أخر الاخبار

لا ديدي ولا حب الملوك.. حكاية الأمثال الشعبية في المغرب ومجتمعاتنا

كان في عهد الحماية الفرنسية للمغرب، معمر فرنسي يدعى “المسيو ديديي”، وكان يمتلك مزرعة كبيرة لاشجار “حب الملوك” بنواحي صفرو، وكان يعمل بهذه المزرعة عدد كبير من العمال والمستخدمين الفلاحيين مع “المسيو ديديي” ممن كانوا يسكنون بالدواوير والمداشير المتاخمة للمزرعة .

هذا، ولما نضجت فاكهة “حب الملوك” وحان قطفها وكان المحصول جيدا، عبست السماء كما العادة في تلكـ المناطق الجبلية التي تجتاحها العواصف الرعدية القوية والمفاجئة وزخات البَرَد “التبروري”، فظهرت في الافق سحب سوداء وومضات قوية من البرق، وطفقت الرعود تزمجر، قبل أن تبدأ الأمطار الطوفانية المصحوبة بالبرد، تقصف أشجار فاكهة “حب الملوكـ” …

وبعد وقت ليس بالقصير توقفت الامطار، فخرج “المسيو ديديي” يتفقد المحاصيل، فكانت صدمته قوية اذ لم يجد ولو حبة واحدة من “حب الملوك”، فدخل بيته المتواجد بالمزرعة، والحسرة تقطع قلبه،واخذ بندقيته وصوبها تحت ذقنه واطلق الرصاص، ليضع حدا لحياته منتحرا …

وقد سمع عماله ومستخدموه صوت الرصاص فهرعوا الى منزله ليجدوه جثة هامدة، فأخذ هؤلاء العمال يبكون ويصيحون “لا ديدي لا حب الملوك” وبهذه الواقعة الحقيقية اصبح هذاالمثل يتداوله المغاربة، للتعبير عن الخسارة المزدوجة.

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -