام  أي  في  07 أبريل 2021   بصاروخ  مغربي  أطلقته طائرة بدون ربان  هو  موريتاني  ولا علاقة  له  بالصحراويين  بالساقية الحمراء أو  وادي  الذهب  !!!! )

7) مرتزقة  عسكر  موريتانيا  الحاكم  يستغلون  هذ  الظروف  كلها  إضافة إلى  الثوابت  التي  ذكرها  المختار ولد  داداه  في  مذكراته  ووجدوا  أنه  ليس  في  الإمكان أبدع  مما  كان ... فهم  بين  مطرقة  الجزائر  وسندان  المغرب  وخازوق  البوليساريو  الذي  احتل  أراضيهم  بل  أصبح  سرطانا   ينخر  جسم  موريتانيا   كلها ، وفي  المقابل  هناك  الجُـبْنُ  المسيطرُ  على الشعب  الموريتاني  الذي  يتفرج  على  أرضه  التي  يعبث   فيها  البوليساريو  كما  يشاء ،  فالشعب  الموريتاني   يعاني من أي  اضطراب  في هذا  الوضع  الساكن  مثلما   حصل  في  الأسابيع  الثلاثة  التي  أغلق  فيها  قُطَّاعُ  الطرق  معبر  الكركرات  حيث  ارتفع  سعر الخضر  والفواكه  التي كانت  تأتيه  من  المغرب  إلى  600 %  ومع  ذلك  فلم  يستطع  الشعب  الموريتاني  أن  يحرك  ساكنا  إلا  من  بعض  الهَـمْهَمَاتِ  من أُذُنٍ  إلى أخرى  من شدة  الرعب  من  الجزائر  والبوليساريو ..

8) موريتانيا   أصبحت  محتلة  من  طرف  البوليساريو ، فقد أصبح  البوليساريو  منتشرا  في  الجسم  الموريتاني  كالسرطان ،لأن  البوليساريو  استغل  الفوضى  التي  دَشَّـنَهَا  لهم  الرئيس  الموريتاني  السابق  ولد عبد العزيز  حيث  تركهم  يُـدْمِجُونَ  الأراضي  الموريتانية  مع  الشريط  العازل  الذي  تخلى عنه  المغرب  طواعية  عند توقيع  اتفاقية  إطلاق النار مع  الأمم  المتحدة  عام  1991  ، وفي  فترة  الرئيس السابق  ولد  عبد العزيز  ظهر  مصطلح  (الأراضي  المحررة )  عند   البوليساريو  حيث  لم  يقف  البوليساريو  عند  الشريط   العازل  بل دفعهم الرئيس  الموريتاني  السابق  لخرق  الشريط   العازل  الواقع  شرق  الجدار  إلى أن  وصل  بهم  إلى  الجدار  الأمني  المغربي  أمام  أعين  ( المينورسو )  التي  لم  تحرك  ساكنا  بحجة  أنها  هيئة  أممية  للإشراف  على الاستفتاء وليس  لمراقبة  الحدود ، مع  العِلْمِ  أنه  يوجد  بين  عناصر  المينورسو  بعض  العسكريين  لمهمة  حراسة  أعضاء  المينورسو  المدنيين  فقط ...

رابعا : مرتزقة عسكر موريتانيا  الحاكم  يَبْتَـزُّ الجزائر والمغرب معاً من أجل أن يبقى الوضع الحالي إلى الأبد:

لقد  كانت  حركات  ولد  الغزواني  سواءا  داخليا  أو  خارجيا  مجرد  تكتيك  لاستفزاز  مافيا  جنرالات  الجزائر  حتى  يمنحوه  أكثر مما يريد  من العطايا، فالادعاء  بمحاكمة  أزلام  مافيا  جنرالات  الجزائر  داخل  موريتانيا  كانت  زوبعة  في  فنجان  إذ سرعان  ما  تم  إطلاق  سراح  الرئيس  السابق  ولد  عبد  العزيز  والذي  كان  يبيت  في  منزله  دائما  لأنه  مرتاح  لكونه  متأكد  جدا  أن  عسكر  موريتانيا  الحاكم  قد  سقط   نهائيا  بين  مخالب  مافيا  جنرالات  الجزائر  وليس  هناك  أي  تراجع  عن  هذا  الاختيار، وسار عليه  ولد الغزواني  وجعله  المصير الأوحد  للشعب  الموريتاني ، أما  خارجيا  وما يهمه  هنا  هو  علاقته  مع  المغرب ، أظهر  ولد الغزواني  للمغرب  في  البداية  بعض مظاهر  حسن الجوار ( الغادر) ، لكنه   وخاصة   يوم  13 نوفمبر 2020   أي  بعد  أن أظهر  المغرب  قوته  العسكرية  في  تدخله  الْمَرِنِ  والسلس  لطرد  عصابة  قطاع الطرق  التي  أغلقت  معبر الكركرات  طيلة  ثلاثة  أسابيع  ، وبعد  أن  دفعت  الهندسة  العسكرية   للقوات المغربية  في  الميدان  هذا  الجدار  ليسد نهائيا  عبور  البوليساريو  إلى المحيط الأطلسي  ، دفعت  هذا  الجدار الأمني  الجديد  بحنكة  و خبرة  جيدة  هو  ما أثار غضب  مرتزقة  عسكر موريتانيا  و أَرْعَبَـتْهُـمْ  الفعالية  والسرعة والدقة  في الإنجاز  التي  أبان عنها  الجيش  المغربي  بكل  صمت  وحكمة  جعلت  دول  العالم   تحترمه  لأنه  فتح  معبرا  دوليا  بدون  إراقة  قطرة  دم  واحدة  ،  طبعا  ولم  يستنكر  ذلك  سوى  العصابة  الحاكمة  في  الجزائر  وما  بقي  من  حلفائهم  من  دول  إفريقيا  وهي  قليلة جدا ( جنوب  إفريقيا  + أنغولا + ناميبيا  الخ ) وهي لا تتجاوز  في إفريقيا  العشرة  وربما  أقل  من ذلك  دون  استثناء  بعض  دول أمريكا اللاتينية  ليكون  مجموع  دول  العالم  التي  لاتزال  متورطة  مع  هذا  الكيان  الشبح  30  دولة  منها  عدد  كبير  يعيش  على  مساعدات  الدولة  الجزائرية  ودعم  أنطمتها  الدكتاتورية  ، إذن  بقي  أكثر  من  160 في  العالم لا  تعرف  حتى  أين يوجد  هذا  البوليساريو على  وجه  الأرض ... وفي  مساء   13 نوفمبر 2020   وصل  أحد  كبار  رجال  الأمن  الموريتانيين  إلى مكان  توقف  الجدار  الأمني  المغربي  الجديد  فوجده  يكاد  يلامس  الحدود  الموريتانية  المُفْتَرَضَة  فثارت  ثائرته  ومنذ  تلك  اللحظة   استشعر  مرتزقة  عسكر موريتانيا  الحاكمون  خطر  تَمَاسِّ  الحدود  بشكل  حسّاس  خلقه  تموقع الجدار الأمني  المغربي  الجديد  بهذا  القرب من حدودهم  ، لأن  عساكر موريتانيا  ما  كانوا  يعتقدون  أن  البوليساريو  كان  غائبا  عن  تلك  المنطقة  ، لأن  مرتزقة  عسكر موريتانيا  كانوا  قد  سلموا  للبوليساريو  تلك  المنطقة   واطمأنوا  لوجودهم  بها  ،  فظهر  لمرتزقة  عسكر موريتانيا   أن  الضجيج  الذي  أقامته  البوليساريو  في  منطقة الكركرات  قد  كان   مجرد  فرقعات  صبيانية  وضجيج  إعلامي  فج  ، أما  الواقع  فهو  شيء  آخر ، فأعطى  ولد الغزواني  أوامره  بأن  تنتشر  جنود  موريتانية   في  الحدود  الشمالية   في  بداية  سنة 2021  مما  أدى  بعسكر موريتانيا  إلى إنشاء منطقة “دفاع” حساسة شمال البلاد بمحاذاة الحدود المغربية الجديدة... ومن  هنا  دخلت  مافيا  جنرالات  الجزائر  لتنبش  في  التاريخ  القديم  ولِـتُـذَكِّـرَ  الموريتانيين  بالمغرب ( التوسعي ) الذي  لم  يتخلى  على مطالبته  بموريتانيا  إلا   في سنة  1969  في  مؤتمر  القمة  الإسلامي الذي انعقد في الرباط في نفس  السنة ....طبعا  كان  ليوم  13 نوفمبر 2020  ما  بعده  عند مرتزقة  عسكر موريتانيا  ، وما  كان  أسهل  أن  يديروا  وجوهمم   شطر  مافيا  جنرالات  الجزائر الذين  كانوا  ينتظرون  الفرصة  وقد  جاءتهم  على  طبق  من  قصدير ،  وما أسرع   أن  أدارور  ظهورهم  للمغرب  وهكذا  انقطعت  الصلة  بين  موريتانيا  والمغرب  نهائيا  وبدأت  مؤشرات   ذلك  بزيارة  لِـصٍّ  من  كبار لُصُوصِ   البوليساريو  لموريتانيا  واستقبله  ولد الغزواني ،  وسارع   وزير خارجية  موريتانيا  لرد  التحية   بأحسن  منها  فزار العاصمة الجزائر يوم  04  أبريل  2021   وهو  فرحان  جدا  بعودة الأمور إلى ما كانت  عليه   قبل  رئاسة   ولد الغزواني  وبعد  أن تم  استقباله  من  المغضوب  عليه  شعبيا  المدعو  ( تبون ) ،  كال  المديح  لتبون  بعد  خروجه  من عنده  مما  يدل أن  موريتانيا  عبارة  عن  كيان لا يختلف  نهائيا  عن  البوليساريو  فهو  كيان  يعيش  من  الـتَّسَـوُّلِ وبالتسول  لأن  شعبه  لا  كرامة  له  ولا  أنفة ، فإذا  قيل  له  قل  (  عاش  المغرب  قال  عاش  المغرب )  وإذا  قيل  له  قل  (  تحيى  الجزائر قال  تحيى  الجزائر )  ،  حكام  موريتانيا  مرتزقة  من  العسكر قد  وضعوا  الشعب  الموريتاني  تحت  ( الصباط )  كما  فعل  جنرالات  الجزائر  بالشعب  الجزائري  طيلة  60  سنة  و لايزالون ، كذلك  فعل  عسكر  موريتانيا  الفقير بالشعب  الموريتاني  الأفقر  والأضعف  والأكثر  خنوعا  في  المنطقة المغاربية ، فقد  كان  مديح  وزير  خارجية  موريتانيا  لتبون  غزيرا  ، فمثلا  نجد صحفا  جزائرية  تردد  قول  الوزير  " لا يمكن أن أحصي مجالات الدعم الذي تقدمه الجزائر لموريتانيا "  وأخرى  تقول : " وزير خارجية  موريتانيا  يشيد بالدعم “المتواصل” للجزائر للجمهورية  الموريتانية  " ... وفي  عنوان آخر " لا يمكن أن أحصي  مجالات  دعم الجزائر لنا "  ...ويقول : "  نطمح  أن  تنتهي  الأشغال  من  طريق  تندوف  الزويرات  قريبا  حسب  توجيهات  الرئيسين ، فهي  حتى الآن  تعبرها  الشاحنات  ولكن إذا  انتهت  الأشغال  منها  سيكون لها  دور  مهم " وكل هذه  التصريحات  تدل  على  أن  موريتانيا  في  هذه  الشهور الأخيرة  ( تحلب  الجزائر )   ونجد  جنرالات  الجزائر مؤخرا  أكثر  سخاءا  مع  موريتانيا  من  السابق ، فهل  تخشى مافيا الجنرالات  أن  تفتح  موريتانيا   في  يوم  من  الأيام  قنصلية  لها  بالداخلة أو العيون ؟  مع  العلم  أننا  ليس  لدينا  أي  فكرة  عما  ستفعله  مع  المغرب  غدا  أو بعد  غد  لأن  التَّسَـوُّلَ  عادة  قبيحة  اكتسبها  حكام  موريتانيا  ، ومَنْ  بَـنَى  سياسته على التَّسَـوُّلِ  فلن  يفكر  في  العمل ... ولا فرق بين  المُـتَسَـوِّلِ  والابتزازي  ،  فمرتزقة   عسكر  موريتانيا   يبتزون  الجزائر  والمغرب معا  مستغلين  قضية  الصحراء ، أما  ما يدور  في  أذهانهم   فالله  به  أعلم ... فالمتسول إنسان حَقَـرَ نفسه قبل  غيره  وأراق ماء وجهه، واستغنى عن كرامته وحيائه، وبدأ يمد يديه للناس أعطَوْه أو منعوه ، إن  مرتزقة  عسكر  موريتانيا  هكذا  صنعتهم  فرنسا  وسيبقون  كذلك  لأنهم  لا ينتجون  شيئا  البتة  ولن  يستطيعوا  ، ولنا  مثال  صارخ على ذلك  ففي 04  أبريل  2021 قررت " وزارة  التجارة  الموريتانية  وقف استيراد  الطماطم  والجزر، والسماح باستيراد حمولة شاحنتين فقط يوميا من الطماطم، حمولة كل منهما لا تتجاوز 30 طنا." وهو القرار  المُتَـسَـرِّعُ  الذي  سرعان ما تراجعت  عنه  وزارة التجارة  الموريتانية  بسبب الإقبال  على الخضر المغربية  في  شهر رمضان  المبارك  حيث  تنازلت  الوزارة  نفسها  عن القرار  المذكور  يوم  09 أبريل 2021  ، إنه  التسرع  والتهور  في  اتخاذ  قرارات  تهم  العيش  اليومي  للشعب  الموريتاني  والذي  كان  المغرب  يضمنه  له  طيلة  سنين  لا يمكن  حصر  عددها  ، لأنه  في  نواكشوط  مسجد  يسمى  مسجد  محمد  الخامس  وبجانبه  السوق  الكبير  للخضر  والفواكه  المغربية  المسمى  سوق  المغرب ، حيث  لو  سألنا  موريتانيا  كم  من  سنة  وهو  يعرف  هذه  السوق  المغربية  لعجز  عن الجواب  لأجاب :  منذ  فتحتُ  عيني  في  نواكشوط  وأنا  أعرف  سوق  المغرب  ...   وزير التجارة  يمنع  دخول  شاحنات  الطماطم  والجزر  اليوم  وبعد  أربعة أيام  يندم  على  قراره  ويتراجع  عنه  لسبب  بسيط  فهو أنه  لن  يستطيع  توفير  ما  منعه  عن  الشعب ، وحتى  الحليف  (مافيا  جنرالات  الجزائر)  حالهم  من  حاله  ، لكن  البروباغاندا  هي  الهدف ،  فقرار  المنع  كان  بالطبل  والمزمار وموجها  للشعب  والتراجع  عن القرار  لم يسمع  به  أحد  ، وقد  ينشرون  بين  الناس  أن  الطماطم  والجزر  المتوفر  في  السوق  في  رمضان  هو  إنتاج  موريتاني  أو إنه  قادم  من  الجزائر  الشقيقة  رغم  أن  سوق  المغرب  في  نواكشوط  يعتبر  فضيحة  موريتانية  علنية  صارخة  تُوَلْوِلُ  ليل  نهار  بأن  موريتانيا  ستموت  إذا  توقفت  عنها  خضر وفواكه  الجنوب  المغربي.... والمصيبة  أنه  وكما  جاء  في  مذكرات  المختار  ولد  داداه  أن  كل  شيء  في  الصحراء  الاسبانية – حسب  تعبيره -  متطابق  مع  موريتانيا  جغرافيا  وتاريخيا  ،  هنا  نسأله  سؤالا مهما  :  لماذا  استطاع  المغرب  تطوير  كثير  من  المنتوجات  الفلاحية  في  الصحراء  المغربية  التي  تتطابق  خصائص  أراضيها  مع  الأراضي  الموريتانية  باعتراف  ولد  داداه  ولم  تستطع  موريتانيا  فعلَ  شَيْءٍ  في  نفس  طبيعة  الأرض ؟  الجواب  في  العقلية  الموريتانية  وتركيبة  الإنسان  الموريتاني  المتواكل  والكسول  لأنه  تبع  سياسة  كابرانات  فرنسا  الحاكمين  في  الجزائر  وهذا  أمر  مفضوح  ، و الإنسان  الموريتاني  المتواكل  والكسول  حينما  حاول أن  يغير حاله  وجد  نفسه  يتسول  كل  مواد  التموين ليعيش ، لم  يستطع  الخروج  عن  طبيعة  سيده  ومولاه  ( عسكر  الجزائر ) ، إن  ما  جَـنَاهُ  الشعب  الجزائري  الحر  من  سياسة  التضليل  والأكاذيب  وتخاريف  مافيا  جنرالات  الجزائر ستجنيه  موريتانيا  الصغرى  أو  الكبرى  من  السير  على طريق  الجزائر الاقتصادية وخاصة   من حيث  المنتوجات  الفلاحية ، لكن  نجد  لِفِكْرَةِ  الاعتمادِ على  المغرب  بخصوص  الخضر والفواكه  وأشياء أخرى  منظور آخر وهي أن  مرتزقة  عسكر  موريتانيا  يبتز  المغرب  وفي  نفس الوقت  يبتز  مافيا  الجنرالات  في  الجزائر ، لكن  المهم  أن  تَـتَسَوَّلَ  موريتانيا  من  الجزائر  الأموالَ  لتشتري بهذه  الأموال  الخضر والفواكه  وأشياء  أخرى  من المغرب  إن  أرادت  أن يبقى  الشعب الموريتاني على قيد  الحياة ، وبهذا يكون  اقتصاد  المغرب  هو  الرائج  والرابح .

ولا يمكن أن أختم  مقالتي  هذه دون  أن  أشير  إلى  غُصَصٍ  في  حلق  جنرالات الجزائر ومرتزقة  البوليوساريو  وكيف  ردوا  على  هذه  الغُصَصِ :  الغصص  هي  : أولا:  اعتراف  أمريكا  بسيادة  المغرب على كامل  صحرائه  المغربية  .  ثانيا : اعتبار  المغرب  مخرجات  مؤتمر  قمة إفريقي  جرى مؤخرا  بأنه  لاحدث ..ثالثا :  مقتل  قائد  الدرك الصحراوي  المقبور  الداه  البندير  في عملية  عسكرية  مغربية  نوعية  شكلا ومضمونا ، لأنه  مات  بصاروخ  من  طائرة  بدون ربان  أصابه إصابة  مباشرة  تركت  كابرنات  فرنسا  في  الجزائر  وبيادقها  من البوليساريو  يفكرون  ألف  مرة  كيف  أن الجيش  المغربي  لم  يعد هو  جيش  1975 ، حيث  أن هذه  العملية  كانت  دقيقة  جدا  استعملت  فيها  القمرين  الاصطناعيين  المغربيين  في  السماء  والتكنولوجيا  العسكرية  المتطورة  جدا  في  عموم  الأراضي  المغربية ....

رد  جنرالات  فرنسا  الحاكمين  على أحرار  الشعب  الجزائري  كان  كما يلي : أولا  :  ضرورة  انضمام  البوليساريو إلى  الأمم  المتحدة  ، وكأن  الأمم  المتحدة  ( زريبة  بهائم )  من  زرائب  الجزائر ...ثانيا  : تقول  مافيا جنرالات الجزائر  وتردد  معها  البوليساريو :  لا مفاوضات  مع  المغرب  إلا  بعد  أن  يخرج  المغرب  من الصحراء  الغربية  .... لست  أدري  هل  نصدق  العصابة  الحاكمة في  الجزائر التي  تغني  أسطوانة  ضرورة  تعيين  ممثل للأمين  العام  في  الصحراء  خلفا  للألماني  المستقيل لاستئناف  المفاوضات ؟ أم  نصدق  الذين  يشترطون  أن  أي  مفاوضات  مع  المغرب  لا يمكن  أن  تجري  بين  الطرفين  إلا بعد  خروج  المغرب  من الصحراء ....نفهم  من كل  هذا  أنه  إذا  كان  في  أي  خلاف  جماعة  تشرق  وجماعة  تغرب  فالمقصود  هو  التمسك  باللاحل ، أي  إبقاء  الحال  على ما هو عليه

والدوام  لابتزاز مرتزقة عسكر موريتانيا  الحاكم   للجزائر  والمغرب  وتلك  هي  الحقيقة  على الأرض  ...

سمير  كرم -  الجزائر  تايمز

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -