أخر الاخبار

ضابط سابق في المخابرات الجزائرية: تهديد البوليساريو بالحرب مجرد دعاية إعلامية

 ضابط سابق في المخابرات الجزائرية: تعرضت لتهديدات بعدما كشفت تورط الجزائر في أحداث مراكش 1994..وتهديد البوليساريو بالحرب مجرد دعاية إعلامية

في شهر غشت سنة 1994 سمع المغاربة لأول مرة عن وصول العمليات الإرهابية إلى بلادهم، فقد استهدف هجوم آنذاك فندق أطلس أسني بمدينة مراكش، وكان الحدث إيذانا لبداية فصل جديد من التوتر بين المغرب والجزائر، حيث وجهت المملكة أصابع الاتهام نحو المخابرات الجزائرية، وقرر الحسن الثاني آنذاك فرض التأشيرة على المواطنين الجزائريين الراغبين في الدخول إلى المغرب، وردت الحكومة الجزائرية بإجراءات أكثر راديكالية وأعلنت من طرف واحد إغلاق الحدود البرية بين البلدين، وهو الإغلاق الذي ما زال مستمرا إلى اليوم.

ضابط سابق في المخابرات الجزائرية: تعرضت لتهديدات بعدما كشفت تورط الجزائر
العميل السابق للمخابرات الجزائرية كريم مولاي/الصورة من صفحته على الفايسبوك


وبعد مرور 16 سنة على التفجير الذي هز مراكش، خرج ضابط سابق للمخابرات الجزائرية يدعى كريم مولاي يعيش لاجئا في العاصمة البريطانية لندن منذ سنة 2000، بتصريح إعلامي قال فيه إنه وبتكليف من الاستخبارات الجزائرية سافر إلى المغرب في شهر أبريل من العام 1994، وأنه هو من رتب الأمور اللوجستية بالكامل لما جرى في فندق آسني.


أجرينا في موقع يابلادي حوارا مع كريم مولاي الذي تقدمه العديد من المنابر الإعلامية بصفته خبيرا أمنيا، وسألناه عن إمكانية انتقام المخابرات الجزائرية منه، وعن رأيه في العلاقات المغربية الجزائرية، وعن بعض المستجدات التي طرأت على الوضع السياسي في المنطقة.


كيف تنظر باعتبارك مهتما بالشأن الأمني إلى سباق التسلح بين المغرب والجزائر؟

بالنسبة لأمر سباق التسلّح الذي يجري بين الدولتين الجارتين الجزائر والمغرب، أمر قديم ويعكس انعدام الثقة القائم أصلا من تبني النظام الجزائري لحركة انفصالية تسعى لتأسيس دولة من دون مقومات.


كما أنه يعكس رغبة كل طرف للحفاظ على حدوده ومكتسباته.. هذا فضلا عن خلافات شكلية لا أعتقد أنها ترقى الى مستوى هذا الإنفاق الكبير من ميزانيتي البلدين.


كيف ترى استمرار إغلاق الحدود بين البلدين؟

إغلاق الحدود الجزائرية ـ المغربية كان هدفا سعت لها القيادات العسكرية الحاكمة في الجزائر، وسعت لأجل تحقيقه من أجل ممارسة ضغوط اقتصادية على المغرب، حيث كانت التجارة البينية مزدهرة بين البلدين وتحل مشاكل اقتصادية كبرى.


وكان الهدف من إغلاق الحدود من الجانب الجزائري، هو دفع سكان تلك المدن للتمرد بفعل الحاجة الاقتصادية، لكنه رهان تبين مع الأيام أنه رهان خاسر.


هل تتعرض لتهديدات بعد حديثك عن تورط المخابرات الجزائرية في تفجير مراكش؟

الحديث عن تورط النظام الجزائري في تفجيرات فندق أطلس أسني في مراكش عام 1994 كشفته منذ عدة أعوام، وقدمت حجتي في ذلك.


أما أنني تعرضت لتهديدات فذلك أيضا صحيح، لكنني أعول بعد الله أولا على أمن المملكة المتحدة، التي تعرف عني كل صغيرة وكبيرة.


وفِي كل الأحوال فإن الأعمار بيد الله، ويكفي الانسان فخرا أنه يستطيع أن يقول للظالم إنك ظالم.


يتهمك البعض بالعمالة للمخابرات المغربية فما ردك ؟

سؤالك عن عمالتي للاستخبارات المغربية يثير السخرية والضحك أيضا، فأن تكون عميلا لجهة ما الأصل أن تكون عاملا معها وفِي ظلها، والحال أنني مقيم في المملكة المتحدة، ولو ثبت أنني كذلك لكنت مساءلا، ولذلك فهذه تهمة غبية ولا تنم إلا عن جهل ومحاولة للهروب من تحمل المسؤولية.


مع أن هذا السؤال يغيب فيه الحس الصحفي لجهة الكفة الأمنية، إلا أنني سأجيبك بصراحة تامة، الاتصال الوحيد بيني وبين المغاربة، يتم عبر الحوارات الصحفية التي تجري بين الفينة والأخرى، تماما مثل حوارك هذا.


باعتبارك مطلعا على ما يجري في منطقة المغرب العربي، كيف تنظر إلى تهديدات البوليساريو المتكررة بحمل السلاح في وجه المغرب؟


عودة تهديد البوليساريو بالعودة الحرب مجرد استهلاك إعلامي ليس الا، لكنه تهديد يجب أخذه بالجدية المطلوبة، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الحرب ليست فقط المواجهات المباشرة، وإنما قد تأخذ أشكالا ارهابية متعددة.


قبل أيام انضم المغرب رسميا إلى الاتحاد الإفريقي، ما هي قراءتك لهذه الخطوة؟

بالتأكيد يمكن اعتبار خطوة إعادة تفعيل عضوية المغرب في مؤسسات الاتحاد الإفريقي منعطفا سياسيا مهما في عمل هذه المؤسسة، ليس فقط للأهمية الاستراتيجية التي يحتلها المغرب على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، ولعراقته وكونه مثل جسرا للتواصل بين قارتي افريقيا وأوروبا، وإنما لكونه مبادرة سياسية متقدمة للدفاع بالوسائل السلمية عن سيادته ووحدته.


نحن جميعا ندرك أن المنظمة الافريقية قد اعترفت في وقت مبكّر بجبهة البوليساريو، يوم كان المد الشيوعي في أوجه، ومازالت هذه المنظمة تعترف بهذا الكيان، لكن اليوم في ظروف متغيرة، اختلفت فيها القوى المتحكمة، وأيضا بوجود أجيال جديدة تريد أن تعيش حاضرها ومستقبلها بعيدا عن الاحقاد الأيديولوجية الزائفة.


من هذه الزاوية أنظر إلى خطوة عودة المغرب إلى المنتظم الإفريقي بأنها صناعة للمستقبل، وإسهام في منح هذا المنتظم الوظيفة السياسية والاقتصادية والأمنية التي قام من أجلها.


لقد عمد أصدقاء النظام الجزائري في الاتحاد الأفريقي الى تقديم مواساة سياسية. للنظام الجزائري بتعيين رئيسه المقعد والصامت عن الكلام منذ ما يزيد عن أربعة أعوام منصب نائب الرئيس، وهو منصب فخري اعتباري يعكس مسعى الاتحاد لإيجاد أجواء تسامح وتعايش وفق رؤية جديدة تقوم على التكاتف والوحدة لمواجهة المخاطر المحدقة بالمنطقة.


رواية كريم مولاي بخصوص تورط المخابرات الجزائرية في تفجير مراكش سنة 1994

روى ضابط المخابرات الجزائرية كريم مولاي في تصريح لوكالة قدس بريس اللندنية، بعد هروبه من الجزائر سنة 2000، أن "مديرية المعلومات والأمن DRS (المخابرات الجزائرية)، هي التي خططت للهجوم الذي نفذ على فندق أطلس آسني بمراكش (24 غشت 1994)"، ولتوضيح اتهاماته قال "أنا شخصيا من كلف بالجانب اللوجستيكي لهذه العملية التي لم أكن أعرف أن هدفها هو تنفيذ هجوم". وللتذكير، فهذه العملية خلفت سبعة وثلاثون قتيل من نزلاء الفندق وجريحا واحدا من جنسية فرنسية. وللتذكير أيضا، فإن السلطات المغربية قدمت فرضية تورط المخابرات الجزائرية في هذه العملية، استنادا لمعلومات توصلت إليها بعد التحقيقات.


وأفاد كريم مولاي ضمن تصريحه لوكالة "قدس بريس"، بأن الجزائر قد سهّلت ولوجه للمغرب شهر أبريل من عام 1994 من أجل مهمة واحدة محددة في "إعداد لوجيستيك عمل يروم تحقيق اختراق وإنتاج بلبلة أمنية بالمملكة المغربية"، قبل أن يُضيف: "سافرت واتصلت بأحد الأصدقاء المغاربة، وكان يعمل ضمن سلك الأمن في مدينة الرشيدية، وهو الذي ساعدني في التعرف على مدير مركز الاتصالات السلكية واللاسلكية بمراكش، وهذا الأخير ساعدني هو الآخر في التعرف على عدد من الجزائريين المقيمين في مراكش وأصدقئهم المغاربة في الدار البيضاء.. لقد رتبنا سهرة في إحدى الفنادق الفخمة في مراكش لتحقيق التعارف وتهيئة التعاون.. لقد ساعد الجميع في تهيئة الأجواء بالكامل لأحداث فندق آسني في شهر غشت من العام 1994".


ويزيد مولاي ضمن تصريحاته: "كنت على بعد عشرات الأمتار من فندق آسني لحظة الانفجار، وأؤكد هنا أنني لم أكن على علم مسبق بعملية التفجيرات لأنني لم أكن قطّ مكلفاً بالتنفيذ لقصر مهمتي في جمع المعلومات والترتيب اللوجستيكي، لكنني عندما سمعت الدويّ أدركت أن الأمر جرى بفعل المخابرات الجزائرية التي اتصلت بي وطمأنتني ووعدتني بتأمين عودتي إلى الجزائر.. وبعدها بيوم واحد غادرت مراكش متوجها إلى الناظور، ومنها إلى مدينة وجدة ثم إلى الجزائر".

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -