✍🏻 رشيد نيني
لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا...
شنت الصحافة الإيطالية هجوما شرسا غير مسبوق على الإتحاد الأوربي الذي ترك إيطاليا تواجه مصيرها الدرامي بمفردها، بينما مدت دول من خارج الإتحاد الأوربي يد المساعدة لها، مثل الصين روسيا وكوبا.
الشعب الإيطالي يكتشف اليوم بسبب هذه الجائحة التي ضربتهم وضربت بقية دول العالم أن الإتحاد الأوربي ليس سوى خرافة. وهذه الخرافة انتبه لتهافتها البريطانيون ففروا بجلدهم خارج الإتحاد، وها نحن نرى كيف أن فيروس كورونا سيكون آخر مسمار يدق في نعش هذا الإتحاد.
المحللون وخبراء الإستراتيجيات وعلماء المستقبليات لديهم تحليلاتهم التي تشرح نهاية فكرة الإتحاد الأوربي، لكن بالنسبة لنا نحن المسلمين فالتفسير موجود عندنا منذ مئات السنين ويلخصه القول المأثور "ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل".
عندما يتحد الناس على محبة الله وطاعته لإشاعة العدل والسلم بين عباده فإن هذا الإتحاد يدوم مادامت أسبابه قائمة. أما إذا اتحد الناس حول العملة والتجارة والمصالح الإقتصادية والسياسية التي تقوي الأقوياء وتطحن الضعفاء فإن هذا الإتحاد يبلغ مداه في الزمن لكنه ينهار لا محالة، وينطبق على أعضائه قوله تعالى في سورة الزخرف "الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ".
وعندما نتأمل لماذا تحارب القوى الغربية الإسلام مباشرة أو بالوكالة ..؟؟
فليس لأن الآذان يزعجها أو لأن الحجاب يضايقها أو لأن تجنب المسلمين لأكل لحم الخنزير يثير امتعاضها، بل إنها تحارب الإسلام لأن مقاصده العميقة هي الرحمة والحلم والمودة والتي تصب جميعها في هدف واحد هو السلام العالمي، وهي مقاصد تقع على الطرف النقيض لمقاصد ما يعتبره الغرب حضارة وحداثة وتقدما، والتي تقوم على الاحتراب والتقاتل والبغي واستعباد الشعوب وتفقيرها ونهب خيراتها تحت غطاء
شعارات تتغير حسب الهدف
.إن فهم مقاصد الشريعة الإسلامية على حقيقتها
وتطبيقها يعني ببساطة نهاية
الحروب والمجاعات والفقر والتلوث الذي يخنق الكرة الأرضية بما كسبت أيدي الناس.
فالإسلام يعلم احترام الإنسان وتكريمه والرأفة بالحيوان ورعاية وحفظ النبات والشجر والحجر. الإسلام يعلم طهارة البدن والمكان، طهارتان ضروريتان لحفظ الجسد من الأمراض والفيروسات والمجال من التلوث.
والإسلام يعلم الاعتدال في الأكل كما في كل شيء، فليس الأكل ما أهلك البشرية وتسبب لها في الأمراض والعلل، بل الإسراف في الأكل هو السبب، فالله تعالى لم يقل لنا لا تأكلوا ولا تشربوا بل قال "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين".
والإسراف هو ما كان يدفع بالدول الغنية إلى رمي 400 مليار دولار سنويا من الأغذية إلى القمامة فيما يتضور 800 مليون إنسان من الجوع عبر العالم.
ببساطة لو تم شرح مقاصد الإسلام لسكان هذا الكوكب، عوض ترك الأغبياء والبلداء والحمقى يلخصون لهم الإسلام في قطع الرؤوس
وسبي النساء وتدمير الآثار، ليسهل بعد ذلك نهبها وبيعها لسماسرة المتاحف العالمية بملايين الدولارات، لدخل الناس في الإسلام أفواجا أفواجا.
لكن قوى الشر المتحكمة في مصير مليارات النسمات عبر العالم تعرف أن مشاريعها الخبيثة المبنية على زرع الفتن والفيروسات والحروب لترويج بضاعتها القاتلة ستنتهي في اليوم الذي يفهم فيه العالم أن الإسلام دين حرية وعدل ورحمة وجمال ونظافة، وليس دين عبودية وعنف وقتل، كما أنه دين عزة وكرامة وانتصار للحق عندما يقتضي الأمر الدفاع عن النفس والعرض والوطن والمظلوم مهما كانت عقيدته.
وأمام مثل هذا الدين العظيم الذي يطمح لتعميم الرحمة على العالمين تضع الشركات العالمية الكبرى التي تتاجر في الدماء والجوائح مصالحها دائما فوق كل اعتبار.
وسواء كانت شركات لإنتاج الأمصال المقاومة للفيروسات المعدية أو شركات لصناعة السلاح، فإن المعركة الحقيقية لا تدور في المختبرات الطبية وإنما تدور دائما على شاشات البورصات العالمية.
إنها حضارة مبنية على الابتزاز والسطو والبغي، عكس الإسلام الذي يدعو إلى الرحمة وإعطاء كل ذي حق حقه وعدم بخس الناس أشياءهم؛ لهذا يخشون الإسلام ويحاربونه.
والله متم نوره ولو كره الكارهون...
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية وأرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.