معركة سطات الأولى:15 يناير 1908.
هاجم الجنرال داماد سطات في صباح يوم 15 يناير 1908...ودامت المعركة من الساعة 8 الى الساعة 12...وقد انسحب المغاربة تحت ضغط هجوم العدو...وعندما دخلت القوات الفرنسية الى المدينة..وتبعها الجنرال داماد على رأس قواته الاحتياطية,تعرضت لهجوم عنيف قام به المذاكرة الذين هبوا للمعركة على صوت المدافع..ويحكى أن المذاكرة سارعوا الى قتال الفرنسيين فرسانا و مشاة...حيث حمل كل فارس راجلا ورائه الى أرض المعركة..سقط في هذه المعركة العديد من الرجال المشهورين ..وعلى رأسهم المجاهد القرشي بن الرغاي أحد زعماء انتفاضة الشاوية....لكن خسائر الفرنسيين كانت أفدح...اذ خسروا حوالي 30 رجلا بين قتيل و جريح من بينهم الليوتنان كروتيل crotel...
القرشي بن الرغاي أحد زعماء ثورات قبائل أولاد سيدي بنداود، فقيه وفارس، قاد حرْكة شهيرة وهو على فرسه دفاعا عن مدينة سطات التي كان الجنود الفرنسيون يتقدمون لاقتحامها، يوم عيد أضحى من سنة 1908، فقام القرشي إلى جانب فرسان آخرين محاربا إلى أن استشهد برصاص العدو وبقى فوق فرسه تتقطر دماؤه الزكية على الأرض حتى فارق الحياة.
معركة سطات الثانية :6 فبراير1908.
Zouaves prise de Settat Casbah |
بعد منتصف ليلة 5/6 فبراير..هاجم الفرنسيون سطات ..وخلال تقدمهم تعرضوا لهجمات المجاهدين..وقد امتدت جبهة القتال على طول أكثر من 7 كيلومترات...لكن الغزاة تمكنوا من دخول المدينة بعد تخريب القصبة بالقذائف..واحراق الاحياء الشعبية...وبالتالي لم يتمكن داماد من دخول سطات الا بعدما خرب كل شيء في طريقه..لكنه لم يصب من المحلة الحفيظية ولا مجاهدي الشاوية بالرغم من أنه زحف بقوات معتبرة في هجوم ليلي سريع...
معركة سطات الثالثة: 6 أبريل 1908
وللمرة الثالثة يتوجه داماد الى سطات بهدف ابعاد نفود المولى احفيظ الذي عادت محلته بقيادة أسد الشاوية الشيخ البوعزاوي الى المدينة..وقد احتلت القوات الفرنسية سطات يوم 6 أبريل دون قتال..لكن في ليلة 7/8 ابريل تعرضت قوات الاحتلال لهجوم عنيف أبدى فيه المجاهدون شجاعة نادرة.. لكن كثافة النيران الفرنسية جعلت المحلة التي كان يقودها البوعزاوي تتراجع نحو مشرع الشعير حيث كان المولى عبد الحفيظ مرابطا..وبالتالي تكون معركة سطات الثالثة اخر معركة خاضها مجاهدو الشاوية الجنوبية بمساعدة المحلة الحفيظية...
وبعد مناوشات 12 أبريل الى الجنوب من سطات ..انتهت عمليات الجهاد بالمنطقة نظرا لتحرك المولى عبد الحفيظ الى فاس بعد أن فرر التخلي عن قتال الفرنسيين بالشاوية والبحث عن حل سياسي للقضية..
مجزرة 15 مارس 1908
تعتبر المجزرة التي ذهب ضحيتها قرابة 1500 نسمة، والتي ارتكبها الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال دماط في سيد الغنيمي نواحي سطات بتاريخ 15 مارس 1908 ،من بين أفظع ماقامت به القوات الفرنسية ضد نساء وأطفال وعجزة المنطقة.
قال النائب الفرنسي الاشتراكي جان جوريس، عن هذه المجزرة الفرنسية الفظيعة، فيالجمعية العامة الفرنسية، في جلسة مساءلة للحكومة، “ أخشى أن يكون يوم الـ15 من مارس 1908 ،يوما محزنا للإنسانية ولفرنسا، لماذا؟ لأن الجرائد أجمعت على أن القوات الفرنسية هاجمت تجمعا سكنيا كبيرا حول كوخ متصوف منعزل، هربا من نيران قنابل قواتنا التي جاءت تبحث عنهم من مسافة 80 كلم من الشاطئ الأطلسي كي تبيدهم، ليكونوا درسا لمن يفكرفي مقاومتها، مع أن تجمعات المقاتلين كانوا في مواجهتها على المرتفعات التي كانت تقنبلها مدافع الجبال“.
وأضاف جوريس بأن عددا من مراسلي الجرائد الفرنسية، أجمعوا على وحشية ما قام به الجيش الفرنسي، ومنهم مراسل جريدة ”لوطون“، والذي كتب ”بأننا لم نشاهد معركة وإنما شاهدنا سباقا داخل المخيم للقتل بالحريق، حيث قال جوريس إنني كتبت في حينه، ”عندما يكون اللعب بالرؤوس فإنها لا تقول للمنتشي بأي دم سكرت“، مضيفا أيضا في كلمته ”أقول لكم بأن هناك مدينة مغربية مكونة من ألفي خيمة أبيدت، وهو ما أكده لي جندي من برشيد في رسالة هي بين يدي، يقول فيها لقد أبيد كل من في المخيم من النساء والأطفال والشيوخ.
وكتبت جريدة ليمانتي في عدد ال22 من مارس 1908 ،مقالا تحت عنوان ”وحوش مطلقة“عملية الذبح التي حدثت اليوم تفوق في الرعب كل ما يمكن تخيله، إن 1500 جثة قد قتلت عن طريق الحرق. وساقت الصحيفة الألمانية ”فوشيست دايتونغ“ الصادرة في ال6 من يونيو 1908 ،شهادات ألمان عاينوا تلك الفضائع المرتكبة من طرف الجنود الفرنسيين في حق ساكنة المخيم من النساء والأطفال والشيوخ، ”يوم ال15 من مارس تمت مهاجمة المخيم بإشعال النيران فيه بإشراف مصلحة الهندسة العسكرية الفرنسية، وتم إحراق كل شيء فيه، وفي السهل الواسع المحيط به، سقط أكثر من ألفي قتيل من الدواوير المجتاحة“. تقول الجريدة.
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.