تصريحات مقززة وفاضحة لحنان عشراوي تكشف مع من كنا نتعامل
أثارت تصريحات القيادية الفلسطينية، حنان عشراوي، بشأن قرار الرباط استئناف الاتصالات الرسمية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، بالتوازي مع اعتراف واشنطن بسيادتها على الصحراء، موجة غضب عارمة على منصات التواصل الاجتماعي في المغرب.
وهاجمت عشراوي، بداية الأسبوع الحالي، المغرب بسبب قراره القاضي بإعادة علاقاته مع إسرائيل، معتبرة أنّ "محاولة ضم الصحراء الغربية ستشجع إسرائيل على ضم فلسطين ومواصلة حرمان شعبها من حقوقه المشروعة".
وفي مقابلة مع شبكة "الديمقراطية الآن" التي تبث برامجها عبر أكثر من 1000 محطة تلفزيونية وإذاعية بأميركا الشمالية، قالت عشراوي إنّ "إعلان الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب حول الصحراء الغربية انتهاك لقرارات الأمم المتحدة التي تكفل للشعب الصحراوي حق تقرير المصير".
وقالت القيادية الفلسطينية في تصريحاتها، إنّ "مختلف الدول في العالم، الأمم المتحدة، وهلم جرا، لا تعترف بسيطرة وضم المغرب للصحراء الغربية. حتى الولايات المتحدة لا تفعل. هذا تحول في سياسة الولايات المتحدة الأميركية، ويعد انتهاكاً لقرارات الأمم المتحدة التي منحت الصحراويين حق تقرير المصير، بنفس الطريقة التي يُقال فيها للفلسطينيين كل عام أن لهم الحق في تقرير المصير".
وقوبلت هذه التصريحات بانتقادات حادة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، معتبرين إياها "معادية للوحدة الترابية للمملكة" و"استفزازاً" و"إلحاقاً للأذى بالحب الجارف الذي يكنه الشعب المغربي لفلسطين".
وعلّق الناشط عبد الواحد درويش على تصريحات القيادية السابقة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بالقول: "المغرب كان ولايزال وسيبقى متمسكاً بحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته الوطنية المستقلة، لكن لا يمكن أن يسمح بالابتزاز الرخيص خاصة من قبل من ألف العيش في نعيم ورغد الحياة على حساب معاناة شعب يعيش تحت الاحتلال وكذا في ظل فساد رموز السلطة".
وتابع في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "اليوم، انتهى زمن الابتزاز والاتجار بقضية الشعب الفلسطيني".
من جهته، كتب مدير قناة "المغربية" عبد الصمد بنشريف، معلقاً على تصريحات عشراوي: "فجأة أصبح المغرب قوة استعمارية وغازية وهو يشجع بوضعية كهذه على استدامة الاحتلال الإسرائيلي. حرام عليك أستاذة حنان أن تنطقي أنت بهذا الكلام الشعبوي الذي يردده جنرالات لم يغادروا بعد منطقة الحرب الباردة وأوهام الشرعية الثورية ومليشيات يائسة في تندوف المغربية المحتلة من قبل الجزائر الراعي الرسمي لجبهة البوليساريو".
وتابع في ما سماها رسالة عتاب إلى عشراوي متسائلاً: "هل ترغبين في تأليب الشارع الفلسطيني ضد المغرب وتجييش مشاعر الغضب والحنق؟ هل ما أقدمت عليه هو موقف صائب وهو ما تحتاج إليه القضية الفلسطينية؟ إنك تقترفين خطأ قاتلا عندما تربطين بشكل ميكانيكي بين قضية الصحراء المغربية وفلسطين المحتلة. وتطلقين العنان لكل الاتهامات. والنتيجة هي إلحاق الأذى بالحب الجارف الذي يكنه الشعب المغربي لفلسطين".
بدوره، كتب الناشط السياسي علال مهنين في تدوينة له على "فيسبوك": "لا نقبل تدخلك في شأن مغربي خاص لأننا لا نتدخل في شؤون فلسطين الداخلية وصراعات أجنحتها. الحذر الحذر من انزلاقات لن تكون أبدا في خدمة القضية الفلسطينية ياسيدة حنان، لدينا ما يكفي من القرائن للرد بقوة على تجاوزك حدود اللياقة المفروضة في قيادية تجاه بلد قدم الكثير والكثير للقضية الفلسطينية ولايزال، سنتصدى لمثل هذه الاستفزازات بما تفرضه المسؤولية الوطنية، لأن وطننا أولاً وأخيراً، ولأن وحدتنا الترابية فوق كل اعتبارات ظرفية".
من جهته، اعتبر المدون تمام ياسين أن عشراوي بوضعها للقضية الفلسطينية في نفس الكفة مع مطالب جبهة "البوليساريو" بالانفصال، "أساءت للقضية الفلسطينية التي يضعها المغاربة قيادة وشعبا في نفس مرتبة استكمال المغرب لوحدته الترابية، قبل أن تسيء إلى المغرب".
وفيما كتب الصحافي المغربي جمال الدين بلعربي، على حسابه بـ"فيسبوك": "نناضل معهم ونساعدهم لتحرير الأرض والمقدسات، فيكون الجزاء الضرب في مغربية الصحراء"، قال صاحب حساب "أشطاري فالصحرا" (ماذا يقع في الصحراء) إن ما جاء على لسان القيادية الفلسطينية "يستدعي رداً حازماً من المغرب، بعد مسها بالوحدة الترابية".
وفي السياق ذاته، اعتبر الناشط زهير ماعزي أن عشراوي "فقدت حكمتها فجأة وانزلقت إلى مساندة مخططات الانفصال والتقسيم"، مضيفاً: "كانت تظن أنها ترد على النظام المغربي، فإذا بها تجد نفسها في مواجهة مع الشعب المغربي. لا أعلم لماذا يصر بعض القادة والنشطاء الفلسطينيين على دعم القوى الناعمة التي تريد أن تجعل من التطبيع الرسمي تطبيعا شعبيا. لأول مرة، فلسطين ليست محل إجماع بين المغاربة!".
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.