أخر الاخبار

بيعة أهل السويرة للسلطان سيدي محمد بن عبد الرحمن

بيعة أهل السويرة للسلطان سيدي محمد بن عبد الرحمن

الوثيقة 264

بيعة أهل السويرة (1) 

للسلطان سيدي محمد بن عبد الرحمن

ومن محفوظات مديرية الوثائق الملكية نسخة بيعة أهل السويرة للسلطان محمد الرابع بن عبد الرحمن. وهي مؤرخة في 15 صفر 1276هـ مكتوبة في كاغيط كتابي(2) بمداد أكحل وخط جميل، وليس عليها إشهاد ولا فيها توقيعات، لأنها مجرد نسخة منقولة من الأصل الذي لم يعثر عليه لحد الساعة، وقد آثرنا إثباتها للفائدة:

(264)

الحمد لله وحده
وصلى الله وسلم على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه
وسلم تسليما طيبا مباركا كثيرا أثيرا

لما استأثر الله بعبده إمام المسلمين مولانا عبد الرحمن بن هشام، ونقله عن سرير الخلافة إلى جواره مع أسلافه البررة الكرام، قدس الله ضريحه، وأسكنه من الجنان فسيحه، وورد الإعلام بذلك من نجله الشريف، وخليفته العَلَم، المنيف، الفقيه العالم الأمجد الأسعد، سيدنا ومولانا محمد، على عامله وأمينه بثغر السويرة، وهو الحاج عبد الكريم بن الحاج أحمد الرزيني التطواني (3) وكافة مَن بها من المسلمين، اجتمع أعيان البلد من الشرفاء والعلماء والتجار وكافة الجيش السعيد الذي بها، وقرئ عليهم الكتاب الشريف معلما بذلك، وبإجماع أهل الحل والعقد على بيعة نجله المذكور، وسليله المنصور، فتأسف جميعهم لما حل بالمسلمين من المصيبة العظيمة، واستبشروا لبيعة نجله الميمونة التي هي بكل خير كفيلة مضمونة، وأشهد إذ ذاك القائد المذكور، وأعيان البلد المذكورين، وشرفائها وعلمائها وجيشها الذي بها، وجميع كبراء أهلها، أنهم بايعوا أمير المؤمنين المؤيد، سيدنا ومولانا محمد، على السمع والطاعة، وتلقي أوامره بالقبول والرضى، وأحكامه بالنفوذ والامضا، جهد الاستطاعة، موافَقة لجميع المسلمين، ودخولا في زمرة المؤمنين، وعملا بقول الله عز وجل: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، وفرارا من الخروج عن كلمة جماعة المسلمين، لما ورد أن جماعتهم لا يخالفها إلا شيطان، بيعة تامة، ألزموا أنفسهم أداء واجبها، في أموالهم وأبدانهم، ودعوا لجنابها بالظفر والفتح المبين، والظهور والنصر المستبين.
عرفوا قدره، شهد به عليهم وهم بحال صحة وطوع وجواز، وعرفهم..
وفي خامس عشر من صفر الخير سنة ست وسبعين، بموحدة بعد السيد، ومئتين وألف.

الهوامش

(1) السويرة بالسين، بربريتها تاسورت، ومعناها المدينة المحاطة بسور، تكتب وينطق بها تارة بسين وهو الأصح، وتارة بصاد (الصويرة) وهو الشائع الأغلب.

(2) الكاغيط الكتابي هو كاغيط أبيض سميك تكتب فيه الرسائل الديوانية والرسمية، وهو منسوب على مستعمليه من الكتاب والمنشئين، وكان الكاغيط ينقسم إلى عهد قريب إلى ثلاثة أنواع كاغيط شطبي لعله منسوب إلى مدينة شاطبة الأندلسية، وهو أرفع الأنواع، يليه الكاغيط الكتابي، يليه كاغيط الوضينضة وهو كاغيط اللف والتكميس، ولعل الكلمة الأخيرة اسبانية.

(3) نسبة إلى تطوان، لغة في تطوان، وهي الشائعة على السنة العوام والأقرب إلى البربرية الأصيلة.
 

 

للاطلاع أيضا

بيعة علماء الحديث : للسلطان مولاي الحسن الأول

بيعة قبيلة الحشم : للسلطان مولاي الحسن الأول

بيعة قبيلة مسفيوة : للسلطان مولاي الحسن الأول

بيعة قادة الجيش : للسلطان مولاي الحسن الأول

بيعة أهل مراكش : للسلطان سيدي محمد بن عبد الرحمن

بيعة أهل طنجة والجيش الريفي وقواده

بيعة تطوان : للسلطان سيدي محمد بن عبد الرحمن

بيعة سجلماسة وقبائلها الصحراوية : للسلطان سيدي محمد بن عبد الرحمن

بيعة أهل فاس : للسلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان

رسالة القرن: الحسن الثاني

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -